أكّد رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع ​عبد الهادي محفوظ​، أنّ "الاستثمار في ​الإعلام​ لا يكون لا في التضليل الإعلامي ولا في المبالغة، ولا في المخاطبة التي لا تصل إلى الآخر وإنما تبقى في محيط ضيق".

وشدّد، في بيان عن دور الإعلام في الحرب ال​إسرائيل​يّة على ​غزة​، على أنّ "دور الإعلام الأساسي هو في إيصال الحقيقة، وصناعة الرأي العام التأثير به وإرباك الإعلام المضاد. من هنا أهمية أن يكون الإعلام موضوعيا، ويعتمد على المعلومة الدقيقة، ويمتلك الوسائل الضرورية لايصال هذه المعلومة إلى الرأي العام الدولي و​الغرب​ي في شكل خاص الأميركي والأوروبي"، موضحًا أنّ "هذا يَفترض التمييز بين الشعوب الغربية وأنظمتها، وهذا ما غاب كثيرا في الخطاب الاعلامي الذي واكب ما بعد عملية "طوفان الأقصى" والحرب الاسرائيلية على غزة".

وأشار محفوظ إلى أنّه "كما ال​سياسة​ الأميركية تذهب إلى تقسيم العالم إلى قسمين: عالم الأخيار وعالم الأشرار، يذهب البعض عندنا إلى تقسيم العالم وفقا للمعادلة الآتية: "من هو مع طوفان الأقصى ومن هو ضدها". هذا نوع من التبسيط الاعلامي".

وركّز على أنّ "هناك قوانين دولية وشرعات حقوقية ساهم فيها الغرب بشكل أساسي، لا تخدم هذا النمط من التقسيم للعالم، ويمكن في المواجهة الحالية بين إسرائيل وغزة وفي الضفة وعلى الحدود اللبنانية البناء على هذه القوانين والشرعات الحقوقية، لأنها في صلب ثقافة شعوب الغرب، الذي ليس بالضرورة مساندا لخطاب أنظمته".

وبيّن أنّ "الدليل هو التظاهرات التي تعترض على قتل الأطفال والنساء وسياسات التدمير والتهجير في غزة. وهذه التظاهرات فرضت نفسها في باريس ولندن وروما وبرلين ونيويورك وشيكاغو، كما استتبعت انقساما حادا لأول مرة في الجامعات الأميركية، استنفر معه اللوبي اليهودي الأميركي إلى تهديد المؤيدين من الطلاب الأميركيين للقضية الفلسطينية بـ"لوائح سوداء"، تحول بينهم وبين ممارسة أي مهنة".

كما لفت محفوظ إلى أنّ "لا شك أن اللوبي اليهودي له تأثير واضح في وسائل الإعلام الغربية، وفي مدّها بالمعلومات التي تخدم المصالح الاسرائيلية، وفي تشويه المعلومات التي تأتي من مصادر فلسطينية أو عربية. وهو يروّج حاليا لطروحات "المحافظين الجدد" حول الخوف من الإسلام والمسلمين، استنادا لنظرية فوكوياما عن "صراع الحضارات"، وتحديدا بين الحضارتين الغربية والاسلامية".

ورأى أنّ "الإعلام اللبناني يتميز في تغطية الحرب الاسرائيلية على غزة، بأنه كان إعلاما موضوعيا إجمالا. كانت هذه صورة الاعلام المرئي على الأقل، الذي كان غالبا في السابق محكوما بالانقسام. أما الإعلام العربي، فكان البعض منه أقرب إلى الحياد بسبب ارتباطه بالتطبيع".

وأضاف: "بعض إعلام التواصل الاجتماعي غابت عنه المهنية، وغلبت عليه سياسة الارتجال أو الانفعال، وهذه كانت أيضا السمة العامة للمؤتمرات الاعلامية أو اللقاءات، حيث كانت النبرة الخطابية تغلب على المضمون وتفسير ما يحصل وإبلاغ الرسالة التي يوجبها الحدث".

واعتبر محفوظ أنّ "أحيانا كثيرة، يكون "الصمت" عنصرًا إعلاميًا أساسيًا في الإرباك للخصم وحلفائه، كما هي حال صمت الأمين العام لـ"حزب الله" ​السيد حسن نصرالله​. فالفعل الاعلامي متعدد الوجوه والأبعاد والأهداف، وخصوصا أن الضجيج الاعلامي لا يُحدث الصدى المطلوب ولا النتائج المرجوة".