أشار رئيس "التّيّار الوطني الحر" النّائب ​جبران باسيل​، إلى "أنّه لا يرى أيّ تغييرات دراماتيكيّة في المرحلة المقبلة، فهو غير مؤمن بنظريّة الانهيار السّريع والشّامل والدراماتيكي، لا ماليًّا ولا اقتصاديًّا ولا أمنيًّا أو عسكريًّا"، معتبرًا أنّ "الوضع سيبقى على ما هو عليه، بانتظار حصول اتفاق بين مختلف الأفرقاء، يعيد تشكيل السّلطة على أساس متوازن، معزّزة بقوانين إصلاحيّة؛ لأنّ البلد انتهى والصّيغة تعاني".

ورأى، في حديث إلى "المدن"، أنّ "لا بديل عن الحوار، بدلًا من البقاء في حالات الصّراع أو الانقسام العمودي، الّذي يسهم في شرذمة مكوّنات الكيان"، مؤكّدًا أنّه "لا بدّ من الانفتاح على الجميع، سواءً في لحظة الاختلاف السّياسي مع قوى المعارضة فكان منفتحًا عليهم، وتقاطع معهم، أو في لحظة الاختلاف الرّئاسي مع "​حزب الله​" فاستمرّ التّواصل ولا يزال قائمًا".

ولفت باسيل إلى أنّ "الحوار مع "حزب الله" إيجابي ومستمرّ، وبعدما قدّمنا الورقة الّتي تتضمّن رؤيتنا للبنود الإصلاحيّة، وخصوصًا اللامركزية الإدارية الموسعة والصندوق الائتماني، كان ردّ فعل الحزب إيجابيًّا، وفتح مسارًا لاستكمال المناقشات".

وعمّا إذا كان من الممكن أن يؤدّي هذا الحوار إلى انتخاب رئيس تيّار "المردة" ​سليمان فرنجية​ رئيسًا للجمهوريّة، أوضح أنّ "المسألة لا تتعلّق بذلك، وبمجرّد مقاربة الملفّات بهذا الشّكل، فيعني أنّ هناك من لا يزال يفكّر وفق الصّيغة القديمة، وكأنّ الأمور تُدار بالطّرق السّابقة نفسها".

وشدّد على أنّ "هذا منطق مرفوض"، مبيّنًا أنّ "علينا أن نحتكم إلى عقل جديد، غير قائم على مبدأ ​المحاصصة​ أو التّقاسم، ولا على الضّمانات الّتي يتحدّثون عنها، ولا تقديم وعد بانتخابي بعد ستّ سنوات؛ هذه كلّها خارج الزّمن والسّياق".

كما ركّز باسيل على "أنّني لا أطلب أيّ ضمانة أو أيّ موقع. ما أطلبه هو إيجاد رؤية جديدة ل​لبنان​، تتمكّن من إنقاذه بالإقدام على مثل هذه المشاريع الإصلاحيّة الكبرى، لأنّ إقرارها يمثّل نقلةً نوعيّةً بالبلد. أمّا مسألة الضّمانات والحصص الوزاريّة وفي المواقع الإداريّة، فهذه كلّها أصبحت وراءنا، كنّا في مرحلة لدينا كلّ شيء، ولم نعد مستعدّين للعودة إلى ذلك".

وأكّد أنّه "بحال التزموا بإقرار القوانين وتمّ إقرارها بشكل واضح ولا لِبس فيه، مع توفير الضّمانات القانونيّة والتّشريعيّة اللّازمة لتنفيذها وتطبيقها من دون تأخير، فحينها لا مانع من انتخاب فرنجيّة. أذهب لأنتخبه مقابل ذلك، ومستعدّ لتحمّل كلّ التّكاليف مهما كانت، لأنّني أعلم أنّ ما تحقّق في مقابلها أعظم بكثير وأهمّ".

وفي قراءة لتطوّرات الملفّ الرّئاسي، لا يرى باسيل إمكانيّةً لانتخاب "سليمان فرنجيّة وقائد الجيش اللّبناني العما ​جوزيف عون​". وعن الدّور ال​قطر​ي، نوّه إلى أنه "منسَّق مع الدّول الخمس. مع الإشارة إلى أنّ قطر لا تلزم نفسها بمرشّح واحد، بل الغاية هي الوصول إلى توافق بين مختلف الأفرقاء".

إلى ذلك، أشار باسيل إلى أنّ "في النّهاية، لا بدّ من الوصول إلى تسوية، وذلك بتوفّر مقوّمات داخليّة وخارجيّة لها، لأنّ البلد لا يمكن أن يكمل هكذا. ربما تتزايد الضّغوط الخارجيّة الّتي تدفع القوى المحليّة إلى تغيير وجهات نظرها أو مواقفها، خصوصًا في ظلّ الحديث عن ضغوط أميركيّـة، لكن لا يجب على اللّبنانيّين انتظار الخارج".

وشدّد على أنّ "الأهمّ تركيز الاهتمام على إعادة التّواصل مع كلّ المكوّنات وفق رؤية جديدة يستعيد من خلالها اللّبنانيّون التّوازن، وهذا ما كنّا قد سعينا إليه لدى الاتفاق مع رئيس الحكومة السّابق ​سعد الحريري​ وتيار "المستقبل"، ولكن لأسباب كثيرة لم تنجح المحاولة. اليوم لا بدّ من الاضطلاع بصناعة تصوّر جديد بين المسيحيّين والمسلمين".