اشار القيادي البارز في المعارضة السورية وعضو الائتلاف الوطني المعارض ​ميشال كيلو​ الى أن الهيئة العليا للتفاوض تلقت وعودا والتزامات دولية حول تطبيق التدابير الانسانية قبل انطلاق المحادثات السياسية الفعلية في جنيف، لافتا الى ان المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا وغيره من المسؤولين الدوليين قدّموا التزامات مكتوبة بما يتعلق بالضغط على النظام لاخلاء سبيل المعتقلين وفك الحصار عن مناطق معينة ووقف القصف عن أخرى تمهيدا لوقف اطلاق النار على مستوى سوريا ككل.

وشدّد كيلو في حديث لـ"النشرة" على ان "ما يهم ويعني المعارضة السورية هو ما سيتمخض عن جنيف 3 وليس ما هو سابق له"، لافتا الى أنّها وبوضعها الحالي لا تستطيع أن تضع شروطا سياسية للمشاركة بالمفاوضات أو عدمها. واضاف: "لا شك ان هناك شروطاً انسانية يجب ان تطبق وهي التزامات دولية وحقوق للشعب السوري غير خاضعة للتفاوض ولا يمكن الخوض باي محادثات اذا لم تطبق، لكن الشروط السياسية يتم السعي لتحصيلها بالمفاوضات والتمسك بجنيف 1 وهيئة الحكم الانتقالية".

لا نخضع لمنطق كُن فيكون

وعن الضغوطات التي قيل أن وزير الخارجية الأميركية جون كيري مارسها على الهيئة العليا للمشاركة بجنيف 3، قال كيلو: "سبق للولايات المتحدة الأميركية أن مارست اكثر من هذه الضغوط، لكننا لم نرضخ لها، وبالتالي اذا لم يتحقق اي شيء على المستوى الانساني قبل الانطلاق ببحث الملفات السياسية فلا شك اننا سنغادر جنيف والا فان الشعب السوري لن يرحمنا".

وشدّد كيلو على أنّه "وخلال المفاوضات يكون هناك التزامات متبادلة ولا امكانية لفرض أي شيء على احد الاطراف دون سواه"، وأضاف: "نحن لا نخضع لمنطق كن فيكون، فنحن لم نقبل على سبيل المثال بمشاركة الجماعات المحسوبة على موسكو في المفاوضات، وقد رضخت الامم المتحدة لمطلبنا هذا".

لن نسير بحكومة موسعة

وعمّا يحكى عن اتفاق أميركي – روسي على تسليم سوريا لموسكو، نفى كيلو الموضوع جملة وتفصيلاً، مؤكدًا أنّ اي اتفاق بين الدولتين لم يحصل حتى الساعة بخصوص سوريا، وقال: "حتى ولو صح ما يُحكى عن تفاهم بينهما على تشكيل حكومة موسعة ومشاركة الرئيس السوري بشار الاسد بالانتخابات الرئاسية المقبلة، فهذا لا يعني اننا نحن كمعارضة نقبل بذلك، لا بل نؤكد ان ايا كان من سيسير في هكذا اتفاق فسنقرأ الفاتحة عن روحه". ونبّه إلى أنّ "اي رضوخ لضغوط مماثلة لا يعني فقط انتهازية كبرى بل خيانة لا يمكن أن تغتفر".

واعتبر كيلو أنّه "اذا نجحت المعارضة بتحقيق بعض الشروط الانسانية، نكون قد أنجزنا شيئا مهما، واذا حققنا كل الشروط فعندها نكون بصدد اختراق هائل". وختم قائلاً: "نحن بصدد صراع ارادات، فاذا كسرنا ارادتهم انتصرنا!"