يصل الرئيس الفرنسي ​فرنسوا هولاند​ الى لبنان في إطار جولة تشمل ايضا المملكة ‏الاردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية، في وقت تقول آخر الاستطلاعات ان ‏ثمانية من عشرة فرنسيين غير راضين عن سياسته، خصوصاً أنّه لم يتمكّن من ‏اقناع الفرنسيين بجهوده لاستيعاب الضربات الارهابيّة التي تعرضت لها باريس قبل ‏اشهر.‏

وفي هذا الإطار، تكشف مصادر سياسية رفيعة المستوى ان زيارة الرئيس الفرنسي ‏فرانسوا هولاند الى لبنان يوم السبت المقبل، لا تحمل اقتراحات محدّدة بخصوص ‏الازمة الرئاسية، واصفة إياها "بالسياحة السياسية". وتوضح ان هولاند سيركز في ‏زيارته الى لبنان على العموميات ويحض اللبنانيين على الإسراع في حل مشاكلهم، ‏لأن بلدهم ينتظره دور اقتصادي هام في إعمار الدول المجاورة التي شهدت وما ‏زالت تشهد حروبا مدمّرة. كما من المتوقع ان يشيد الرئيس الفرنسي بالدور الذي ‏يقوم به لبنان في استيعاب هذا العدد الكبير من النازحين السوريين، معلنا وقوف ‏بلاده في هذا المجال الى جانب الحكومة اللبنانية، ومساعدتها على تخطي هذه ‏الازمة.‏

وترى المصادر نفسها ان هولاند يمكن ان يطرح أفكارا على اللبنانيين من بينها ‏رعاية طاولة حوار في لبنان او خارجه تشارك فيها باريس، على امل اقناع ‏الأطراف اللبنانيين بان يجمعوا على شخصية معينة لرئاسة الجمهورية، خصوصًا ‏وان ​الدستور اللبناني​ اشترط ذلك بشكل او بآخر، عندما نص على ان النصاب ‏لانتخاب الرئيس هو ثلثا اعضاء المجلس النيابي، وانه لا يوجد فريق سياسي محدد ‏يمكنه تأمين هذا العدد من النواب لإيصال مرشحه، إضافة الى ان هذا الاستحقاق ‏بالذات لم يعد مسألة أصوات، بل تحول الى أزمة ثقة بين المكوّنات السياسية ‏الاساسية.‏

وتشير هذه المصادر الى ان ​طاولة الحوار​ الوطني التي تنعقد في عين التينة برئاسة ‏رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، ناقشت معظم الملفّات الحساسة، لكنها لم تتوصل ‏الى حلول مقبولة من الجميع، وان الامر يحتاج الى "وسيط شريف" ومحايد، يحظى ‏بثقة المتحاورين، علّه ينجح في ترتيب الاولويات التي عجز السياسيون في لبنان ‏عن تحقيقها، تمهيدا لانتخاب رئيس يشرف على تنفيذ ما يمكن ان يتم الاتفاق ‏حوله.‏

وترى المصادر ان لدى جميع الأطراف في لبنان هواجس، وليس المسيحيون ‏وحدهم الذين يصرّون على ان الاستحقاق الرئاسي هو مسيحي بامتياز، وان دور ‏الشريك الأجنبي المهتم بان يخرج لبنان من أزمته معافى، اصبح حاجة ملحة. ومن ‏هنا، تؤكد أنّ الرئيس الفرنسي سيتجنب خلال زيارته اي خطوة يفهم منها وكأنه يؤيد ‏هذا المرشح او ذاك.‏

وفي برنامج زيارة هولاند، لقاء مع رئيس الحكومة ​تمام سلام​ في السراي الكبير، ‏ينتقل بعدها الى المجلس النيابي للقاء بري، كما يستقبل في قصر الصنوبر ‏البطريرك الماروني بشارة الراعي، ويعقد معه خلوة، ثم يلتقي رؤساء الطوائف ومعهم ‏البطريرك المستقيل ​نصرالله صفير​. ‏

ويلي اللقاء مع الروحيين عشاء في قصر الصنوبر دُعي اليه رئيسا المجلس النيابي ‏والحكومة والوزراء والأحزاب وحوالي 90 شخصا. وبحسب المعطيات الدبلوماسية ‏والبروتوكولية لن يشهد العشاء لقاءات منفردة مع مرشحين رئاسيين بل سيكون ‏العشاء جامعا لرؤساء سابقين وشخصيات حزبية ونيابية بصفتهم السياسية.‏

ويسبق سفره يوم الأحد احتفال يخصص لوضع إكليل في السفارة على نصب ضحايا ‏الجيش الفرنسي في لبنان، ويزور بعد ذلك مخيما للاجئين.‏

في الخلاصة زيارة الرئيس الفرنسي الى لبنان لن تقدّم أي شيء جديد على صعيد ‏الوضع اللبناني ولن تخرج عن اطار لزوم ما لا يلزم.‏