أكثر من مستغرب جاء هجوم عضو كتلة التحرير والتنمية النائب ​غازي زعيتر​ على ​الجيش اللبناني​ على خلفية المداهمة الأخيرة التي نفذتها قوة عسكرية في ​حي الشراونة​ وقتل بنتيجتها ثلاثة من المطلوبين وجرح آخرون. أكثر من مستغرب جاء كلام زعيتر، لأنه حاول أن يصوّر الجيش بصورة القاتل، الذي إقتحم منطقة سكنية آمنة لا تدور فيها إشتباكات وأطلق النار على أبرياء عزّل ومن دون أن يطلق عليه النار. لكن العودة الى التحقيقات، تكشف عكس ما قاله زعيتر دفاعاً عن عشيرته والمطلوبين فيها. واليكم هذه الوقائع التي كشفتها مصادر الأمنية لـ"النشرة" .

أولاً-لم يدخل الجيش الى حي الشراونة السبت الفائت إلا بعدما دار إشكال بين مطلوبين في داخله سرعان ما تطور الى ​إطلاق نار​ وإشتباكات وبالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

ثانياً-خلال هذا الإشتباك المسلح، أطلق المطلوبون النار على مركز الجيش اللبناني القائم في تل الأبيض على مدخل حي الشراونة.

ثالثاً–قبل هذا الإشتباك المسلح، شهد حي الشراونة أكثر من خمس إشكالات مسلحة خلال ثلاثة أسابيع، وبسبب الإشكالات المسلحة التي دارت بين المطلوبين، سقط عدد من الجرحى.

رابعاً-عندما دخل الجيش الى حي الشراونة لفض الإشكال المسلح، أُطلقت النار على دوريته بالأسلحة الرشاشة، وبخمس قذائف صاروخية من نوع RPG.

خامساًَ–المطلوب حسن عباس زعيتر الذي توفي صباح الأحد متأثراً بجروح أصابته خلال المداهمة، هو المتهم بقتل شرطي بلدية برج البراجنة علاء أبراهيم في السادس والعشرين من شباط الفائت على خلفية ثأر قديم.

سادساً–علي الهادي زعيتر الذي قتل خلال المداهمة، مطلوب أيضاً الى القضاء بـ15 وثيقة إطلاق نار بإتجاه المواطنين والمنازل وبإفتعال مشاكل مع قاضٍ ومواطنين من أبناء المنطقة.

سابعاً–جوزيف جرجي المعروف بـ"يوسف حداد" وهو الذي جرح خلال المداهمة، هو أحد السجناء الذين فروا من نظارة قصر بعبدا في تشرين الثاني من العام 2020.

ثامناً–عندما إنتهت المداهمة التي شهدت إشتباكات بين الجيش والمطلوبين على مدى نصف ساعة، توجهت مجموعة من ​آل زعيتر​ تستقل سيارات رباعية الدفع الى تل الأبيض وأطلقت النار على مركز الجيش اللبناني ثانية.

على رغم كل ما تقدم، هناك من لا يزال يسأل، لماذا دخل الجيش الى حي الشراونة بهذه الطريقة ولماذا رد بالنيران على مطلقي النار على دوريته؟!.

في الأساس، لا ينتظر الجيش اللبناني إذناً من أحد كي يدخل الى أي منطقة لبنانية، فكيف عندما تكون هذه المنطقة مأوى للمطلوبين بجرائم ترويج ​المخدرات​ وسرقة السيارات وتصنيع ​حبوب الكبتاغون​ وترويجها، وكيف عندما نتحدث عن منطقة لا يمر فيها أسبوع من دون إشكالات وإشتباكات مسلحة.

من الأمور المستغربة أيضاً كيف عقد الشيخ شوقي زعيتر إجتماعاً لفعاليات العشيرة، وحاول قدر الإمكان تهدئة الأوضاع طالباً إستلام الجثتين وإجراء مراسم التشييع، وكيف عاد نائب من العشيرة عينها وشن ما شنه من هجوم على الجيش اللبناني!.