أكّد الكاتب والمحلل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​ أنّ رئيس الحكومة سعد الحريري اختار لبنان بين وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ولبنان، مشيراً إلى أنّ الخط الذي يسير به منذ عودته إلى بيروت يدلّ على هذا الأمر، لافتاً إلى أنّ كلام الحريري عن سلاح المقاومة وعدم استخدامه على الأراضي اللبنانية واضحٌ في هذا السياق.

وفي حديث إلى تلفزيون "الجديد" ضمن برنامج "العين بالعين" أداره الإعلامي طوني خليفة، رفض أبو فاضل تأكيد أو نفي حصول لقاء بين الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس الحكومة سعد الحريري بحضور النائب بهية الحريري، مشيراً إلى أنّ المعنيّين بهذا اللقاء هم من يعلنون عنه، إذا ما حصل.

حزب الله شارك بتوقيف الربعة

ورداً على سؤال، أوضح أبو فاضل أنّ حزب الله كان مشاركاً بتوقيف طارق الربعة، الذي اتُهِم بالتعامل مع العدو الإسرائيلي، ولذلك تحدّث النائب حسن فضل الله عن الموضوع يومها، باعتبار أنّ الحزب كان يلاحق ملفّ الربعة آنذاك، بغضّ النظر عمّا يُحكى عن تعرّضه لضغوطات من عدمه، مشدّداً على أنّ الملفّ وصل إلى القضاء بهذا الشكل.

وأشار أبو فاضل إلى أنّه منذ أن قامت مخابرات الجيش في العام 1995 بجلب وسحب العميل الذي أعدِم أحمد بديع الحلاق، وكلّ عمله في المحكمة العسكرية، لافتاً إلى أنّه لطالما كان على علاقة جيّدة مع كلّ مفوضي الحكومة لدى المحكمة العسكرية منذ أيام القاضي نصري لحود رحمه الله وصولاً إلى القاضي بيتر جرمانوس حالياً، وكذلك مع جميع الأجهزة في البلد.

التسريبات ليست فضيحة

وأكد أبو فاضل، رداً على سؤال آخر، أنّ التسريبات الإعلامية بقضايا التحقيق ليست فضيحة، مشيراً إلى أنّه واثق من نفسه، لافتاً إلى أنّ آل عيتاني هم أصدقاؤه، كاشفاً أنّ ما أدلى به في قضية الممثل المسرحي زياد عيتاني أتى بناءً على سؤال طرح عليه أثناء مقابلة له عبر محطة "MTV"، وأنّه كشف المعطيات التي كانت لديه في هذا الملف، وأشار إلى أنّه لم يذكر أسماء إعلاميين تمّ التطرق إليهم خلال التحقيق مع عيتاني، كما فعل غيره.

وفيما رفض أبو فاضل كشف المصدر الذي استند إليه في المعلومات التي حصل عليها في هذا الملف، مشدّداً على أنّ الأمر لا يعبّر بأيّ شكلٍ من الأشكال عن كسر لهيبة القضاء، لفت إلى وجود حجم كبير من الاستهداف الإسرائيلي للبلد، وأشار إلى أنّ عملية توقيف عيتاني بدأت تتسرّب عبر الاعلام بعدما اعتقد البعض أنّه مخطوف، وقالت عائلته أنّها لا تعرف سبب توقيفه، إلى أن بدأت بعض وسائل الاعلام تتحدّث عن الشبهة التي أوقف على خلفيتها.

جهاز أمن الدولة يأخذ مكانته

وأكد أبو فاضل أنّ جهاز أمن الدولة بقيادة اللواء أنطوان صليبا بدأ يأخذ مكانته الطبيعية في لبنان، مشيراً إلى أنّه ليس مثل جهاز الأمن العام الذي يقوده اللواء عباس إبراهيم، الذي جدّد وصفه بلواء الأمن والأمان في لبنان، ولفت إلى أنّ معرفته باللواء صليبا تعود إلى العام 1988 حين كان ضابطاً في المكافحة، نافياً رداً على سؤال أن يكون هو من سرّب له معلومات التحقيق، مشيراً إلى أنّه لو كان ذلك صحيحاً لاستطاع كشف كلّ تفاصيل التحقيق التي كشفها الصحافي رضوان مرتضى.

وشدّد أبو فاضل على أنّ هناك صحافيين متخصّصين بالأمن في كل دول العالم تمامًا كما أنّ هناك صحافيين متخصصين بالسياسة والاقتصاد والرياضة وغيرها، وأشار إلى أنّ ملف الممثل المسرحي زياد عيتاني أصبح في القضاء، لافتاً إلى أنّه اليوم قادر على الخوض في الكثير من تفاصيل هذا الملفّ، التي لم يكن قادراً على الوصول إليها في السابق، حين كان الملفّ بحوزة جهاز أمن الدولة.

من كان يعلم بالتوقيف؟

ورداً على سؤال، كشف أبو فاضل أنّ من كانوا على علم بتوقيف الممثل المسرحي زياد عيتاني منذ مساء الخميس هم رئيس الجمهورية ميشال عون، رئيس الحكومة سعد الحريري، رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الداخلية نهاد المشنوق، وزير الدفاع يعقوب الصراف، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان.

ولفت أبو فاضل إلى أنّ كلّ هؤلاء عرفوا بالتوقيف وبدأوا بالاتصالات مع جهاز أمن الدولة، ونفى رداً على سؤال أن يكون رئيس جهاز الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا حصل على معلومات عن تفاصيل التحقيق يومها، وأشار إلى أنّه عندما تمّ توقيف عيتاني أدلى باعترافاته، لفت إلى أنّ الجاسوسة الإسرائيلية أرسلت لعيتاني أرقام الوزراء اللبنانيين الـ29 لتعميق علاقاته معهم.

الجاسوسة الإسرائيلية ابتزت عيتاني

وأشار أبو فاضل إلى أنّه عندما أجبر الرئيس سعد الحريري على الاستقالة، كانت الجاسوسة الإسرائيلية تتصل به أربع إلى خمس مرّات في اليوم، ولفت إلى أنّه حين ذهب إلى تركيا مع زوجته، كانت الجاسوسة تعرف بكلّ تحرّكاته، لدرجة أنّه حين سهر في أحد الأماكن مع زوجته، اتصلت به لتسأله إن كان قد استمتع في سهرته.

وكشف أبو فاضل أنّ الجاسوسة الإسرائيلية التقت به في تركيا، وزوّدته بخمسة آلاف دولار للاهتمام بمظهره الخارجي، وأشار إلى أنّ العملية واضحة، والتعامل حصل بعلم عيتاني، لافتاً إلى أنّ الجاسوسة الإسرائيلية ابتزّته بعدما سجّلت له أشرطة فيديو جنسية، فجرّته إلى التعامل، وبدأت تسأل عن تفاصيل اللقاءات التي يجريها ومحاضرها.

صراع أجهزة...

وردًا على سؤال، استغرب أبو فاضل الضجّة الحاصلة اليوم حول التسريبات، متسائلاً لماذا لم يعترض أحد على التسريبات التي حصلت في عملية توقيف الوزير السابق ميشال سماحة، يوم كانت كلّ وسائل الإعلام تعرض فيديوهات للرجل، لافتا إلى أنّ أحداً لم يعترض يومها على الأداء الإعلامي بهذا الشكل.

وتوقف أبو فاضل أيضاً عند قضية محمد الضابط الذي أوقفه الأمن العام بعد مراقبته، بتهمة التعامل مع العدو والتخطيط لاغتيال النائب بهية الحريري، وأشار رداً على سؤال إلى أنّ التسريبات حصلت عن عيتاني بكمية أكبر لأنّ عملية توقيفه اعتُبِرت دسمة، مقراً في الوقت نفسه بوجود صراع أجهزة في البلد، لافتاً إلى أنّ جهاز أمن الدولة جديد نسبياً مع قائد جديد، مشدّداً على أنّ هذا الصراع بين الأجهزة موجود في مختلف الدول في العالم.

تخطيط لعمل أمني إسرائيلي

وكشف أبو فاضل، رداً على سؤال، أنّ هناك 40 إعلامياً كان زياد عيتاني مكلّفاً بالتقصّي عنهم وتزويد الإسرائيليين بمعلومات عنهم، ولفت إلى أنّ بعض ردود الفعل التي صدرت عن بعض الإعلاميين على غرار الإعلامية بولا يعقوبيان والإعلامية ديما صادق وغيرهما لم تكن صحيحة، باعتبار أنّ هؤلاء لم يكونوا مقصودين، ولأنّ أحدًا لم يتّهم هؤلاء بالتورط، بل كلّ ما في الأمر أنّ عيتاني كان مكلفاً بمراقبتهم وكتابة التقارير عنهم.

وفيما لفت أبو فاضل إلى أن عيتاني يبقى من وجهة النظر القانونية مشتبهاً به إلى أن يصدر القرار الاتهامي في القضية فيصبح عندها متهماً، شدّد على أنّ إسرائيل دولة عدوّة، وقال: "هناك تخطيط لعمل أمني إسرائيلي في الداخل اللبناني، ونحن لنا كل الثقة بمجلس القضاء الأعلى وبوزير العدل سليم جريصاتي، ليتحرّكوا ونحن إلى جانبهم وخلفهم".

ورفض أبو فاضل الحديث عن دولة بوليسية وما إلى ذلك على خلفية هذا الملفّ، وأكد احترامه وتقديره الكاملين لعائلة عيتاني العريقة، مشيراً إلى أنّ زياد عيتاني كان يعمل لصالح العدو الإسرائيلي، لافتاً إلى أنّ ما تمّ الكشف عنه هو ما قاله عيتاني خلال التحقيق.