علّق مجلس كنائس الشرق الأوسط على إزالة امانة العاصمة في عمان لافتة مكتوب عليها آية من الكتاب المقدّس، معرباً عن "عدم استغرابه الكلام الذي صدر عن أمين عمّان يوسف الشواربة، وهو وزير سابق، ولا الكلام الجوابي والشروحات التي صدرت عن راعي ابرشية الأردن الارثوذكسيّة ورئيس مجلس رؤساء الكنائس في الأردن المتروبوليت خريستوفوروس عطالله، إذ أنّ كليهما أبناء الثقافة الأردنيّة الواحدة، المُحِبَّة، الجامعة والحاضنة لأبنائها على مختلف إنتماءاتهم".

وضاف: لقد جاء كلام معالي السيِّد يوسف الشواربة في دار المطرانيّة الأرثوذكسيّة في عمان واضحًا، قاطعًا، لا لُبْسَ فيه، فحواه أنّ السِلم الأهلي في الأردن الحبيب والإحترام المتبادل بين مكوِّناته أمر غير موضع نقاش وأنّ خطأ قد حصل وقد جرى الإعتذار والعودة عنه وهي أرقى الفضائل.كذلك كلام صاحب السيادة المتروبوليت خريستوفوروس جاء أيضًا واضحًا وقاطعًا ولا لُبس فيه، فحواه التمسُّك بالوطن وبالحياة الواحدة بين أبناء الوطن الواحد، مركِّزا على التمازج التاريخي بين مختلف أطياف هذا البلد الذي استطاع الحفاظ على إستقراره تحت كل الظروف.

ولفت الى أنه يهمّ مجلس كنائس الشرق الأوسط، وهو المؤسسّة التي تضمّ إلى عضوّيتها جميع كنائس المنطقة، أنّ يؤكد على هذا الإتّجاه التفهُّمي - التفاهُمي في التعامل مع الأزمات، خصوصًا تلك التي ترتدي طابعًا دينيًّا، في الظاهر على الأقلّ.

وأكد "أنا نثني على مواقف وكلام صاحب المعالي أمين عمان وصاحب السيادة متروبوليت الأردن لأن مواقف مثل تلك أو كلاماً كالذي صدر هي الدواء الناجع في هكذا ظروف، درءًا لتردّي الأمور ومنعًا لبروز مواقف متطرّفة قد توصل إلى ما هو غير مستحّب. كل ذلك في إنتظار حلّ جذري لأوضاع مماثلة قد تنشأ إمّا بسبب الجهل أو عن سابق قصد وتصميم على يد من يريد بالوطن غيلة. أمّا مسألة مُساءلة وإقالة كاتب البيان، فهي أمر خاضع للقوانين المرعيّة الإجراء، تتابعها المرجعيات الكنسيّة مع المؤسّسات الحكوميّة".

ولفت الى أن القيادة الحكيمة التي صانت كيان وإستقرار الأردن لعقود، في منطقة هي دائمًا على فوهة بركان، هي نفسها القادرة على منع الفتنة، صغيرة كانت أم كبيرة، وذلك عن طريق رفع منسوب الوعي لدى الناس عبر متابعة تنفيذ البرامج التربويّة والتثقيفيّة والحواريّة التي نرى الكثير منها في الأردن والتي يُبدي مَجلِسنا، مجلس كنائس الشرق الأوسط، إستعداده المشاركة بها، مقدّمًا ما إكتنزه من خُبرات في هذا المجال. ولفت الى "أننا نحن اليوم في عصر المعرفة، وقد أثبتت المعرفة والوعي أنها الوسائل الفُضلى للتقدّم الإجتماعي، وكلّنا يعرف كم يكتنز المجتمع والدولة في الأردن من هذا المورد الأساس الذي سيصونه ويمنع عنه غدر الأزمنة الصعبة التي تأتي على الأمّم الحَيِّة".