لفت وزير الاعلام ​ملحم الرياشي​، خلال مشاركته في افتتاح ورشة عمل بعنوان: "تغطية قضايا اللاجئين"، الى "أننا أردنا ورشة العمل مع مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين من اجل تسويق الاعلام الايجابي في لبنان. وعندما نقول الاعلام الايجابي لا نعني اخفاء الحقائق ولا مخالفة الموضوعية، ولكن عدم التسويق وكأنه اذا كان هناك شخص قاتل يصبح الشعب برمته قاتلا، وعدم تسويق العنصرية والافكار المعاكسة للحقائق التاريخية بين الناس والأفراد".

وأوضح الرياشي "أننا نعني بالاعلام الايجابي اننا اليوم امام حدث كبير هو وجود اكثر من مليون ونصف المليون نازح سوري على ارض لبنان، من المؤكد انهم يريدون العودة الى بلدهم، لكن هذا لا يعني، ان نتقاتل واياهم بعد سبع سنوات من اقامتهم في لبنان حتى يعودوا الى بلدهم. وهذا يعني ان تنشأ مساحات مشابهة لتلك التي تنشأ في سوريا لتخفيف التشنج، مساحات اعلامية وانسانية لتخفيف التشنج في لبنان".

وتوجه الى الحضور بالقول: "انتم اعلاميون محترفون وهناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتقكم حتى عودة النازحين السوريين الى بلدهم عودة سليمة، آمنة وامينة. وعلينا العمل معا بمنطق ايجابي وبمنطق تخفيف شروط واسباب التشنج تحت سقف القانون، لأن عملية وجود السوريين وتفاعلهم مع اللبنانيين في لبنان بين الضيف والمضيف تحتاج الى الكثير الكثير من القانون وتحت سقفه، ولكنها ايضا تحتاج الى الكثير الكثير من شجاعة الحب"، مشددا على أنه "لا يمكن البقاء في مواقف مضادة وانا لا اتكلم وجدانيات او فلسفات، بل اتكلم عن واقع الحال الذي يحتاج فعلا الى الكثير من شجاعة الحب وايضا الى الكثير من شجاعة تطبيق القانون. هذا هو الملف الاساسي الذي بين ايدينا اليوم وسيكون بين ايدينا في الايام المقبلة".

بدورها، أشارت ممثلة مفوضية ​الأمم المتحدة​ لشؤون اللاجئين في لبنان ​ميراي جيرار​، الى أنه "نظرا إلى حالة التوتر السائدة منذ ما يقارب السبع سنوات لا سيما في سوريا، ومع اقتراب موعد ​الإنتخابات النيابية​ في العام المقبل، سيكون جدول أعمال المناقشات مزدحما بالقضايا التي تؤثر في المجتمع وفي الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان".

ورأت أن "هذا التوتر يتبلور أحيانا حول اللاجئين، إذ ينظر إليهم على أنهم السبب وراء المشاكل السياسية والأمنية والإقتصادية التي تحصل"، وتوجهت إلى الإعلاميين قائلة: "لهذا السبب، من المهم جدا ان نجلس سويا ونناقش هذا الموضوع بكافة جوانبه ونحن بحاجة لنصيحتكم واقتراحاتكم في ما يتعلق بطريقة نشر المعلومات ونوع المعلومات التي تريدون نشرها. ومن واجبنا نحن أن نؤمن هذه المعلومات كما من واجب وزارة الاعلام أن تؤمن لكم الدعم في عملكم".

وشددت جيرار على "أهمية تعريف اللاجئ وتحديد أسباب وجوده في البلاد، فضلا عن معرفة طريقة عيشه اليومية".

وتطرقت إلى "الأسئلة الواجب طرحها في هذا الشأن لا سيما عن العوائق التي يواجها اللاجؤون في موضوع عودتهم الى موطنهم وما هي الآثار المترتبة عن ذلك على ​الاقتصاد اللبناني​، بالاضافة الى الدعم الذي يقدمه المجتمع الدولي"، مشيرة الى أن "الارقام التي يتم تداولها بين الرأي العام تثير المخاوف أحيانا لدى اللبنانيين واللاجئين على حد سواء او تؤدي الى توتر بينهم".