اعتبرت صحيفة "الخليج" الاماراتية في افتتاحيتها أن "أخطر ما تضمنه ​وعد بلفور​ يس فقط أنه أعطى من لا يملك لمن لا يستحق، بل هو اخترع شعباً غير موجود لا في الجغرافيا ولا في التاريخ، وقدّم له أرضاً لشعب آخر هو الشعب ال​فلسطين​ي، أي أن الوعد مارَسَ عمليتي تزوير، الأولى إعطاء أرض ليست أرضه، والثانية تشكيل مجموعة بشرية منتشرة في مختلف أصقاع الأرض ومنحها صفة شعب لا يتمتع بأية خصائص لشعب ما موجود على وجه البسيطة"، مشيرة الى أنه "تم اختلاق شيء اسمه الشعب ​اليهود​ي من أجل تمكينه من بناء دولة، لأن وجود الشعب هو ركن أساسي لا بد منه لقيام الدولة، ويفترض وفقاً لعلم الاجتماع والسياسة"، مشددة على أن "الشعب هو مجموعة بشرية تعيش في إطار واحد من الثقافة والعادات والتقاليد واللغة والدين وغيرها من العوامل، وهو ما لا ينطبق على شيء اسمه الشعب اليهودي الذي تمت لملمته من مختلف بقاع الدنيا، ومن مختلف الانتماءات والسلالات واللغات، بزعم الانتماء للدين اليهودي فقط، وهو أمر مشكوك في صحته أصلاً، ولا صحة البتة في انتمائه إلى فلسطين".

ولفتت الى أنه "بعد حوالي سبعين عاماً على احتلال فلسطين، لم يتم العثور رغم الحفريات التي تُجرى على قدم وساق وعمليات التنقيب التي شملت كل أرض فلسطين، فوقها وتحتها، ما يدل على علاقة لليهود بهذه الأرض"، مشيرة الى أنه "تم اختراع هذا الشعب كما تم اختراع وطن له. وقد فند البروفيسور اليهودي شلومو ساند هذه الفرية - الاختراع، إذ تبرأ من أسطورة "الشعب اليهودي" وأرض ​إسرائيل​، وفي كتابه "اختراع الشعب اليهودي"، يتساءل "هل يوجد شعب يهودي حقاً؟"، مؤكدة أن "ذلك يتطلب مقومات عرقية وقومية كافية كي يوجد شعب يهودي، وهو لم يجدها"،مضيفة: "ثم يقرر بأن "معظم اليهود في "إسرائيل" لا علاقة لهم بأرض فلسطين، فكيف تُعطى أرض لشعب آخر لا علاقة له بها؟!"، مشددة على أنه "وكما فتح ساند فجوة كبيرة في أسطورة "الشعب اليهودي" و"أرض الميعاد" وعدم أحقية اليهود بفلسطين، فهو يؤكد أنه "لا وجود لشعب يهودي له دولة، لأن اليهودية دين وليست أمة"، وكثير من المؤرخين الصهاينة حولوا العهد القديم إلى كتاب يحتوي على قصص وحكايات تروج لأسطورة "الشعب اليهودي المختار"، وأباطيل تهجير اليهود من فلسطين وتشتيتهم في القرن الأول الميلادي".

واضافت: "لم يكن ساند وحده من خلخل أساطير الشعب اليهودي و"الأرض الموعودة"، فهناك غيره من المؤرخين اليهود الذين رفضوا كل ما قامت عليه "إسرائيل"، ومن بينهم البروفيسور إيلان بابيه الذي يعتبر إسرائيل أبشع نظام عنصري عرفه التاريخ ، وأن "الاحتلال الإسرائيلي" للأراضي الفلسطينية هو «أفظع احتلال عرفه التاريخ الحديث".

ورأت أن "وعد بلفور هو أكبر عملية تزوير للتاريخ والجغرافيا ، وأكبر جريمة ارتكبت في العصر الحديث بحق أي شعب من شعوب الأرض".