لفت رئيس الجمهوريّة ​ميشال عون​، إلى أنّ "تاريخ الكلية الحربية منذ 100 عام، هو جزء مشرّف من تاريخ ​لبنان​. عندما أتكلّم عن الكليّة الحربيّة، أكون أتكلّم عن نفسي وعن كلّ ضابط تدرّب ودرس في هذا المكان: القيم الوطنيّة والارتباط بالأرض وواجب الدّفاع عنها وعن أهلنا وشعبنا"، مركّزًا على "أنّني لا أكون أبالغ إذا قلت إنّ الكليّة الحربيّة هي مقلع الرّجال ومنبت البطولة الحقيقيّة".

وأشار، في كلمته في مئويّة الكليّة الحربيّة، إلى أنّ "الكثير من الضبّاط الّذين أعرفهم وعشت معهم وأصبحوا جزءًا من عائلتي، استشهدوا خلال قيامهم بواجبهم تجاه وطنهم، للحفاظ على أمنه واستقلاله ورسالة العيش المشترك فيه"، مبيّنًا "أنّني لا أنسى يومًا، سنوات التّدريب الّتي أمضيتها في الكليّة، الّتي كان اسمها آنذاك المدرسة الحربيّة. لا أنسى الضبّاط الّذين درّبوني، وبتنا نعلم أكثر يومًا تلو الآخر، معنى شعار الجيش "شرف وتضحية ووفاء".

وذكر الرّئيس عون، أنّه "كان واضحًا بالنّسبة لنا حينها، أنّ ​الجيش اللبناني​، الّذي نحن جزء منه، هو وحده الضّمانة الوحيدة للبنان ولكلّ فئات المجتمع وطوائفه"، موضحًا أنّ "بعد ذلك، أتت الحرب، وتشرذم الجيش وانتشرت الميليشيات، ولولا انصهار الجيش من جديد وسهره على مواجهة الفتن والمؤامرات و​الإرهاب​ والتطرّف، لما كانت الحرب انتهت، وعادت الحياة لمؤسّسات الدّولة، ولما كان توحّد لبنان من جديد بمناطقه وأهله إلى اليوم".

وشدّد على أنّ "الكليّة الحربيّة هي جسر عبور لعزيمة الشّباب والمبادئ الوطنيّة ومعاني التّضحية من أجل وطن، يستحقّ من كلّ منّا أن يعطيه كلّ طاقته، وأن يحمله في قلبه وقلب عائلته وعقله وعمله أينما كان حول العالم"، لافتًا إلى أنّ "من الكليّة الحربيّة، انطلقتُ بمسيرة طويلة داخل ​المؤسسة العسكرية​. كلّ ما تعلّمته واختزنته، حاولت تطبيقه في حياتي العسكريّة، وكلّ الرّفاق العسكريّين الّذين كانوا إلى جانبي في هذه المسيرة، يعلمون عمّا أتكلّم".

كما فسّر "أنّني من حياتي العسكريّة، انطلقتُ بمسيرة نضال. نضال وطني لمحاربة الاحتلال، وتغلّب منطق الدّولة على منطق الميليشيات، وبناء المؤسّسات و​محاربة الفساد​. وهذا الناضل سبّب لي 15 سنة إبعاد، بقيَت فيها عزيمة اللّبنانيّين المصمّمين على تحرير الأرض، بالزّخم نفسه". وركّز على أنّ "النّضال نفسه، أوصلني قبل 5 سنوات، لأكون رئيسًا للجمهوريّة. المبادئ الّتي حملتها من الكليّة الحربيّة، بقيت هي الّتي تحكم عملي ومسؤوليّاتي الوطنيّة، ولن أتخلّى يومًا عن هذه المبادئ".

وتوجّه عون إلى كلّ رجال الكليّة والحربيّة ونسائها، قائلًا: "لكم منّي باسم كلّ لبنان، تحيّة إكبار إجلال وتقدير، وكلّ المحبّة والدّعم. أنتم اليوم حاملين الشعلة، وأكيد أنّكم ستسلّمونها للّذين سيخلفونكم بكلّ أمانة وظروف أفضل، يكون فيها الوطن تعافى من أزمته، وبدأ مسيرة النّهوض والعودة منارةً للشّرق والعالم".