أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أن "المجزرة التي قامت بها القوات الإسرائيلية، خلال قصف مخيم للنازحين برفح وأدت إلى استشهاد العشرات، جريمة حرب بكل المقاييس وتمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف المدنيين والمنشآت المدنية".
ولفت الصحيفة، الى أن "الجريمة تعكس استمرار تحدي حكومة الحرب الإسرائيلية لقرارات الشرعية الدولية وتحديدا لقرار محكمة العدل الدولية الأخير الذي طالبها بشكل صريح وملزم بوقف عدوانها وهجومها على رفح لما سوف ينتج عنه من كوارث إنسانية ومذابح جماعية، وبهذا القصف والانتقام الهستيرى تبعث إسرائيل برسالة للمجتمع الدولى أنها غير معنية وغير ملتزمة بالقرارات الدولية".
واعتبرت أن "هذا القصف يعكس مأزق نتانياهو بعد توجه المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة لاعتقاله ووزير دفاعه لما ارتكبوه من جرائم حرب في غزة على مدى الأشهر الثمانية الماضية، وبالطبع آخرها جريمة قصف مخيم النازحين برفح. ويؤكد أيضا أن هذه الحكومة تسعى إلى استمرار التصعيد العسكري والقصف العشوائي للفلسطينيين لاستمرار بقائها في السلطة, إضافة إلى عدم جديتها في استئناف المفاوضات والتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ووقف هذا العدوان".
كما رأت أن "هذه المجزرة تعد تحديا للخطوط الحمراء التى وضعتها إدارة بايدن بشأن معارضة اجتياح أو الهجوم على رفح في ظل وجود أكثر من مليون و300 ألف فلسطيني، ويثير التساؤلات حول موقف الإدارة الأميركية من تلك المجزرة وماذا ستفعله بشأن تجاوز إسرائيل لخطوطها الحمراء في رفح, ومدى جديتها بشأن منع العدوان الإسرائيلي في رفح، خاصة أن أميركا رهنت اجتياح إسرائيل للمدينة بوجود خطة موثوقة لإجلاء المدنيين, وهو ما دفع حكومة الحرب الإسرائيلية لاستمرار الهجوم تحت زعم أنه ليس اجتياحا شاملا لتفادي المعارضة الأميركية, وهو ما يعكس استمرار ميوعة الموقف الأميركي فيما يتعلق بضرورة ممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة بشكل عام ورفح بشكل خاص".