أكد محافظ ​مدينة بيروت​ ​القاضي مروان عبود​، خلال افتتاحه المعرض الميلادي الذي أقامه رئيس دير مار باسيليوس الاب نقولا الرياشي على درج دير مار باسيليوس - الاشرفية، أن "هذه المرة الاولى التي نفتتح فيها أول نشاط لعيد الميلاد، والوزي السابق ​ميشال فرعون​، يكون سباقًا والمبادر دائما في الأشرفية، خصوصًا في هذه المرحلة لأننا مررنا بظروف صعبة، ناتجة من ​انفجار مرفأ بيروت​، ولكن بعون الله استطعنا يدا بيد تجاوز قسم كبير منها، استطعنا ترميم البيوت وعدتم اليها، هذه المنطقة التي كانت حزينة ومدمرة بأكملها، ولكنها عادت اليوم الى رونقها وجمالها".

وأشار إلى أن "الدمار المادي نستطيع تجاوزه، ولكن دمار النفوس هو الأخطر والاصعب، واليوم نقول لكم إن نفوسنا مدمرة بسبب ما حصل في لبنان، بسبب الازمة الاقتصادية الكبيرة التي تضربنا، بسبب كورونا وهجرة الشباب، وقد أصبحت العديد من البيوت فارغة من أبنائها، وزهوة الاعياد أن يجتمع الاهل والعائلات، ولكن للأسف نرى معظم الابناء في الاغتراب فيما يعيش أهاليهم بوحدة هنا".

وذكر عبود "أننا لن نتوقف عند هذه الصورة، فنحن مسيحيون أبناء الرجاء وبقاؤنا في هذا الشرق هو رسالة، وبالتالي علينا تجاوز الصعوبات، فأهلنا وأجدادنا مروا بصعوبات أكبر، ولكنهم تجاوزوها بالايمان والرجاء وبتعاونهم ومحبتهم لبعضهم، ونحن لسنا أقل ايمانا من أهلنا واجدادنا، سنرجع لنقف الى جانب بعضنا البعض، أن يقف الغني الى جانب الفقير".

بدوره، اعتبر الوزير السابق فرعون، أنه "كما أن عيد الاستقلال مر دون أن يكون عيدا، بل محطة لتأكيد التزام الدفاع عن مبادئ السيادة والاستقلال، فالميلاد هذه السنة ليس عيدا، بل إلتزام معاني العيد، من رجاء وإيمان ومحبة وأمل وبشارة وتضامن ورفض العنف"، مشيرًا إلى أن "التشاؤم ليس إستسلاما، بل دعوة الى العمل، بالرغم من أن مميزات لبنان أصبحت معكوسة في ظل هذا العهد، فالقضاء الذي هو رمز العدالة أصبح تحت هجوم وحصار لمنع المحاكمة، والمرفأ رمز النجاح الاقتصادي أصبح رمزا للدمار، والديمقراطية ورمزيتها للحرية والتجدد توقفت مع شرط ان الانتخابات لن تحصل الا إذا بقيت السلطة، و​الضمان الاجتماعي​ أصبح لا ضمان، و​وزارة الصحة​ توقفت عن تغطية صحة اللبنانيين".

ولفت إلى أن "المصارف التي يجب أن تحمي جنى عمر المواطن، قضى عليه وبعض أصحاب هذه المصارف هرب أمواله الى الخارج، وترك المودعين في مهب الريح، يوزع عليهم مساعدات إنسانية بدل إحترام حقوقهم القانونية. والكهرباء التي ترمز للاضاءة أصبحت رمزا للانقطاع. ‏‎يدمرون رسالة لبنان ولا خيار الا التزام الدفاع عنها والحفاظ عليها".

بدوره، شدد راعي ابرشية بيروت وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك المطران جورج بقعوني، على أن "من وسط الالم، من وسط المنطقة التي دمرها انفجار مرفأ بيروت، نقول أن عيد ميلاد سيدنا يسوع المسيح يعطينا الحياة والفرح، هذا المعرض الجميل هو فسحة فرح في أيام صعبة وقاسية".