مع اقتراب إعلان الوثيقة الختامية للقاء المسيحي الهادف الى وضع إستراتيجية عمل من أجل صون الوجود المسيحي في المشرق بعد كلّ ما يتعرض له هؤلاء، تعود التساؤلات عن سبب غياب حزبي "الكتائب" و"القوات" عن هذا اللقاء خصوصا وأنه جمع في ​بيت عنيا​ عدداً كبيراً من النخب السياسية المسيحية والفكرية والإجتماعية وممثلين عن الكنائس.

وفي هذا الإطار، تشرح مصادر مطلعة لـ"النشرة" أنه "وبعد كلّ ما تعرض له المسيحيون من حملات تهجير في منطقة الشرق الأوسط، قررت مجموعة من الشخصيات السياسية المسيحية ومنهم نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي إنشاء لقاء مسيحي، توضع فيه إستراتيجية عمل تساعد على صون وجود هؤلاء المسيحيين في هذا المشرق إنطلاقا من مقولة أن تحصين الوجود المسيحي هو واجب لا يجب أن نتوانى عنه". وتشير المصادر إلى أنّ "اللجنة المنظمة لهذا المؤتمر طلبت في مسعاها مواعيد من أحزاب مسيحية عدة منهم "المردة"، "الطاشناق"، "التيار الوطني الحرّ"، "الكتائب اللبنانية"، "​القوات اللبنانية​" وغيرها، وتلفت الى أن "تيار "المردة" أبدى تجاوباً في هذا الخصوص وحضر ممثلٌ عنه، كذلك "الطاشناق" و"التيار الوطني الحر" الذي تمثل بوزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل ووزير العمل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي".

أما "الكتائب" وبحسب المصادر عينها "فرفضت الحضور رغم أن رئيس الحزب أمين الجميل أبدى، في اجتماعه مع اللجنة المعدة للمؤتمر، موافقته على المبدأ الذي يطرحه اللقاء وعلى بنوده على أن يكون النقاش تحت سقف بكركي لا في هكذا لقاءات". مصادر أخرى مطلعة ردّت سبب عدم إيفاد الجميل ممثلاً الى المؤتمر الى الخوف من أن يفسّر حضور "الكتائب" في المؤتمر تحالفاً مع "التيار الوطني الحر". أما مصادر حزب "الكتائب" فرفضت التعليق على هذه المسألة، واكتفت بالقول: "سنحضر أي لقاء يكون تحت سقف بكركي".

موقف "القوات اللبنانية" كان أشدّ تصلباً في هذا المجال. فهو بحسب المصادر عينها "رفض إعطاء اللجنة المكلفة الإعداد لهذا المؤتمر موعداً للقاء"، وتتابع المصادر: "هناك إصرار من قبل هذه اللجنة على تأمين موعد من "القوات" لأن الإصرار هو بحد ذاته ديناميكية في العمل".

"من بعد إعلان الوثيقة الختامية للمؤتمر سنكون رهن إشارة بكركي"، هذا ما تردده مصادر اللقاء، التي تعتبر أنّ الوجود المسيحي بات مهدداً "ويجب أن نعمل بكل قوانا من أجل الثبات في الأرض". هي لا تعتب على حزب "الكتائب"، وتقول: "حتى لو لم يحضر لأسباب سياسية فنحن وإياهم سنتلاقى في بكركي، نحن نحمل إستراتيجياتنا وطروحاتنا وهم كذلك"، ولكنها بالمقابل لا تفهم الموقف "القواتي" المتصلب تجاه هذا الموضوع.

هو مصير المسيحيين في هذا المشرق... وقد بات على "كف عفريت" بعد كلّ ما يتعرض له الشرق الأوسط. من هنا على الكتل المسيحية الفاعلة كافة في لبنان العمل من أجل صون هذا الوجود الذي بات مهددا. ويبقى السؤال: هل سينجح المسيحيون في لبنان في تحقيق الوحدة في سبيل الحفاظ على وجودهم؟