أشار حاكم مصرف ​لبنان​ بالإنابة ​وسيم منصوري​، عقب زيارته مقرّ ​الإتحاد العمالي العام​ في لبنان، حيث التقى رئيسه ​بشارة الأسمر​ وأعضاء قيادته ومجموعة من النّقباء والخبراء الاقتصاديّين والقانونيّين، لشرح الواقع المالي والمصرفي وقضيّة المودعين وسبل المعالجة، إلى أنّ "أعلى منصب في الجمهوريّة اللّبنانيّة هو منصب مواطن لبناني"، معربًا عن أمله في أن "نكون جميعًا في دولة نبنيها معًا".

وركّز على أنّ "كلمة السّرّ لبناء الدّولة هي إعادة بناء الثّقة"، داعيًا إلى "إعطاء الفرصة للجميع، إذ لم يعد هناك مجال اليوم للاستمرار بالشعبويّة الّتي كانت تطبع المرحلة السّابقة، ونحن اليوم بحاجة للانتقال إلى مرحلة جديدة". وأكّد أنّ "الفرصة أصبحت سانحة والوقت أقرب لنبدأ بإيجاد الحلول على مستوى الدّولة ككل".

ولفت منصوري إلى "أنّني لمست لأوّل مرّة من خلال الاتصالات مع ​الحكومة اللبنانية​ والوزراء المعنيّين والنّواب ورؤساء الكتل ورؤساء اللّجان، وجود إرادة فعليّة من قبل الجميع لإيجاد حلّ للمسائل العالقة منذ فترة طويلة جدًّا"، مؤكّدًا "صدق نوايا جميع من التقاهم، لجهة إيجاد الحلول الّتي يجب أن تُترجم خلال فترة قصيرة"، ووعد بأنّه ستكون له إطلالة قريبة لشرح كلّ ما يلزم.

وكان قد توجّه الأسمر الى منصوري، قائلا: "أسئلة كثيرة وكبيرة لمن حمل كرة النار في أحلك الظروف، ولمن أثقل بأخطاء من سبق في ثلاثي مسؤول لا محالة ويتقاذف التهم. وهنا يهمنا أن نوضح:

1- لا ندين أحداً ونترك للقضاء الفصل، ولا نحمّل فرداً وزر التركة، ونعتبر أنّ الجميع مسؤول ضمن تعاون نشأ بين مصارف ومصرف مركزي ودولة. وتتحمل الدولة بأجهزتها التنفيذية الفجوة التي أضاعت المليارات.

2- نحيي حكمتك وحسك الإداري الرفيع وتقيّدك بالقانون، وحوكمتك الرشيدة وإصرارك على تطبيق قانون النقد والتسليف بحذافيره دون مواربة أو محاباة لأحد، وعدم تمويل للدولة من ​أموال المودعين​ ومطالبتها بديون كلها مستحقة.

3- نحيي إصرارك على مراجعة التعاميم وإصلاحها حيث يلزم، بمحاولة لبدء طريق الخروج من نفق مظلم والخسارة المطلقة للمودعين لأي فئة انتموا دون تصنيف ومن داخل وخارج لبنان.

4- نشدّ على يدك بطلب إنجاز القوانين الإصلاحية التي تواكب خطواتك في إعادة هيكلة المصارف و​الكابيتال كونترول​ و​خطة التعافي​ الإقتصادية، والتشاور مع الهيئات الإقتصادية والإتحاد العمالي العام وسائر نقابات المهن الحرة.

5- نحيي رفضك لسياسات الدعم التي انتهجت، والإبقاء على دعم أدوية الأمراض السرطانية.

6- نحيي بدأك بالبحث عن طرق تؤدي الى إعادة أموال المودعين، وهنا بيت القصيد".

وسأل: "هل من خطة لإعادة هذه الأموال وكيف ومتى؟ هل من شعاع نور أو بصيص أمل في هذا الليل الداكن".

وبعد جلسة الحوار، أثنى الأسمر على "حرص منصوري على مصلحة ​الشعب اللبناني​، وعلى تفاعله مع الناس والعمال والمقهورين، حيث انه وضع خطة طريق وحدد جملة امور تؤدي الى بداية حل".

وشدّد على على أنّ "المواكبة يجب ان تكون من السلطة السياسية بدءا من الخطة الاصلاحية"، مبيّنًا "اننا سمعنا اليوم من منصوري اشياء تدعو الى بداية طمأنينة في ظل نفق اكثر من مظلم"، داعيًا الى "وقف التجاذبات السياسية الداخلية وانتخاب رئيس للجمهورية، لمواكبة الحاكم".