أشار نائب رئيس ​المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى​ العلامة الشيخ علي الخطيب، في كلمته في الليلة الخامسة من محرم، إلى ان "سيل الفساد بلغ في ارضنا الزبى واستولى على كل شيء، تعالوا معي نحدد بعض اسباب الفساد والافساد في بلادنا التي ثكلها بعض سياسيها وبعض اهلها سواء بنهب المال العام او في ادارة الدولة السائبة و في اداراتها او في تجويع الشعب ال​لبنان​ي، او في تحريض بعضه على بعض، تضييعا للحقيقة، ام في بعض الاعلام السائب الذي يرتضع من الحرام ويمارس التضليل والتهويل وقلب الحقائق وتصوير الوطنية خيانة، والعمالة وطنية، او في الدفع نحو ضرب المقاومة واتهام سلاحها الذي يدافع عن الوطن بانه خطر على اللبنانيين ولا ينبتون ببنت شفا حينما يعتدي العدو على ارضنا وينتهك سيادتنا، ويقتل ابناءنا ويستبيح سماءنا في كل يوم، فهم عمي لا يبصرون او صم لا يسمعون، الويل لهم وليخافوا الله تعالى في انفسهم وليتقوه في مواقفهم، فإلى اين يدفعون البلاد بهذا الاصرار على هذه الدعوات غير البريئة التي لن تكون نتيجة الاستجابة لها الا الخراب والدمار".

ونوه الخطيب بأن "الاولى بهم الدعوة في الاساس الى الصلاح لانتاج قانون انتخابي على قاعدة مصلحة الوطن لا غلبة لفئة على فئة أخرى، ولا تكون خلفيته الاستئثار والتسلط، فهل من المعقول ايها الاخوة ان يدعى لانتخابات نيابية جديدة مضى على حصولها سنتان وشهران تقريباً على اساس قانون انتخابي توافقت عليه جميع الاطراف السياسية ولم يُفرض على احد، ولمجرد ان البعض يعتقد ان انتخابات نيابية جديدة قد تقلب الموازين لصالحه الذي يفتح الباب امام كل فئة من الفئات ان تقوم بنفس المطالب، فأي لعب هذا بمصير الوطن وبمصير الناس؟ اليس الاجدى بهم ان يوجهوا الانظار نحو مواطن الفساد ويعملوا على اصلاحها".

كما رأى أن "التغاضي عن توجيه الانظار نحو مواطن الفساد هو الفساد بعينه، فمن المتضرر من هذا السلاح وهذه المقاومة؟ اليس ​العدو الاسرائيلي​ الذي اُخرج مهزوما من لبنان؟ فمن الذي اخرجه ولصالح من كانت هزيمة العدو؟ اليس الغرب وعلى راسهم ​الولايات المتحدة الاميركية​ هي التي تسعى لخلع ​سلاح المقاومة​ وتعاديه حماية للكيان الصهيوني الغاصب وتقف وراء عدوانه؟ ولماذا يضع البعض نفسه في هذا الموقف اليس الامر مريبا؟ تعالوا لننطلق في موقفنا من موقع الحرص على الوطن لا على الوقوف مع التحالفات الدولية التي لم تحم لبنان على حساب العدو واطماعه، فليس هذا في شيء من الحياد المدعى".

ودعا الخطيب، "من رحاب عاشوراء من منطلق المحبة الخالصة والتضحية الخالصة والمسؤولية امام الله سبحانه وامام الوطن وامام الشعب والتاريخ وبنية صادقة وبعقل منفتح ندعو الى التبصر في مواقفنا وان ننطلق ولو لمرة واحدة في هذه المواقف من موقع الحرص على الوطن وعلى ​الشعب اللبناني​ الطيب والكريم والابي، سنتفق وسنبني وطنا يستحقه هذا الشعب العزيز حين ذاك. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا جميعا لخدمة هذا البلد و شعبه، وان نخرج من هذه المشكلات ونحن اكثر مسؤولية واكثر محبة للبنان وشعبه. أعظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب ابي عبدالله الحسين (ع) وتقبّل الله أعمالكم والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته".