بين السبت الفائت ومساء الثلاثاء، إثنتان وسبعون ساعة فقط مرت على إشتباكات الشياح التي دارت بين مسلحين بين آل دمشق وآخرين من آل الخليل.

إثتنان وسبعون ساعة فقط مرت قبل أن تشهد منطقة الضاحية الجنوبية إشكالاً مسلحاً آخراً ولكن هذه المرة في منطقة الليلكي.

"بالإذن من الأوادم، الزعران من بيت زعيتر يلي ساكنين بالليلكي ما عندن كبير؟ !

ما في مين يضبّن؟ ويكفّ شرّن عن العالم ؟ ! هلقدّ مسنودين أو كيف؟ !

إنو لا دولة ولا أحزاب قادرين عليهن... قوّصولي بيّي وهيّانا بالمستشفى، يلا شرفونا"

هذا ما كتبته الناشطة على تويتر زهراء أيوب منتصف ليل الثلثاء–الأربعاء داعيةً الجيش وقوى الأمن الداخلي الى التدخل.

زهراء التي تملأ حسابها بصور للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وبتعليقات داعمة للحزب، أطلقت بما كتبته صرخة بوجه أحزاب المنطقة أي ثنائي حزب الله وحركة أمل قبل أن تطلقها بوجه ما تبقى من دولة لبنانية وأجهزتها الأمنية.

يكفي أن تبدأ تغريدتها بعبارة "هلقد مسنودين أو كيف"؟! كي يفهم اللبيب من الإشارة من المقصود بتهمة حماية وتغطية الزعران الذين يهزّون ساعة يشاؤون أمن الضاحية الجنوبية التي يسكنها مئات الآلاف.

يكفي أن تُكمل تغريدتها بالقول "إنو لا دولة ولا أحزاب قادرين عليهن"... كي يدرك الثنائي أن هذه الصرخة موجهة له قبل الدولة والأجهزة الأمنية.

بالأمس القريب إدّعت بلدية الغبيري بشخص رئيسها معن الخليل على مسبّبي الإشكال المسلح في الشّياح السبت الفائت أمام النيابة العامة في جبل لبنان، واليوم أطلقت زهراء أيّوب صرختها عبر تويتر، ولكن كل ما تقدم لم يعد كافياً.

لم يعد كافياً أن تصدر حركة أمل بياناً تغسل فيه يديها من مسببي إشكال الشياح المسلح.

لم يعد كافياً بعد اليوم أن يكرر السيد نصرالله في إطلالاته مقولة إن حزب الله يقف خلف الأجهزة الأمنية والعسكرية وهو يرفع الغطاء عن أي مرتكب، ولكن تبقى مسؤولية توقيفه وملاحقته على عاتق أجهزة الدولة.

لم تعد كافيةً فقط لغة بيانات الإستنكار وغسل الأيادي من المجرمين والشكاوى ضدهم، بل المطلوب أكثر من ذلك بكثير.

المطلوب خطة شاملة كاملة متكاملة. خطة أمنيّة خاصة بمنطقة الضاحية الجنوبيّة ومحيطها، منسّقة بين الأجهزة العسكرية والأمنية وأحزاب المنطقة والقضاء لمنع القلة القليلة من الزعران من التحكم بأمن الضاحية وترويع المواطنين الأبرياء ساعة يشاؤون.

المطلوب هو خطة أمنية يساعد فيها حزب الله وحركة أمل الجيش وقوى الأمن الداخلي على توقيف وتسليم المطلوبين ومسببي الإشكالات المسلّحة، ويقوم فيها القضاء بواجبه كاملاً لناحية معاقبة المرتكبين والضباط والقضاة أو المسؤولين الحزبيين الذين يقومون بحمايتهم.

المطلوب تعاون إستثنائي من حزب الله وحركة أمل حتى لو أنّ ذلك سيؤدّي الى خلاف مع العشائر والى خسارة أصوات إنتخابية من تركيبتها.

نعم هذا هو المطلوب إذا كنتم تريدون فعلاً أن تصبح الضاحية آمنةً كأكثرية المناطق اللبنانية، وإلا ستبقى الكلمة الفصل فيها للزعران والفلتان .