أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى ​علي الخطيب​، خلال تأديته الصلاة في مقر المجلس في طريق المطار، الى أن "اليوم هناك خطر وجود على هذا الوطن، خطر البقاء الذي يتعرض له لبنان. للأسف ان المكونات الداخلية اللبنانية لا تتعاطى مع هذه الاخطار على أنها خطر على الجميع، بل البعض يرى بأن هذه الاخطار التي يتصور أنها على مكون واحد أنه بمنأى عنها، بل يحاول دفعها إلى الأمام والاستفادة منها لما يعتبره أنها فرصة للاستفادة التاريخية لتحقيق مشاريع وضيعة ومشاريع طائفية أو مذهبية".

ولفت الخطيب، الى أننا "رأينا على مدى فترات زمنية متتابعة ومتوالية سلسلة من الأحداث والتداعيات التي يجرّ بعضها بعضاً. ما حصل في العراق وما حصل في لبنان وما حصل ويحصل في سوريا وما يحصل في بقية العالم العربي والعالم الإسلامي، الشيء الخطير الذي يجد كل مكوّن من هذه المكونات نفسه مشغولاً بالمكون الآخر، والمستفيد الوحيد من كل ما يجري هو المشروع الأمريكي الصهيوني الذي تمهد له هذه الأحداث الداخلية في العالم العربي والعالم الإسلامي بتحقيق الأرضية اللازمة لتحقيق مشروعه دون أن يدفع ثمناً".

وقال "اليوم ما يحصل في سوريا ليس عملا منفصلا عما حدث، هو نتيجة، يقولون في المنطق "النتائج تتبع أخس المقدمات"، الفساد، الأحداث، النظرة هي التي أدت إلى ما يحدث في سوريا، انطلاق النزعات المذهبية والطائفية التي عمل عليها الغرب ووقعت فيها بعض دول المنطقة، وصارت فيها إما خوفا وإما مالا وإما طمعا. هي التي أوصلت سوريا إلى ما وصلت اليه، ما يحدث في سوريا خطير جدا واختيار سوريا لهذا المشروع لإشعال هذه النار في سوريا وسوف لن يبقى في سوريا، لن يبقى في سوريا إذا لم تتدارك الأمور، لم تتداركها الدول العربية الكبرى المسؤولة، إذا لم تتعاون الدول العربية والإسلامية في ما بينها، وهو ما أطلقناه سابقاً على التعاون بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وتركيا".

وسأل "هل ما يحصل في سوريا هو لصالح أي منها؟ ليس لصالح أحد، الآن التنازع على سوريا اوصلنا الى الاحداث الاخيرة التي تحدث للأسف، والى تشجع المكونات الطائفية والمذهبية على بعضها البعض واشعال النار في جنوب سوريا الذي تستفيد منه اسرائيل ، تخسر فيه تركيا كما خسرت فيه ايران، كما خسرت فيه الدول العربية جميعاً".

وتوجه الخطيب الى اللبنانيين، بالقول "سلامة لبنان ووحدته امام ما يجري في المنطقة اليوم مصيرها مصير خطير، لأن ما يجري في سوريا يحتاج الى الكثير من الجهد ومن الوعي لمنع ان تحصل له ترددات في لبنان، والا ننجرّ في لبنان لسبب او لآخر الى الوقوع في هذا الفخ".

ودعا رئيس الجمهورية وبقية المسؤولين إلى الدعوة إلى "​مؤتمر حوار وطني​ داخلي لتحصين الداخل اللبناني من تداعيات ما يجري في سوريا".

وتابع "إذا كنا غير قادرين على أن نؤثر في الساحة السورية فعلينا أن نُحصّن واقعنا، الواقع اللبناني، الوحدة الداخلية اللبنانية التي لا سمح الله إن اشتعلت النار فيها سوف لن تبقى للبنان أثراً ولا وجوداً ولجميع مكوناته، حفظاً للبنان حفظاً لمكونات لبنان الطائفية والمذهبية، نحن مصيرنا جميعاً مصير واحد، نحن نركب في سفينة واحدة، نحن موجودون في غابة واحدة إذا اشتعلت النيران فيها فلن يبقَ فيها بيت سالم".