نقلت صحيفة "​هآرتس​" الاسرائيلية عن الخبير العالمي في مجال الصواريخ البروفيسور تيودور بوستول إنه "إذا كان تحديد نجاح القبة الحديدية العسكرية في اعتراض الصواريخ معناه تدمير الرأس الحربية للصاروخ المهاجم، فإن نسبة النجاح في عمليات الاعتراض التي جرت خلال عملية عامود السحاب، العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، منخفضة جدا ولا تتجاوز نسبة الـ%5".

اضافت الصحيفة الاسرائيلية ان "الأخطر من هذا أن عددا من العلماء المتميزين في مجال الصواريخ توصلوا إلى نفس الاستنتاجات التي توصل إليها البروفيسور بوستول حيث أشاروا إلى أن نسبة نجاح القبة الحديدية في اعتراض الصواريخ لا تصل أبداً إلى النسبة التي يقدمها الجيش الإسرائيلي ويزعم قادته أنهم حققوها".

واستنادا إلى آراء العلماء الذي أجروا وبصورة منفصلة تحليلات لعشرات من أشرطة الفيديو خلال عملية عامود السحاب، يظهر أن "شعلة اللهب التي تظهر في أشرطة الفيديو والتي تبدو للمشاهد كأنها عملية اعتراض ناجحة هي في الواقع ناتجة من التدمير الذاتي لصاروخ القبة الحديدية نفسه. وأشار هؤلاء إلى أنه وفي معظم الحالات كان هناك كتلة واحدة من اللهب في الليل أو الدخان في النهار، وهي الكتلة التي طالما كانت مستديرة ومتشابهة، ولو كان الأمر يتعلق بعملية اعتراض ناجحة وبتدمير الرأس الحربية للصاروخ المهاجم فإنه كان ينبغي لنا رؤية كتلة من اللهب أو الدخان بالقرب من الكتلة الأولى".

واكتشف العلماء، بحسب "هآرتس"، أيضا ظاهرة غريبة وهي أن "عملية الاعتراض للقبة الحديدية اتبعت مسارات كانت تبدو مشابهة تماما، وتم تنفيذ سلسلة من المناورات المتشابهة تماما في نهايتها. وظهر في جزء من الشرائط أن عملية الاعتراض تقوم خلالها صواريخ القبة الحديدية بحركة التفاف حادة جدا قبل زمن قصير من تدميرها الذاتي. وفي رأي العلماء فإنه لا يمكن لصاروخ القبة الحديدية أن يتذكر أن عليه التوجه نحو صاروخ الجراد في الربع الأخير للثانية قبل انفجاره. كما ظهر في جزء من الحالات كما لو أن مسارات صواريخ القبة الحديدية مخطط لها بصورة مسبقة". ووجد العلماء أنه في "عدد كبير من الحالات تمت مشاهدة صواريخ قبة حديدية تبدأ الانقضاض في مرحلة متأخرة من مسارها، وتطارد بصورة متأخرة الصواريخ المهاجمة. وفي مثل هذه الحالات فإن حظوظ اقتراب صواريخ القبة الحديدية من الصاروخ المهاجم، وهي مسافة تقدر بنحو المتر تعتبر ضئيلة للغاية، إذ يتعين على صاروخ القبة الحديدية، ومن أجل أن يستطيع تدمير الصاروخ المهاجم إما أن يكون في مواجهة هذا الصاروخ تماما، وإما أن يقترب منه بزاوية حادة وينفجر على مقربة منه".

كما وجد العلماء أنه "جرى تقديم 3200 مطالبة إلى ضريبة الأملاك للحصول على تعويضات من الأضرار التي تسببت فيها صواريخ حماس والتي سقطت على أماكن مبنية. واستنادا إلى هؤلاء العلماء، فإنه من الصعب أن يكون الـــ58 صاروخا، وهو العدد الذي يصر الجيش الإسرائيلي على أنه أصاب الأماكن المدنية تسببت في كل هذا الكم من الخسائر في المواقع المدنية. وعندما قارن هؤلاء العلماء بين الأضرار التي تسببت فيها الصواريخ التي سقطت على إسرائيل خلال حرب الخليج الأولى أو في حرب لبنان الثانية، أبدوا دهشتهم حيال أرقام الصواريخ التي أصابت المناطق المدنية والتي فشلت منظومة القبة الحديدية في اعتراضها". ويمكن أن نضيف إلى ذلك تقارير الشرطة في إسرائيل والتي أكدت سقوط ما يقرب من 109 صواريخ أصابت المناطق المدنية، أي ضعف العدد الذي تحدث عنه الجيش الإسرائيلي.

اضافت "هآرتس" ان "التفسيرات العلمية الأخيرة التي صدرت عن بعض من العلماء أو الخبراء العسكريين تطرح تساؤلات كبيرة تتعلق بنسبة النجاح التي تحدث عنها الجيش الإسرائيلي. وهذا ما يعيدنا إلى ما حصل عقب نهاية حرب الخليج الأولى حيث زعمت قيادة الجيش أنها نجحت في اعتراض ما يقرب من %96 من عمليات الاعتراض التي نفذتها منظومة صواريخ الباتريوت، لكن بعد البحث المتعمق اتضح أن نسبة النجاح الإسرائيلي في اعتراض الصواريخ كانت (صفرا)".