قلبت عملية "طوفان الاقصى" كلّ موازين القوى في المنطقة، وأثّرت بشكل أو بآخر على التوازنات، ومع كلّ حدث يحصل في المنطقة تعود مخاوف الشعوب والترقب لكلّ ما يُمكن أن يجري فيما بعد.

الترقّب الآن سيد الموقف، واللبنانيون اعتادوا على الأزمات الا أنها باتت تؤثر عليهم بشكل كبير. من هنا رأينا بعض المخاوف الاقتصادية، كذلك بدأت تنتشر أخبار عن إرتفاع أسعار ​الذهب​ بشكل كبير... ولكن مهلاً، ما الرابط عمّا يحصل في غزّة وارتفاع الذهب، وهل فعلاً هذه الأخبار صحيحة؟!.

أولاً فلنعد قليلاً إلى إرتفاع ​أسعار الذهب​ في العالم، ما بين عامي 1975 و2005، بلغ متوسط السعر 400$ للأونصة، ليرتفع بعد ذلك إلى 1880$ بين عامي 2005 و2011، ليتراجع إلى 1200$ في العام 2018، ووصل مؤخراً إلى 2050$، ثم عاد وانخفض الآن إلى حوالي 1800$ للأونصة.

"ارتفاع أسعار الذهب يتأثر برفع الفوائد في البنوك المركزيّة، كذلك بعدم الاكتتاب بسندات الخزينة". هذا ما يؤكده الباحث في الدولية للمعلومات ​محمد شمس الدين​، الذي يشير، عبر "النشرة"، إلى أنّ "لاعبين أساسيين يؤثران في قضية ارتفاع وإنخفاض أسعار المعادن الثمينة وتحديداً الذهب في العالم، هما ​الصين​ و​الولايات المتحدة الأميركية​"، لافتاً إلى أن "الأولى إذا قررت حالياً عدم الاكتتاب بسندات الخزينة والذهاب باتجاه شراء الذهب، سيرتفع سعر الاونصة إلى عشرة آلاف دولار ربما، واذا قررت الاكتتاب سينخفض السعر حتمًا في العالم".

ويوضح شمس الدين أن "السعودية وروسيا لا يعتبران كلاعبين أساسيين في التأثير بموضوع ارتفاع أسعار الذهب أو انخفاضها"، عازيا وصول الأونصة في وقت من الاوقات إلى 2050$ لعدم اكتتاب الصين بسندات الخزينة، وفي حال استمرت الامور على ما هي عليه من اكتتاب في سندات الخزينة من المتوقع انخفاض السعر"، مؤكداً في نفس الوقت أن "لا دخل لعملية "طوفان الاقصى" بهذا الأمر، ولا تأثير للحرب الجارية في ​غزة​ على ارتفاع أو إنخفاض أسعارالذهب".

يعتبر الذهب ملاذاً أميناً للعالم في الأوقات العصيبة، فضلاً عن ذلك يمثل أهمية كبيرة للدول في أوقات الحرب والنزاعات. وهو يتميز عن الكثير من العملات والسلع بغلاء ثمنه وسهولة حمله على الرغم أيضًا من أن تقلّبات سعره خاضعًا للعرض والطلب. كما أنه يعتبر بمثابة عملة دوليّة يمكن بيعها في أي مكان من العالم بدون التعرض لخطر "التذبذب" الذي تواجهه العملات الورقية... وبالتالي أغلب الدول تتّكل عليه كاحتياطي أساسي. والأكيد اليوم أن عوامل الارتفاع أو الانخفاض لا تتعلّق بالحرب بين ​اسرائيل​ وغزّة، وإذا بقيت الصين تكتتب بسندات الخزينة، يرجّح أن تذهب أسعار الذهب إلى مزيد من الانخفاض، رُغم كلّ التوتر الذي تشهده منطقة ​الشرق الأوسط​ ككلّ.