أشار عميد كلّية السياحة وإدارة الفنادق في الجامعة اللبنانيّة ​فهد نصر​ بمناسبة العيد الثالث والستّين للجامعة اللبنانية إلى ان "السنوات الثلاث والستّون تمر على تأسيس الجامعة اللبنانيّة، وهي سنوات طويلة من العطاء من دون حدود، ومن تحدّيات ترهق الجبال، غير أنّ قناعاتنا لم تتغيّر بشأن الدور المركزيّ لجامعتنا في إرساء ثقافة المواطنة وبناء إنسان الغد، وتعميم لغة المعرفة، لإحداث تحوّل في مجتمعنا، علَّه يجد طريقة حضاريّة وراقية للحوار، وتقبُّل الاختلاف في الرأي، وتجاوز المحن التي عصفت – ولا تزال - بوطننا منذ ما يناهز الأربعين سنة".

وأكد ان "أيّ استراتيجيّة طموحة هادفة، لا تعتمد لغة المعرفة، وتمتلك رؤية ورسالة، وتُحدّد أهداف قابلة للتحقيق، وتعمل على ترسيخ مبادئ الجودة والنزاهة، والتي لا تستطيع أن تقرأ الحاضر بتحدّياته، ولا تستشرف المستقبل ومتغيّراته، لن يكتب لها النجاح، بل ستصيب، ربّما، أحيانًا، وتخفق في مرّات أخرى. والسبب في هذا واضح؛ إنّ العالم الحاليّ بلغ درجة عالية من التعقيد في ظلّ الثورة التكنولوجيّة التي مكّنت الباحثين، وغير الباحثين، من امتلاك أدوات متعدّدة لاستقصاء المعرفة أينما وُجدت، ونقلها، وتوثيقها، وتوليفها، وإعادة عرضها".

ورأى ان "الدخول إلى هذا العالم الرقميّ، حيث التنافس الضاري بلغ ذروته في هذا الوقت، دونه عقبات وتحدّيات، ولا يمكن أن يتحقّق إلاّ باعتماد سياسات جديدة، وأدوات حديثة، ورؤية مستقبليّة ثاقبة، وفهمًا عميقًا لهذه المرحلة. فلمجاراة هذه الحقبة الرقميّة في صناعة المعرفة، لا بدّ لنا من أن نبدأ بتحويل المقرَّرات التي تعتمد بدرجة كبيرة على مراجع ورقيّة، وتعود مسؤولية تطويرها وتحديثها إلى الأستاذ المعنيّ بتعليمها فقط".

وأضاف: "إنّ العلم اليوم هو صناعة واعية تعتمد على الجماعة لخلق مناخٍ معرفيّ شامل، كلُّ يشارك ويساهم فيه على قدر تحصيله وجدّه وإدراكه، وبما أنّ الساعة قد أزفّت بضرورة التعاون وتوثيق الأواصر ما بين فروع المعرفة وأساليب التعليم الحديثة، فإنَّنا في الجامعة اللبنانيّة التي أخذت على عاتقها مجاراة التطوّر ومواكبته، وتحدّي الصعوبات مهما كانت، نؤكّد على متابعة مسيرتنا الحضاريّة في بناء إنسان جدير بلقب الإنسانيّة النخبويّة الجامعة، وفي قيام هرم معرفيّ عَلَمٍ يكون دائمًا محطّ أنظار، وداعيَ احترامٍ وتقديرٍ، وقدوةَ تصرّفٍ وسلوكٍ وخلق".