يكفي النظر قليلا الى مجريات الاحداث في غزة للاستنتاج بان المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها لا تحتاج الى من يقاتل معها او يفتح لها الجبهات او يطلق الصواريخ لنصرتها .. . يكفي التمعن في الانجازات النوعية التي حققتها المقاومة في غزة للادراك بان الاستعداد الذي ابداه «الامين العام» لحزب الله السيد حسن نصرالله للتعاون والتكامل معها لتحقيق اهدافها وافشال العدوان عليها ليس اعلان حرب على الجبهة اللبنانية الجنوبية او استجرار لها...

وفق مفهوم حزب الله ومحور المقاومة... فان تشخيص التعاون والتكامل مع المقاومة الفلسطينية يحدد تبعا لما تقتضيه المصلحة الميدانية على الارض.. صحيح ان المقاومة اللبنانية لن تترك الفلسطينيين ومقاومتهم لقمة سائغة لكن فتح جبهات جديدة او اطلاق الصواريخ او اي شيء من هذا القبيل لن يؤثر على مجريات الحرب وقد يضيع الفرص.

ما اشبه تموز 2014 بتموز 2006... حينها طالب السوريون بفتح جبهة الجولان وحتى المشاركة في الحرب فكان الرفض على اعتبار ان المقاومة اللبنانية قادرة على المواجهة وتحقيق الانتصار كحال حماس والجهاد الاسلامي وباقي الفصائل الفلسطينية اليوم.

وفق مفهوم محور المقاومة فان ما تحتاجه الفصائل الفلسطينية المقاومة هو القرار السياسي العربي الداعم في المحافل الدولية وتقديم مبادرات تحفظ دماء الشهداء والانجازات النوعية الني يحققها المقاومون.

وفق مفهوم محور المقاومة.. فان المقاومة الفلسطينية حظيت بدعم ايراني لم تقدمه اية دولة عربية او غربية... فالوقائع تقول بان ايران امنت للمقاومة بكل فروعها من حماس والجهاد الاسلامي وغيرهما استقلالا عسكريا ذاتيا وقدرة على بناء وتصنيع ترسانة عسكرية برية وبحرية وجوية متطورة اضافة الى نقل الخبرات التدريبية والاستخباراتية... ولولا هذا الدعم لم تكن ​اسرائيل​ لتصبح تحت مرمى نيران المقاومين.

وفق مفهوم محور المقاومة... فان الخلاف والتباين بين حزب الله حماس على خلفية الملف السوري لم يمنع يوما التواصل واللقاءات بين الطرفين وليس هناك اي خلاف بينهما على ان ما يجمع المقاومين على الضفتين اللبنانية والسورية هو عدو واحد.

على هذا الاساس... جاء اتصال السيد نصرالله بمشعل... الحدث الجلل في غزة استلزم تأكيد الدعم... ولو لم يكن التباين حول الازمة في سوريا لكان الاتصال اكثر من عادي.

وفق مفهوم محور المقاومة... فان ما يجمع المقاومين على ضفاف محورهم من لبنان الى سوريا وفلسطين وايران والعراق هو العداء لاسرائيل... اما الخلاف مع حماس فلن يؤثر على موقفنا الموحد ضد الاحتلال، وثمة ثقة بانه مع مرور الزمن ستكتشف حماس ان لم تكن قد اكتشفت بانها كانت يوما ما مخطئة جداً في خياراتها.