وجه رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​، في كلمة له من ​مدينة صور​ بمناسبة ذكرى تغييب الإمام السيد ​موسى الصدر​، التحية الى السيد الصدر قائلا له: "حي كما ​الشمس​ واليقين حيث أنت في العقل والقلب والوجدان فينا ومعنا وبنا طيفا في السماء وغيثا كما الماء"، وتابع: "المسلسل التآمري هو هو لا لشيئ، ونحن تجاوزنا كل الإساءات، ولكن بمقام الإمام الصدر، نقول لمن تلتبس عليهم الجهات بمقاربة ماهية ​حركة أمل​ ويخطئون التقدير وفي فك شيفرتها ويطلقون العنان لسموم حبرهم، نذكر هؤلاء الكتبة، بأنه لم يحل بين الصدر والناس في صور وبعلبك كل المؤامرات، واليوم بعد 44 عاما على جريمة الإخفاء، لا نتفاجأ بمحاولات فك هذا اللقاء وحركته، لقاؤنا مع الإمام والناس ولأجلهم سيبقى متواصلا الى أن تموت الشمس وتتكور ويرث الله ​الأرض​ ومن عليها، أيها الواهمون، ها هي حركة أمل، أكتبوا ما شئتم، هي أبدا من أجل ​لبنان​ وحفظه ستكون كموج البحر الذي لا يهدأ ولن يتوقف".

وفي قضية الإمام الصدر، رأى بري أنه "بالرغم من جمود التحقيق بالسنوات ال3 الماضية لأسباب عدة، نؤكد أن آخر ما توصلت اليه اللجنة المكلفة بمتابعة هذه الجريمة بالدليل القاطع أن الجريمة بكل فصولها التآمرية والإجرامية تمت ونفذت على أيدي النظام الليبي وأجهزة إستخباراته وأن الإمام ورفيقيه لم يغادروا الى إيطاليا أو أية دولة أخرى، والتحقيقات لم تدل بأية معلومات بأن الإمام ورفيقيه ليسوا أحياء، وهم قبل سقوط النظام الليبي كان يتم نقلهم بالسجون الليبية، وبالقدر الذي كنا نحمل فيه الطاغية القذافي ومعاونيه المسؤولية الكاملة، نعد الجريمة استهدافا للبنان بما مثله ولايزال الإمام من قيمة روحية، وعليه، وبنفس القدر، عدم تعاون السلطات الليبية الحالية هو تواطؤ وإمعان بارتكاب هذه الجريمة، وبالتالي المجرم واحد حتى بعد ما يسمى الثورة، ونقول للقاصي والداني، قضية تحرير الإمام ورفيقيه هي بالنسبة لحركة أمل ولكل لبناني حر وشريف هي قضية شرف بالنسبة لنا وهذا لا يعفي الحكومة بما تعهدت فيه ببيانها الوزاري وتقصير بهذه القضية ولا يعفي الجامعة العربية بالضغط على ليبيا".

وبالنسبة لملف ترسيم الحدود قال: "بعيدا عن الإستعراضات علينا "ونحنا عم نوزع شهادات" وباسم أفواج المقاومة اللبنانية أمل نؤكد ما سبق أن أكدنا عليه، إننا في المبدأ والإستراتيجيا، نعتبر أن كل متر مكعب من الغاز والنفط والأرض مغتصبة ومحتلة لأنها مع حدود مع فلسطين المحتلة وتحت سيطرة الإحتلال، وبانتظار جواب المفاوض الأميركي آموس هوكشتاين نؤكد أن حدودنا وسيادتنا كشرفنا لا نفاوض عليها وسندافع عنها بكل ما نملك من قدرات، والكرة الآن بالملعب الأميركي، نحن لسنا هواة حرب لكن إذا ما هددت سيادتنا سنندافع عن هذه الحقوق والحدود".

وتابع بري: "قال هوكشتاين بأنه سيغيب أسبوعين ومضى على هذا الوعد شهر، أين الجواب؟ ثم إذا كان هناك اعتبارات إسرائيلية، ماذا يمنع توتال وغيرها من الحفر بالمناطق الغير متنازع عليها لدينا، ماذا ينفع غير التسويف لكي تُؤكل حقوقنا؟".

وعن العلاقة بين حركة أمل وحزب الله: "لا يغرنكم وسائل التواصل الإجتماعي و"ما حدا يراهن عخلاف بين حركة أمل وحزب الله" فهؤلاء أشداء على الأعداء رحماء بينهم والمفاوضات غير المباشرة مستعدون لها لكن ليس إلى أجل غير مسمى".

وعن الأوضاع الداخلية سياسيا واقتصاديا ومعيشيا، اعتبر بري أن "لبنان ليس بخير، ويمر بأسوأ وأخطر مرحلة عرفها في تاريخه وأن هذه المخاطر والتحديات يتم مقاربتها بأسوأ عقلية كيدا وحقدا ونبشا للقبور وانفصالا عن الواقع، بالله عليكم هل يوجد في العالم بتغذية "صفر كهرباء" وتكون الحجة "ما خلونا" وهل يعقل أن يحرم لبنان من الغاز المصري والأردني لعدم تشكيل هيئة ناظمة في وزارة الطاقة وهي التي استنزفت ثلث مالية الدولة وتكون الحجة "انو غيرو القانون بدل ما يطبقوه"".

وفي ملف رئاسة الجمهورية، أشار بري الى أننا "دخلنا اليوم الأول من المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وليس مسموحاً العبث بالدستور او التمرد عليه تلبية لمطامح هذا او ذاك من المرشحين، وليس مشروعا الاستسلام لبعض الارادات الخبيثة التي تسعى لاسقاط البلد في دوامة الفراغ، وعلى عاتق المجلس النيابي الحالي مهمة انقاذ لبنان وأدعو النواب أن يكونوا صوتاً لانجاز الاستحقاقات الدستورية في مواقيتها، ونحن سنتقترع للشخصية التي تجمع ولا تقسم وللشخصية التي توحد ولا تفرق وللشخصية المؤمنة بالثوابت القومية والوطنية وتعتقد اعتقادا راسخا ان اسرائيل تمثل تهديداً لوجود لبنان، ولا يزايدن أحد علينا بالسيادة".

وشدد بري على "التزامنا بأن قضية فلسطين هي في قلب الحركة وعقلها وسنبقى الى جانب الشعب الفلسطيني".

وتابع: "ندعم سوريا قيادة وشعبا وجيشا في قيادة الحرب المفتوحة وندعو المستوى الرسمي في لبنان للحوار مع سوريا سيما في موضوع النازحين".

وأردف: "نقدر للعراق وقوفه الى جانب لبنان في كل المراحل، ونثمن دور العراق في المفاوضات بين إيران والسعودية ونأمل أن يتوصل البلدان الشقيقان إلى إعادة العلاقات بينهما".

وعن الوضع الأمني في مدينة صور، شدد بري على أنه "لن نسمح لبعض قطاع الطرق والخارجين على القانون بالعبث بأمن المدينة وندعو الجيش الى تحمل مسؤوليته والضرب بيد من حديد وحفظ أمن المدينة وكل المدن الأخرى".