اشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، الى "اننا نود ان نرى في مبادرة ​البابا​ في زيارته للعراق الشقيق ولقائه بالمرجعية الإسلامية في النجف الاشرف المتمثلة بآية الله العظمى السيد على السيستاني اضفاءً للانطباع الإيجابي على صعيد العلاقات الإسلامية المسيحية والتوافق على العمل المشترك من أجل اطلاق مبادرات تساهم في إشاعة أجواء المحبة والتعاون بين أبناء الديانتين وإشاعة أجواء السلام الدولي ومواجهة التطرف واستخدام التطرف الديني كوسيلة لتحقيق أغراض سياسية استعمارية".

وتابع :"نرى في هذه الزيارة رسالة الى شعوب المنطقة وخصوصاً الى اللبنانيين ومرجعياتهم الدينية الإسلامية والمسيحية، ودعوة الى التعاون والتفاهم من اجل تعزيز الوحدة الوطنية وعدم الانجرار الى مواقف سياسية متشنجة ومتطرفة وصب الزيت على النار والعمل بدلاً من ذلك على اراحة الجو العام وتقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية المختلفة. ونحذر من بعض الخطابات التي تؤلب اللبنانيين بعضهم على بعض فتسيء عن قصد او عن غير قصد للوظيفة الدينية الموكلة اليها، كما نحذر من تبعات بعض الردود السلبية التي تستغل من بعض القوى من أجل الإساءة او اثارة الفتنة وعدم اقتناص الفرص من أجل تسجيل مواقف شعبية تسهم في اشعال الفتن المذهبية".

وشدد على "اننا اليوم اشد حاجة للتأكيد على الوحدة بين جميع ابناء الاسر الدينية اللبنانية وبين جميع المواطنين حتى نستطيع استعادة الثقة ببعضنا البعض اولاً ، والحفاظ على الوطن المهدد بالزوال طالما استمر الخطاب الديني يسير في خدمة الخطاب السياسي المثير للانقسام الوطني خدمة لمصالح فئوية او حزبية او طائفية، وهي بالطبع تفسح المجال للتدخلات الخارجية التي ستعمل انطلاقاً من تحقيق مصالحها على حساب المصالح الوطنية".

واضاف :"لقد اصبحت اوضاع المواطنين تثير الشفقة نتيجة السياسات الخاطئة والمستمرة الناتجة عن الأنانية التي وصلت الى حد الاستهتار بمصير الوطن والمواطنين وما يعانيه المواطن من الفقر والمرض، وبدل ان يدفع ذلك الى التكاتف والتعاون لإيجاد الحلول المناسبة يدفع البعض الى المزيد من العناد واختراع الحجج الواهية لعدم الوصول الى تفاهمات سياسية تفضي الى تأليف حكومة وتعطي الامل للمواطنين الذين يعانون من وطأة الازمات الخانقة على كل الصعد بحل قريب مما يخفف من الامهم التي تدفعهم بحق الى التعبير عن غضبهم من هذا الاستهتار الذي هو جريمة بحقه وبحق الوطن".

ولفت الى انه "اذا كان كل ذلك من الانهيار الاقتصادي والمالي والصحي بل الخوف من الانهيار الامني لم يدفع بعض السياسيين وبعض القوى السياسية الى استشعار الخطأ والعودة الى ضمائرهم ان بقي لديهم من ضمير فإن ذلك يعني الدفع بالمواطنين الى اليأس والبلاد الى الخراب ولات حين مندم،لذلك ندعو وبإلحاح الى الخروج من حالة المراوحة واللعب على حافة الهاوية وقد اصبحنا في الهاوية وايجاد حل سريع يؤدي الى تأليف حكومة قبل خراب البصرة".