شدد شيخ العقل ل​طائفة الموحدين الدروز​ الشيخ ​سامي ابي المنى​، على "احترام ​المهل الدستورية​ القادمة والتوجه بروح تشاركية إيجابية لإتمامها، لان لبنان يستحق الخلاص وانقاذه من الوضع السيء الراهن، ويجب الإسراع بعقد قمة روحية يصدر عنها الكلام الطيب المطلوب ونشر المناخات الإيجابية"، معتبراً ان "معالجة قضايا المواطنين رسالة أخلاقية وروحية أيضا".

واشار، خلال استقباله وفد مجلس ​نقابة المحررين​ الصحافيين في دار الطائفة - بيروت برئاسة النقيب ​جوزيف قصيفي​، إلى أن "دار طائفة الموحدين الدروز، هذه الدار الجامعة والوسطية في عاصمة الوطن التي عنوانها الجمع واللحمة بين جميع اللبنانيين، تشكر زيارتكم خاصة وإنها تأتي في اجواء الأضحى المبارك وزمن العطاء والتضحية والمحبة والاخوة وكل معاني العيد لكسب رضا الله سبحانه وتعالى ومحبة الناس"، مبيناً "اننا لنا أمل بالسياسيين ولكنه مشوب بالقلق، قلق على وضع الناس ومن التجاذبات التي تحصل في هذا البلد القائم أساسا على التنوع، لبنان قائم على الصيغة الفريدة من نوعها في العيش معا بالتكامل والتشارك لا بالانقسام الطائفي، وهذا يفرض الابتعاد عن لغة التحدي الطائفي والمذهبي كما يحصل للأسف في بعض الأحيان، ونعيش التنوع في الوحدة، فتنوعنا لا يضير وانما ما يضر هو التربية على التعصب فيصبح التعدد مدعاة كراهية وانعزال عن بعضنا، لكن الحاجة لان نكون أقوياء ببعضنا البعض".

وتطرق ابي المنى الى الاستحقاقات القادمة، مؤكداً أنه "يجب ان نسعى جميعا الى احترام المهل الدستورية والتوجه بروح تشاركية إيجابية لإتمام هذه الاستحقاقات، لان لبنان يستحق الخلاص وانقاذه من الوضع السيئ، فأبناء الوطن في الاغتراب باتوا بحالة يأس من العودة الى وطنهم، فتعزيز الامل تجاههم ضروري من خلال مبادرات داخلية بالتعاون مع أصدقاء لبنان في الخارج لان بلدنا لا يستطيع ان يقوم وحده ويحتاج الى الاحتضان والدعم، فالولاء للوطن يحتم علينا تعزيز الامل على حساب اليأس".

وبدوره، ذكر القصيفي، "اننا يسرنا، اعضاء مجلس نقابة محرري الصحافة وأنا، أن نلتقيكم في دار طائفة الموحدين الدروز، لنؤكد إحترامنا لشخصكم وللطائفة التي تمثلون، وهي طائفة مؤسسة للبنان، ولها في تاريخه ما لها من صفحات ناصعة حدثت عنها متون الكتب، إضافة إلى أنها أحد أعمدة العيش الواحد بين مكوناته. ولا يفوتنا أن ننوه إلى الدور الذي تضطلعون به منذ ما قبل إنتخابكم شيخ عقل، في تقريب المسافات بين الطوائف والمذاهب، من خلال إنفتاحكم الدائم على الآخر بالحوار الذي توسلتموه سبيلاً للتواصل ومد الجسور بين جهات اللبنانيين".

وتابع: "سمعنا انكم تعملون لاعادة إحياء القمة الروحية، اين أصبح هذا السعي؟ وهل ثمة جديد على هذا الصعيد ومتى؟ وإلى أي حد يمكن لمثل هذه القمة أن تواكب العمل الجاري في الداخل والخارج لانتشال لبنان من محنته؟ اسئلة نطرحها عليكم لمناسبة هذه الزيارة، متمنين لكم التوفيق في المهمات التي تتصدون لها بحكمة وثبات، وهدوء وتواضع، وتتعاملون مع ما تفرزه من معوقات بصبر وجلد، وايمان كبير بأن من يتقي الله يجعل له مخرجاً. وأنتم من أصحاب التقوى والعلم، ولن يكون بلوغ المخارج على يدكم، ويد القامات الروحية والوطنية مستحيلاً اذا اتحدت الارادات وصفت النيات".

ومن جهته، واضاف ابي المنى: "اننا نعيش في وطن ميزانه كميزان الذهب للمحافظة عليه فيحافظ واحد على شريكه وليس بأن يكون الهدف المحافظة على أنفسنا فقط، فالشريك في الوطن يجب الحفاظ عليه لكي نحفظ وطننا، ولنا امل يعززه الرجاء بالقيادات الروحية من خلال نشر المناخ الإيجابي وتكريس وتعزيز روح التلاقي التي ذكرتها الأديان والكتب السماوية، رحمة ومحبة واخوة وهذا دورنا، وليس برفع منسوب التحدي والمواجهة".

وشدد على "أهمية اللقاءات الروحية التي يجب ان تتوج بقمة روحية، وإذا كانت الظروف غير متوفرة راهنا للقمة فان هذه اللقاءات يجب ان تكون موجودة، واننا نسعى ونحاول جهدنا بعقد قمة روحية يصدر عنها الكلام الطيب المطلوب ونشر تلك المناخات الإيجابية، هناك تجاوب من الجميع أصحاب الغبطة والسماحة وانما الظروف الضاغطة اقتصاديا ومعيشيا والانهيارات الحاصلة تؤخر المساعي وتجعلنا ننصرف الى الأمور والمشاغل اليومية التي تشغل بالنا، وانني من الداعين للإسراع بعقد مثل هذه القمة كما اللقاءات الروحية التي يجب ألا تتوقف، علما ان التعاطي مع الواقع المعيشي اليوم رسالة روحية واخلاقية أيضا اذا دفعنا باتجاه معالجة الاوضاع الاقتصادية حيث هي الأولى بالاهتمام".