أكد العلامة السيد علي فضل الله، في كلمة له خلال خطبة الجمعة "اننا نعي عدم قدرة الحكومة على تقديم الحلول الجذرية والسريعة التي يعاني البلد منها نظرا إلى حجم هذه الأزمات وتراكمها وللتعقيدات التي يعاني منها الواقع السياسي الداخلي والتي تؤدي إلى تأخير الحلول وحتى إلى إجهاضها ولأن الطريق التي تسعى إليها الحكومة لتأمين الموارد المالية الضرورية للتعافي الاقتصادي ليست معبدة"، معتبرا ان "لكن هذا كله لا يعفي الحكومة من القيام بمسؤولياتها، وألا تبدد الأجواء الإيجابية التي أحاطت بعملية تأليفها، وأن تفي بالشعار الذي أخذته على نفسها، وهو معا للإنقاذ، فهي إن لم تستطع أن تصل إلى حلول جذرية لمشاكل اللبنانيين".

ورأى فضل الله أنه "في ظل الإمكانات القليلة داخليا وغير المتاحة عربيا ودوليا، فعليها العمل على الحلول الآنية المتاحة أمامها بأن لا توفر جهدا للتوصل إلى ساعات التغذية على صعيد الكهرباء والإسراع بتنفيذ خطة النقل العام التي تملك مواردها، وبالحد من السوق السوداء ومن سطوة تجار الغذاء والدواء وأصحاب المولدات وكاريتل المحروقات بتعزيز الرقابة عليهم والحد من جشعهم، وبالضغط على المصارف للكف عن سرقة أموال المودعين عبر الاستفادة من قرارات المصرف المركزي، ورد الأمانات التي أودعت عندهم إلى أهلها والدراسة الجادة لعملية رفع الحد الأدنى للأجور ليتناسب مع قدرة المواطنين على تأمين الحاجات الأساسية".

وخشي فضل الله في قضية انفجار المرفأ، "من أن يتداعى هذا الملف ويطوى ويضيع من خلال تسييسه، وأن يصبح أداة من أدوات الصراع السياسي أو من ضغوط الخارج". مضيفا :"إننا أمام حجم هذه الكارثة، نعيد التأكيد على ضرورة إبقاء هذا الملف في إطاره القضائي، والالتزام فيه بآليات العمل القضائي والبعيد كل البعد من التدخلات السياسية أو الحسابات الطائفية والمذهبية".