أشار ​البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي​ إلى ان "الحياد له دور ناشط وفاعل، وهو ليس مبادرة من بطرك او من ​بكركي​، ولا هو احد مشاريع الحل، هذا الكيان ال​لبنان​ي نحاول استعادته"، موضحاً أن "ردات الفعل العارمة من اللبنانيين هي مثل من كان ضيع هويته ووجدها".

وخلال لقاء معه بدعوى من ​جامعة الروح القدس​، شدد الراعي على ان "كل السفراء الذين رأيتهم من الغرب او العرب، كلهم متحمسين للحياد اللبناني لانهم يعرفون لبنان وقيمته"، مؤكداً أن "الحياد في لبنان هو مبدأ وقاعدة ومصير"، لافتاً إلى أنه "مبدأ لأن الميثاق الوطني يرتكز عليه، ولا يكون هناك شرق أو غرب بل استقلال تام عن كل الدول ليكون لبنان ذاته بينهم، ولا وصاية ولا حماية وليس هناك امتياز لأي دولة".

كما أفاد بأن "الحياد هو القاعدة لحياة لبنان وهو ضرورة وطنية وجزء من رؤية سياسية تُميز لبنان بسياسته وبنهجه وبطريقته وبإيديولوجيته السياسية، وهو المصير، وهذا يعني أن خلاص لبنان يتحقق بالحياد ومستقبله المشرق يتأمن بالحياد، كما أنه ضرورة وطنية كي يتمكن لبنان من أن يعيش". وأشار إلى أنه "بهذا الإطار ظهر نجم ​بشير الجميل​، لذلك هو شهيد هذه المسيرة. عندما كان لبنان حيادي كنا نعيش زمن بحبوبحة وازذهار وانفتاح، هذا رأيناه بأعيننا، وكان يعيش بمأمن عن كل الخضّات الموجودة بكل البلدان من حولنا".

وأوضح أن "لبنان مكان للتلاقي والحوار والعيش المسحي الإسلامي بالمساواة والمشاركة بالحكم والإدارة، وهذا غير موجود بأي بلد آخر، هو تجدد ب​اتفاق الطائف​، وهو قائم على مبدأ الإنتماء إلى المواطنة، وبكياه الأساسي هو دولة مدنية، بالتالي الحديث اليوم يجب أن يطون باستعادة ​الدولة المدنية​، لا بالمطالبة بها".