من الخطأ أن نطلق على أيقونة لبنان لقب سفيرتنا إلى النجوم بل بجب أن ننصف هذه الأيقونه بأنها سفيرة النجوم إلينا لأنها نجمة، ولأنّ النجوم نعمة إلهية، فهي تعتبر نعمة من نعم الرب.

لقد أنعم الله علينا بصوت كلما ظهر القمر وكلما أشرقت الشمس، كلما حل الليل وكلما طلع النهار. لصوتها حكايه طويلة معنا، في كل ظرف نسمعها، تحاكينا، تواسينا، في الحب، في الفرح، في الكفاح، في النضال، في قضايانا الوطنية والعربية، وفي كل مكان، لصوتها حصة في لبنان، في فلسطين، في القدس، في سوريا، في مصر، في العراق، في ثورة الجزائر، في المغرب العربي ومشرقه.

وحده صوتها يجمع العرب، صوتها يرافق حاسة السمع، في المشوار، في البيت، في السيارة، في البوسطة، في الاوتيل، في المطعم، وحتى في المستشفى، ومع كل شربة ماء تدخل وتغلغل في داخلنا.

عندما استمع لصوتها الموسيقار محمد عبد الوهاب، صمت قليلا وسرح في رحلة التأمل وقال، هذا الصوت ليس بصوت بشر، إنه صوت الملائك.

صوتها يشفي الغليل ويداوي العليل.

لو كنت مفتيا لافتيت بتوحيد اطلاق اذان الصلاة بكل المساجد بصوتها و خصوصا بالمسجد الاقصى.

ولو كنت كاردينالا لأصدرت أمرًا ليكن صوتها بدل اجراس الكنائس كلها وخصوصا في كنيسة المهد.

قلت يومًا لو قُدّر لي تولي منصبٍ رسمي في لبنان لطالبت بوضع صورتها على علم لبنان مكان الأرزة الخضراء، فالارزة هي شجرة لا تثمر، أما هي فقد اثمرت فينا الحب والثورة والمجد فصوتها سيعيش بداخلنا وباجيالنا القادمة وحتى اختفاء اصوات البشر.

إنها أيقونة الرب. إنها فيروز.