تعيش منطقة ​الشرق الأوسط​ منذ حوالي الأسبوعين حالة من الخوف الشديد بعد ال​زلزال​ المدمّر الذي ضرب ​تركيا​ والشمال السوري، وأسفر عن سقوط آلاف الضحايا في تركيا و​سوريا، وهو الزلزال الأقوى منذ مئات السنين تلته مئات الهزّات الارتدادية شعر بها سكان ​لبنان​.

أول من أمس ضرب تركيا زلزال جديد وصلت قوّته الى 6.4 درجات على مقياس ريختر في ولاية هاتاي جنوب البلاد وهزة بقوة 5.8 درجات في قضاء صمنداغ بولاية هاتاي، إثر ذلك عاشت تركيا وضعاً مرعباً مرّة أخرى كما عاش السوريون في ​ريف ادلب​ لحظات رعب حقيقيّة، خصوصا وأن الهزة الارضية كانت بقوة 6.3 درجات ومركزها لواء الاسكندرون وشعر بها سكان عدد من المحافظات السورية.

ولبنان نال حصّته من ارتدادات ما حصل، فقد شعر سكان مختلف المناطق اللبنانية بالهزة.

في هذا السياق، يشرح الخبير الجيولوجي طوني نمر عبر "النشرة" أن "منطقة الاسكندرون معقّدة جيولوجياً ويمر فيها أكثر من فالق متداخلين مع بعضهم البعض، لذا نرى هناك حركة هزات مفهومة"، مؤكّدا أن "حجم الفالق الذي تحرّك وقوّة الضغط كبيرة جداً"، شارحاً أنه "كلما كبرت قوّة الزلزال كلما كانت المساحة على الفالق أكبر والقسم الذي لم يتحرّك يتفاعل بمجموعة هزات ارتدادية".

"لأن المنطقة معقدة جيولوجياً لا نعرف بعد إذا كانت هذه هزة ارتدادية على طرف الفالق أو أنّ فالقًا آخر تحرّك". هذا بحسب نمر، الذي يشير الى أنه "حتى الآن هو ليس على فالق ​البحر الميت​ الذي يمرّ بلبنان والموجود جنوب تركيا"، متمنياً أن "يبقى كل ما يحدث على البرّ ولا تصل الأمور الى البحر لأنه عندها ربما قد نتأثر أكثر".

وأمام هذا المشهد يشدّد الخبير في ادارة الكوارث جبران قرنعوني على ضرورة اللجوء الى اقفال قوارير الغاز في المنزل فوراً، واذا طالت الهزّة، لا بدّ من فصل الكهرباء عن المنزل لأنه يمكن أن يؤدّي ذلك الى حصول احتكاك كهربائي قد يتطور الى حريق، في الوقت نفسه يجب عدم اضاءة الشموع بل استعمال المصباح الكهربائي اليدوي"، لافتا في نفس الوقت الى أنه "يجب الاختباء تحت أي طاولة متينة أو ببيت الدرج أو في زوايا الأعمدة القويّة في المبنى، والأهمّ الابتعاد عن الواجهات الزجاجية، التي يُمكن أن تتحطّم وتؤدي الى اضرار وخسائر في الأرواح حتماً".

لا شكّ أن ما تمرّ به المنطقة برمّتها ليس سهلاً، ويبقى الأهمّ حتى الساعة أن كلّ الكلام عن أن فالق البحر الميت الذي يمرّ بلبنان تحرّك ليس حتى ساعة اعداد هذا التقرير صحيحاً، لتبقى التمنّيات أن تقتصر الأمور على البرّ ولا تصل الى حدّ حدوث نشاط زلزالي أكبر في البحر، لأنه ربما ستكون تداعياته على فالق البحر الميت الذي يمرّ بلبنان أكبر!.