أيام قليلة تفصل محافظتي الشمال وعكار عن ​الانتخابات البلدية​ والاختيارية، حيث تشهد بعض أقضية المحافظتين معارك انتخابية محتدمة، والبعض الآخر اقتصرت الانتخابات فيها على ترشيحات فرديّة تواجه محادل الأحزاب.

يقترع في قضاء البترون 61 ألف ناخب مسجلين على لوائح الشطب للعام 2016 ينتخب منهم فعليا نحو 34 ألف سيختارون 29 مجلسا بلديا. واحد من هذه المجالس، هو مجلس بلدية ​مدينة البترون​ مسقط رأس رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية ​جبران باسيل​.

يتألف المجلس البلدي لمدينة البترون من 15 عضواً، ويبلغ عدد الناخبين المسجلين على لوائح الشطب نحو 6500 ناخب إقترع نصفهم في الإنتخابات البلدية السابقة، ويشكّل الاغتراب نسبة كبيرة في المدينة وقد يكون سبباً إضافياً لتدنّي نسبة الاقتراع. كما تتميّز بمكانة بارزة كونها عاصمة القضاء.

على عكس باقي البلدات في المنطقة، ما من معركة حامية في هذه المدينة في ظل وجود لائحة شبه توافقية بين أحزابها تحت مسمى "البترون دايما بتمون" ويترأسها رئيس البلدية الحالي ​مرسيلينو الحرك​، الذي يستمر في رئاسة البلدية منذ العام 2000، وتضم لائحته كلاً من طوني طانيوس، طوني ديب، عساف مهنا، اسطفان الجمال، اسطفان الخباز، بيار عجلتوني، دانا عبد الرحيم، فاديا خليفه، ايليان عيد، اسطفان كرم، اسطفان عسال، طوني عيسى ، ناديا مبارك وماريو الطبشي.

ولكن... لم يبقَ المشهد "زهيًّا" فقد أصدر حزب "​القوات اللبنانية​" في البترون بيانا أعلن فيه "عدم التوافق مع التيار الوطني الحر"، لافتا إلى أنه "غير ممثل بأي عضو في اللائحة المدعومة من التيار ويترك حرية الخيار للمحازبين والمناصرين في البترون خلال العملية الانتخابية الجارية".

في هذا السياق، يوضح منسق هيئة البترون في "التيار الوطني الحر" ​طوني نصر​، في حديث لـ"النشرة"، أنه "لا يمكن القول أن لا توافق فجميع الأحزاب ممثلة في لائحة الحرك إلا أن الجديد هذا العام أن لا محاصصة فيها بل بحثنا عن الكفاءات في العائلات بعيداً عن التمثيل الحزبي".

بالمقابل، يعتبر منسق "القوات اللبنانية" في القضاء ​عصام خوري​ أن "ما حصل في المدينة هو سوء إدارة وتواصل بين قيادتي التيار والقوات"، مشيراً إلى أن "العلاقة بين الفريقين لم تهتزّ بل ما حصل هو عتب صغير فقط"، ومؤكداً أن "سوء التواصل هذا حصل فقط في المدينة لكن على مستوى القضاء التفاهم موجود بأعلى مستوياته".

بالعودة إلى الانتخابات الأخيرة في العام 2010، فاز "التيار الوطني الحر" في المدينة حيث دعم الحرك مقابل لائحة لقوى 14 آذار التي حاولت ترشيح النائب السابق سايد عقل على رأس لائحة ضمّت ايضا شخصيات بترونية، ودعمها بشكل رئيسي "القوات". الا أن انتخابات هذا العام تختلف بوجود تحالف بين القوات والتيار، فكانت لائحة الحرك يتيمة دون وجود مجابهين لها.

يشدد خوري على "اننا والتيار الوطني الحر لا نسعى للدخول في انتخابات على قدر ما نسعى لتعميق المصالحة والاتفاق"، مؤكداً أن "الموضوع الاساس بالنسبة لنا هو تعميق العلاقة". وإذ يلفت إلى أنه "في حال كان يوجد لائحة منافسة للائحة الحرك فأكيد أننا أول الداعمين للائحة البترون دايما بتمون"، ويشدد على أن "العلاقة بين التيار والقوات في البترون قوية جداً وما حصل لم يتعدَّ مستوى العتب".

وبدوره يرى نصر أن "هذا العام لم يختلف أي شيء في المدينة سوى التحالف مع القوات وهو ما أدّى لعدم ظهور لوائح منافسة"، لافتاً إلى أن "اللائحة اختيرت على اساس تمثيل كل العائلات والأحزاب بطريقة انمائية لا انتقائية فتوصلنا إلى واحدة تمثل نسيج البترون". وإذ يعتبر أن للمدينة خصوصية لأنها مدينة باسيل، يؤكد أن "دور رئيس التيار رعوي للائحة دون أن يتدخل في اختيار الأسماء".

إذا بانتظار نهار الأحد المقبل، وبعد الخضّات التي شهدها التحالف "العوني-القواتي" في جبل لبنان، تشكّل انتخابات الشمال عموما والبترون خصوصا مدخلاً للترميم بين التحالف حديث الولادة، لجعله جاهزاً لخوض الانتخابات النيابية فور حصولها.