تابع رئيس الجمهورية ميشال عون، الاتصالات الجارية لمعالجة التطورات التي استجدت بعد التحركات البحرية، التي تقوم بها سفينة وحدة انتاج الغاز الطبيعي المسال Energean Power قبالة المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها.

وفي هذا السياق، علم ان الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية هاموس هوكشتاين، سيصل الى بيروت خلال نهاية الأسبوع الجاري او بداية الأسبوع المقبل، بناء على طلب الجانب اللبناني للبحث في استكمال المفاوضات لترسيم الحدود البحرية والعمل على انهائها في اسرع وقت ممكن.

وتلقى الرئيس عون تقارير من قيادة الجيش حول تحركات السفينة قبالة المنطقة الحدودية البحرية.

الى ذلك، التقى الرئيس عون وزير العدل القاضي هنري خوري وعرض معه الاوضاع العامة في البلاد وعمل المحاكم ومواضيع تختص بوزارة العدل.

وفي وقت لاحق، استقبل الرئيس عون، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المدير التنفيذي لمعهد الامم المتحدة للتدريب والابحاث UNITAR السيد نيخيل سيث NIKHIL SETH والمسؤول عن قسم الدبلوماسية المتعددة الأطراف في المعهد السيد ربيع الحداد، حيث اطلع على نشاطات المعهد والدورات التي ينظمها في عدد من دول العالم، والورشتين التدريبيتين حول الدبلوماسية التجارية للدبلوماسيين العاملين في لبنان اللتين تقامان في بيروت بالتعاون مع منطمة "الاسكوا".

واعرب سيث عن رغبة المعهد في تعزيز عمله في لبنان، والاستجابة للطلبات التي تقدمها الدولة اللبنانية في اطار حاجاتها، لافتاً الى ان "لدى المعهد 270 نوعاً من التدريب والدراسات والدورات التي تغطي جميع مجالات الحياة وحاجات الدول"، مشيرًا إلى ان لبنان مهتم بالدورات التدريبية في مجالات تعزيز المهارات في ميدان التواصل والتفاوض، حيث تم ارسال وحدات عمل من المعهد الى بيروت للتعاون مع الحكومة اللبنانية، لا سيما في مجالات التنمية والتدريب.

ورحب الرئيس عون بسيث، متمنيًا له التوفيق في زيارته الى لبنان، معرباً عن تقديره لما يقوم به معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث UNITAR منذ نحو 60 عاماً والاهمية التي يمثلها كذراع تدريبية للأمم المتحدة في الدول النامية بشكل خاص، فضلاً عن أهمية الميادين والمواضيع التي يتم التدريب عليها، سواء لجهة تدريب الدبلوماسيين او شؤون التنمية المستدامة والبيئة وإدارة النفايات والمواد الكيماوية وتغير المناخ والتنمية الاجتماعية والبشرية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

واكد الرئيس عون أهمية تعزيز التعاون مع المعهد، لافتاً الى ان "لبنان يحتاج بشكل خاص الى زيادة الوعي والتدريب في مجال الفساد نظراً لضرورة محاربة هذه الآفة الخطيرة على المجتمعات وتحصين الإدارات الرسمية"، وأشار رئيس الجمهورية الى "اعتماد لبنان على الشراكة القائمة مع الأمم المتحدة على كل الصعد للتعافي وإعادة النهوض، خصوصاً بعد سلسلة الازمات غير المسبوقة التي تعرض لها". ونوّه رئيس الجمهورية بالدور الذي يلعبه السيد الحداد في نشر اهداف المعهد ودوره الرائد.

الى ذلك، كرّم الرئيس عون الراحل مسعود الاشقر، بمنحه وسام الارز الوطني من رتبة فارس سلّمه الى ارملته غريتا الاشقر في حضور رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر وعدد من افراد العائلة واصدقاء الراحل.

والقى المدير العام للمراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية نبيل شديد، كلمة عدد فيها مآثر الفقيد، حيث ذكر أنّ "بعد سنة ونصف على رحيل مسعود الأشقر، نلتقي في بيت اللبنانيين، لقول كلمة وفاء وتقدير لواحد من الشرفاء في لبنان. حين نقول مسعود الأشقر، تتجمع الكلمات والاوصاف في اذهان اللبنانيين بشكل عفوي. هو المناضل والحارس الصلب في زمن الحرب. أحبّ بيروت، أحبّ الاشرفية وناسها وما تمثله، حتى التصق اسمه باسمها، وافعاله بمنعتها".

وشدد على أنه "هو الوطني في زمن كثرت فيه المصالح وقلّت فيه القيم ونظافة الكف والشعور بالانتماء الى ارض وهوية. هو المدافع عن الشرعية في لبنان، وعن رسالة العيش المشترك، وعن وحدة الأرض والشعب. هو الآدمي في زمن السلم، والمتواضع والزاهد بالمناصب حتى الاختفاء عن المشهد السياسي".

وأوضح "لكنه لم يختف يوماً عن اهله في الاشرفية وبيوتهم وحاجاتهم وافراحهم واحزانهم. هو المحترم بين عارفيه، والمحترم بين البعيدين عن خطه السياسي. لم يتزلّف يوماً من اجل غاية او منصب، ولم ينحز الا لوطن سيّد حر ومستقل. ولهذا الوطن، نذر حياته بالكامل، فاستحق كل المحبة من الجميع، وفخر اهله ومعارفه وأصدقائه".

وتوجه الى ارملة الفقيد غريتا مسعود الاشقر، مشيرًا إلى أنّ " تأخر موعد تكريم زوجك الراحل بسبب ظروف جائحة "كورونا" التي نقلته من هذه الأرض الى أحضان الرب. وقد شاء رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي ربطته به صداقة ومحبة، ان يعبّر عن تقديره لوطنيته ومسيرته الإنسانية والأخلاقية والسياسية والوطنية، بمنحه وسام الأرز الوطني من رتبة فارس، مؤكداً ان ذكراه ستظل حية في وجدان وطنه، مع سرب الشرفاء والوطنيين الذين قدموا حياتهم من اجل ان يحيا لبنان".

وردت الاشقر بكلمة لفتت فيها إلى أنه "تحضر عائلة المرحوم مسعود الاشقر مع اصدقائه لتسلم وسام الارز، اكراماً للمسيرة التي كرس مسعود حياته من اجلها، ألا وهي خدمة الوطن والناس والنضال من اجل القضية، وإن صحّ ان مسعود لم يكن ممثلاً منتخباً للشعب، غير انه كان ممثِلاً مختاراً من الناس ملبّياً دون كلل حاجاتهم وطلباتهم المحقة".

وصرّحت "فهو لم يترك الناس يوماً، مسقطاً كل المسافات معهم، حتى بات يخصص لهم وقته ونشاطه بشكل شبه كامل. وبالفعل، وعلى مدى عقود لم يتوان مسعود عن بذل التضحيات الجسام بكل شجاعة وإيمان إلتزاماً بالقيم والمبادئ والقضية، التي دون شك كانت المعبر للصداقة مع فخامتكم طوال ما يناهز اربعين عاماً، وهي صداقة كان يعتز بها مسعود بكل حرص واخلاص. وإن هذا الوسام ليس التكريم الاول الذي تمنحونه للمرحوم مسعود بل سبقته مبادرة فخامتكم الى الطلب من بلدية بيروت تسمية شارع باسم مسعود الاشقر، وتكرّمتم بالمتابعة الحثيثة للامر، حتى تحقق ذلك على ارض الواقع. وبدورنا لا يسعنا الا ان نعبّر لفخامتكم عن خالص شكرنا وجزيل التقدير متمنين لكم دوام الصحة وطول العمر".

ورحب الرئيس عون بالمطران عبد الساتر وافراد العائلة واصدقائها، مستذكراً الاوقات التي جمعته بالراحل مسعود الاشقر، خصوصاً خلال الحرب الاهلية والايام الصعبة التي عاشها لبنان واللبنانيون. ونوه الرئيس عون بالخصال التي كان يتمتع بها الراحل، لاسيما الشجاعة واخلاصه لأصدقائه وحبه للوطن. وشدد على "أننا كنا نعتز بصداقته التي بقيت بيننا لآخر يوم من عمره، لأنه كان رجلاً محبًا ووفيًا".

وتلقى الرئيس عون المزيد من برقيات التهنئة لمناسبة اجراء الانتخابات النيابية، ومنها برقية من رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق علي الغانم.