يستحضر الرئيس نبيه بري امام زواره وثيقة صهيونية يحتفظ بها في مكتبه تعود للعام 1948 مكتوبة بالدكتيلو ارسلها اللوبي الصهيوني الى الرئيس الاميركي هاري ترومان. وتطلب الوثيقة الاعتراف الاميركي بدولة يهودية في فلسطين، لكن ترومان يمرر قلمه على الوثيقة ويكتب دولة اسرائيلية وليس يهودية في فلسطين. ويعتبر الرئيس بري ان كل ما يجري في المنطقة هو بتدبير اسرائيلي لتقسيم المنطقة وتفتيتها وخلق جغرافية جديدة من العراق الى سورية ولبنان وإعادة انتاج سايكس بيكو جديد بعد 100 عام على سايكس بيكو -1.

ويذكر الرئيس بري امام زواره احد لقاءاته بنائب الرئيس العراقي الاسبق ووزير خارجيته طارق عزيز. وخلال هذا اللقاء جرى منذ 20 عاماً واخبر عزيز بري وقتها انه يزوره بعد ان كان التقى احد المطارنة ونصحه بعدم تغطية النزعة المسيحية التي كانت طاغية بإنشاء مناطق مسيحية مغلقة خلال الحرب الاهلية. ونبه عزيز المطران المذكور الى ان اي تقسيم في المنطقة نتخوف من ان يبدأ من العراق وبتهجير المسيحيين. ويقول الرئيس بري ان ما كان يحذر منه من تقسيم المنطقة وتهجير المسيحيين والاقليات في المنطقة يعود الى ما قبل الحرب الاهلية اللبنانية ولتاريخ زعم قيام الدولة الصهيونية في العام 1948. ويبدو الرئيس بري غاضباً وقلقاً في هذا الاطار اذ يبدو ان الزعماء اللبنانيين غير واعين لما يخطط وغير متنبهين لخطورة المشاريع الصهيونية فبدل التكاتف وتحصين الوحدة اللبنانية نسعى الى مزيد من الشرذمة والانقسام وتوفير البيئة الخصبة للارهاب والتكفير.

ويدعو الرئيس بري الى تسليح الجيش من اي جهة من الدول الصديقة والشقيقة والعربية وغير العربية تقدم المعونة للجيش والقوى الامنية والى تفعيل الهبتين السعودية وكذلك وضع الهبة الايرانية موضع التنفيذ. كما يجدد مطالبته بزيادة عديد الجيش وتطويع آلاف العسكريين في اقرب وقت ممكن لمساعدته على القيام بمهامه وجبه الاخطار كما يطالب جميع اللبنانيين بالوقوف الى جانبه وخلفه وامامه ومساندته وعدم التشكيك بقدراته او بادائه او بقيادته فإذا راح الجيش انتهى لبنان.

الاستحقاق الرئاسي يراه الرئيس بري بعيداً لان الازمة اللبنانية ليست داخلية بحتة بل متعلقة بما يجري في المنطقة. ويجدد عتبه على القيادات المارونية التي لا تريد الوصول الى حلول ولم تستجب الى دعوات بكركي والبطريرك بشارة الراعي الذي حاول جمعها الى طاولة واحدة لايجاد حل للازمة الرئاسية. فالرئاسة الاولى هي مسؤولية مارونية بالدرجة الاولى.

وفي السياق يلمح الرئيس بري الى انه تبلغ عبر قنوات معينة باستعادة الحرارة على الخط السعودي الايراني اذ يشير الى لقاءات قريبة متبادلة بين الرياض وطهران لبحث المستجدات في المنطقة ومنها الملف اللبناني.

وفي ما خص الاستحقاق النيابي، يجدد الرئيس بري امام زواره تأكيده انه ضد التمديد لولاية مجلس النواب بقدر رفضه للفراغ او التهويل بمؤتمر تأسيسي فلا بديل عن الطائف كنظام سياسي مع دعوته الى معالجة الخلل في بعض نصوصه والعودة الى اساس النص وتنفيذ البنود التي لم تنفذ. ويجدد دعوته الى الغاء الطائفية السياسية وتشكيل الهيئة العليا لالغاء الطائفية السياسية. ويشير الرئيس بري الى انه سيدعو الى جلسة تشريعية الاسبوع المقبل للتصويت على التمديد لكنه لن يقبل بانعقادها اذا كان احد المكونات الاساسية غائباً فلن يسير باي جلسة غير ميثاقية ومن يسعى الى الفراغ فليتحمل مسؤولياته. ويلمح الرئيس بري الى ان موقفه هذا منسجم مع موقف تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري الذي اوفد اليه الاسبوع الماضي احد المقربين منه والذي اكد له ما قاله الرئيس الحريري خلال العشاء الذي جمعهمها خلال زيارة الحريري الى لبنان. فالحريري ضد الانتخابات النيابية قبل إجراء الانتخابات الرئاسية وإذا قرر السير بالانتخابات فتيار المستقبل سيسحب ترشيحاته منها.

مقال علي ضاحي في جريدة صدى البلد السبت 25 تشرين الاول 2014