كثرت في الآونة الأخيرة التحليلات والتعليقات والنظريات حول ما يُسمّى ب​التحالف الدولي​ لضرب الارهاب في المنطقة، وعندما نقرأ التقارير الواردة من مراكز دراسات دولية عالمية وعربية نستنتج أنه لا يمكن الركون لرأي سديد و مقنع حول جدية القرار بضرب الارهاب ويتبادر إلى أذهاننا أسئلة كثيرة تحتاج إلى تفسير وفي بعض الاحيان بات التفسير يحتاج الى تشريح.

ومن الأسئلة هل إنّ هذا التحالف الذي يضمّ دولا دعمت ورعت وسلّحت هذا الفكر الارهابي جاد بضرب ربيب تلك الدول، أي الفكر الارهابي؟ هل ضرب الارهاب بالغارات الجوية وبصواريخ توماهوك البعيدة المدى كفيلة بالقضاء على الارهاب في العراق و سوريا؟

هل ما بجري هو بالتنسيق مع سوريا الدولة ومع الرئيس بشار الاسد تحديدًا أم أنّ الأمر يتمّ من دون تنسيق مع الدولة السورية؟

هل ما يجري يصب بمصلحة سوريا الدولة أم أنه سيكون مقدمة لتقسيم المنطقة بدءًا بسورية والعراق؟

هل ان نتاج هذه الغارات سيفضي إلى حزام أمني من الجانب الاسرائيلي على الحدود مع الجولان و استطرادا على الحدود التركية؟

هل ستشمل الغارات الجوية مواقع الجيش السوري أم سيتمّ تحييد تلك المواقع؟

هل الضربات الجوية سوف تمتد لاحقا لتشمل الجنوب اللبناني وبقاعه أي مراكز حزب الله أم ستكون ضمن اطار جغرافي مرسوم و متفق عليه؟

لماذا اشتركت بعض الدول العربية بالغارات على سوريا ولم تشترك بالغارات على العراق؟

لماذا بدلت كل من بريطانيا وتركيا موقفيهما من المشاركة بالحلف وبالغارات؟

لماذا اعتبار النظام السوري ومعه حزب الله انهما يشنان حربا على السنة في المنطقة بينما يتم تظهير التحالف ومعه بعض الدول الخليجية العربية المسلمة السنية بأنهم يخوضون حربا شرسه على الارهاب، في وقتٍ يحارب الجيش السوري وحزب الله والتحالف ذات الفكر الارهابي ونفس التنظيمات الارهابية؟

لماذا خصص الرئيس الأميركي باراك أوباما أكثر من نصف خطابه عن السنة والشيعة في المنطقة؟

لماذا لا يتمّ الضغط على الدول الداعمة بالمال والسلاح والتجنيد وفتح الموانئ والمطارات والحدود البرية وتدريب الكوادر على أراضيها وباغلاق مصادر التمويل واقفال المعابر والحدود البرية بين تلك الدول وبين سوريا و العراق؟

لماذا اظهار أميركا وكأنها المنقذ الوحيد لمنطقتنا من الارهاب؟

باختصار ان ما يجري في منطقتنا تحت مسمّى الحرب على الارهاب ما هو الا ملهاة لشعوبنا عن الخطر الحقيقي وهو اسرائيل و ليس من أجل القضاء على الارهاب بل من أجل تأمين مصالح أميركا النفطية وأمن اسرائيل ومحاولة تقسيم منطقتنا التي شاخت وباتت الخريطة الجغرافية لمنطقتنا بحاجة للتحديث بما يتناسب مع مصالح ومطامع اسرائيل خصوصا والغرب عموما، أما مصالحنا نحن العرب، فنحن بتنا على درجة عالية جدا من إتقان فن هدر الفرص وامتهان التبعية وعدم السعي لحماية مصالحنا.

لقد نطقها الرئيس الأميركي باراك أوباما ومن بعده رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون ووزير خارجية المانيا فرانك فالتر شتاينماير أنّ القضاء على الارهاب يستغرق سنوات، وهذا يعني أننا بتنا تحت رحمة الحرب على الارهاب بمنطقتنا لسنوات لا نعرف عددها وخلال هذه المدة من الممكن تقسيم منطقتنا العربية واعادة ترتيبها وتركيبها والاستيلاء على ثرواتها واعادة النفوذ الأميركي لمنطقتنا من بوابة الحرب على الارهاب ريثما يتم نضوج النظام العالمي الجديد وتحديد نفوذ الاقوياء فيه.

سوريا وروسيا وايران والصين تراقب عن كثب لأنّ أيّ خروج عن قواعد محاربة الارهاب من قبل الحلف المزعوم سيعرض المنطقة والعالم لكوارث لا تحمد نتائجها.

بالتأكيد نحن العرب نائمون تائهون ضائعون مستسلمون لا حساب لنا في النظام العالمي الجديد، لأنّ هذا النظام سيكون للاقوياء فقط حق التقرير فيه والضعفاء لن يكون لهم سوى طلب الحماية من الاقوياء ونحن العرب تعودنا أن نكون ضعفاء خبراء باستجداء الحماية من الاقوياء.

وحتى تتبلور تلك التحالفات المنبثقة عن النظام الجديد سنبقى رهن الاستنزاف المادي والبشري والمعنوي.