نجا إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود من محاولة اغتيال اثناء توجهه لاداء صلاة الفجر من منزله الى مسجد القدس الذي لا يبعد سوى عشرات الامتار، ونجت معه المدينة من "فتنة مظلمة" في ظل التوتير السياسي والامني والشحن المذهبي خاصة وان محاولة اغتياله قرأت في سياق تداعيات الازمة السورية على لبنان وموقفه المؤيد لحزب الله".

وكشفت محاولة الاغتيال عن حجم احتقان الشارع الصيداوي الذي يغلي توترا عند اي حدث، وعن مدى الاهتمام السياسي بالمدينة التي شكلت منذ أربعة عقود الا نيفا انطلاقة لشرارة الحرب اللبنانية، فجاءت اتصالات رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وعدد من الوزراء والنواب بالشيخ حمود مطمئنة رسالة واضحة عن مدى العناية بالمدينة التي تميزت بالتعايش الاسلامي المسيحي الوطني والوحدة الوطنية.

وابلغت مصادر أمنية "صدى البلد"، ان توقيت اغتيال الشيخ حمود خطير في تداعياته اذ سبقته سلسلة من الاشكالات والتوترات المتنقلة على خلفية ما يجري في سوريا، ما يعني عمليا صب الزيت على نار الخلافات السياسية والمذهبية، سيما وان المدينة تعيش مرحلة دقيقة في حسم الخيارات، وتستعد لتنظيم مهرجان سياسي داعم للثورة السورية واخر داعم للمقاومة وما بينهما من توترات على خلفية تعليق اليافطات في القياعة وتعمير عين الحلوة، استدعت تدخلا فوريا من الجيش لتطويق اي ذيول وبعد شائعات مغرضة وكثيرة كادت تغرق المدينة باجواء التوتر والاستنفار المسلح.

واوضحت المصادر، ان التحقيقات الاولية توصلت الى خيوط حول الاشخاص الذين نفذوا محاولة الاغتيال وهم على الارجح شخصين، احدهم كان يقود السيارة المسروقة وهي من نوع تويوتا كارينا والثاني يجلس في الخلف وهو الذي اطلق النار باتجاه الشيخ حمود ومرافقيه الثلاثة، بعد اخذ البصمات والعينات والحمض النووي وسواه من الادلة الجنائية، مشيرة الى استخدام بندقية واطلاق نار عشرين رصاصة كادت تصيب بالشيخ حمود مقتلا من الرأس، بينما اصابت واجهة محال ومنازل مقابلة دون وقوع اصابات في الارواح.

واشارت المصادر، ان مجهولين يستقلان سيارة من من نوع "تويوتا كارينا" صنع 1983 لونها "بني فاتح" اطلقا النار باتجاه الشيخ حمود وفروا الى جهة مجهولة، حيث تم العثور على السيارة بعد ساعتين في موقف لشارع متفرع من البولفار الشرقي - خط السكة، وتبين انها سرقت قرابة الثانية فجرا اي قبل تنفيذ العملية بساعين ونيف وتعود ملكيتها الى م.ع. الطويل وأن صاحب السيارة إتصل به معتذراً ومبيناً وجهة نظره، فيما استمعت القوى الامنيةالى افادته وقد كلف النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي سميح الحاج الاجهزة الامنية اجراء التحقيقات الاولية في الحادثة بعدما كشف على المكان.

وشرح الشيخ حمود تفاصيل الحادثة، وقال "وقفت سيارة عند دوار القدس واطلقت نحو 20 رصاصة فوق رؤوسنا بشكل واضح"، مرجحاً أن "تكون محاولة إغتيال لان الرصاص كان يهدف إلى الإصابة المباشرة"، مؤكدا أن مرافقيه ردوا بإطلاق النار على السيارة، قبل أن يكملوا طريقهم بإتجاه المسجد فيما وصل بعد نحو عشر دقائق الجيش وقوى الامن الداخلي الى المكان وباشروا التحقيقات، وان العناية الالهيه وقفت الى جانبه اثناء اطلاق النار في اتجاهه.

وقال "لن اتهم احدا حتى الآن واملي ان يكشف التحقيق الجهة التي تقف وراء هذا الاعتداء وسأبقى من موقعي في صد الفتنة وقول الحق"، مشدداً على أن التحقيق متروك للاجهزة الامنية التي باشرت بالتحقيق منذ اللحظة الأولى من الحادث، غير مستبعد أن "من أطلق النار علي في صيدا قد يكون متعاطفاً مع المعارضة السورية أو مع فريق يبحث عن الفتنة".

زيارات ومواقف

وقد غص مكتب الشيخ حمود بوفود المهنئين ابرزهم الامين العام للتنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد على راس وفد قيادي، العلامة السيد محمد حسن الامين ونجله السيد مهدي، وفد من تيار المستقبل برئاسة الصيدلي رمزي مرجان.

وأجرت النائب بهية الحريري اتصالا هاتفيا بالشيخ حمود مهنئة اياه بسلامته، معتبرة ان هذا العمل وادانتها لهذا العمل الذي اعتبرت انه يهدف الى إحداث فتنة في المدينة والعبث بأمنها واستقرارها، داعية القوى الأمنية الى تكثيف جهودها من اجل كشف الفاعلين وتقديمهم الى العدالة.

واعتبر سعد أن جريمة استهداف الشيخ حمود إنما ترمي إلى إسكات الأصوات الوطنية المخلصة التي ترفض مؤامرة الفتنة المذهبية، كما ترفض إغراق لبنان والبلاد العربية في مستنقع الحروب الأهليةوالجريمة ترمي أيضا إلى ضرب الأمن والاستقرار والسلم الأهليوإثارة الفوضى الأميركية الهدامة في بلدنا.

ورأى الدكتور عبد الرحمن البزري المحاولة بانها مؤشر خطير لمحاولات البعض في استيراد الفتنة الى صيدا ومحيطها، محملاً المسؤولية للحكومة اللبنانية التي تغاضت عن التجاوزات والتعديات لأشهرٍ طويلة وضربت عرض الحائط برغبة الأهالي عدم إثارة الفتنة، وحمت المخلين بالأمن على حساب المواطنين ومصالحهم.

واستنكرت الجماعة الاسلامية في صيدا المحاولة،مدينة كل أشكال جريمة الاغتيال السياسي، معتبرة اياها باباً من ابواب الفتنة التي نسعى جاهدين لإطفاء نارها، داعية جميع القوى الى تعلم ثقافة الاختلاف واحترام تعدد الآراء في ظل المجتمع التعددي رغم التباين في المواقف السياسية، مجددة إدانتها لكل أشكال الفتن وعلى رأسها الامعان في التدخل في الأزمة السورية والتبرير للمجرم وادانة الضحية وتصوير الثورة المباركة على انها مؤامرة مع غض الطرف عن المجازر التي ترتكب بحق المدنيين.

وقال مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان اننا نستنكر وندين ونشجب هذا الاعتداء الاجرامي السافر، ونحمد الله على سلامته ونطلب من كل القوى الامنية والقضائية الكشف عن الفاعلين وسوقهم الى العدالةونعلن ان صيدا مدينة عصية على كل من يريد العبث بامنها واستقرارها وستبقى حريصة على نبذ الفتن من اي جهة اتت.. متمسكة بمشروع الدولة العادلة والامن والسلم الاهلي وستظل صيدا منبعا للثقافة الوطنية ونموذجا لوحدة اللبنانيين بكل اطيافهم ومذاهبهم .

ودان مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ أحمد محي الدين نصار امحاولة الاغتيال، مطالبا الأجهزة الأمنية بسرعة الكشف عن الجناة والذين يحاولو بث الفتنة بين أبناء المدينة بفعلتهم النكراء هذه.

وأجرى رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي إتصالا هاتفيا بإمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود مهنئا إياه بسلامته ونجاته مع نجله محي الدين ومرافقيه من إطلاق النار الذي إستهدفهم فجر اليوم في صيدا، مستنكرا بإسمه وبإسم المجلس البلدي في المدينة ما تعرض له الشيخ حمود، والذي يأتي في إطار مسلسل مشبوه يهدف لإثارة الفتن والقلاقل في هذا الوطن.

واعتبر تيار الفجران محاولة اغتيال الشيخ حمود هو استهداف للساحة الاسلامية والوطنية وجريمة بكل المعايير الوطنية والاسلامية ، لأن الرجل المستهدف بتاريخه الجهادي المقاوم بات يمثّل رمزاً من رموز الساحة الاسلامية والوطنية اللبنانية ، وصوتاً صارخاً وصادقاً من أصوات الدعوة الى نهضة الأمة وتحرير واقعها وثرواتها وقرارها السياسي .

واستنكر إمام مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني، معتبرا ان إطلاق النار على الشيخ حمود لا يصب إلا في زرع الفتنة التي يسعى لها العدو الصهيوني وأكد الشيخ العيلاني ان التوترات الأمنية المتنقلة التي يشهدها لبنان تفرض على أصحاب القرار في الدولة الإهتمام أكثر بالملف الأمني المنهار.