رأى رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب ​عبدو أبو كسم​ أن "القمة الروحية المسيحية - الاسلامية التي ستنعقد في الصرح البطريركي في بكركي اليوم ستكون بمثابة صمام أمان للوضع الداخلي في لبنان"، معتبراً أن "هذه القمة جاءت في وقتها لتؤكد أولاً الاسراع في انتخاب رئيس للجمهوررية، ولتشدد على الوحدة المسيحية - الاسلامية وحتى على الوحدة بين الطوائف الاسلامية كي لا ترتد الأحداث في المنطقة على الداخل اللبناني".

وفي قراءة تحليلية للقمة الروحية عشية انعقادها، أوضح الأب أبو كسم في حديث صحفي "برأيي ان انعقاد القمة الروحية في بكركي في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة ولبنان تأتي في مكان يمكن أن يكون له تأثير كبير على الداخل اللبناني، وعلى الوضع في منطقة الشرق الأوسط، بدليل أولاً موضوع رئاسة الجمهورية في لبنان الذي مر عليه أكثر من عشرة أشهر في فراغ رئاسي، وهذه قضية لا تخص المسيحيين فحسب، وانما كل اللبنانيين مسيحيين ومسلمين، وطبعاً نتوقع أن يكون لها حيز كبير في هذه القمة الروحية".

وأضف: "اما الأمر الثاني، فقد سمعنا بالأمس في جامعة الدول العربية كلاماً على أن لبنان هو بلد نموذج في التعايش وفي العيش الواحد الذي يضم طوائف مسيحية واسلامية ودروزاً، وفي هذه الظروف التي تمر بها المنطقة من تشنجات وتجاذب بين المذاهب خصوصاً ما يحدث من اضطهاد للمسيحيين وتهجير وتنكيل في منطقة الشرق الأوسط ولا سيما في العراق وسوريا، والصراع السني - الشيعي الذي يحتدم اليوم أكثر فأكثر في موضوع اليمن وتداعياته ظاهرة على المنطقة وعلى لبنان حيث هناك قلق لبناني من هذا الموضوع، فجاءت هذه القمة في وقتها لتؤكد أولاً الاسراع في انتخاب رئيس للجمهوررية، ولتشدد على الوحدة المسيحية - الاسلامية وحتى على الوحدة بين الطوائف الاسلامية كي لا ترتد هذه الأحداث في المنطقة على الداخل اللبناني. وبرأيي وباختصار ستكون القمة الروحية صمام أمان بكل معنى الكلمة للوضع الداخلي في لبنان ونتمنى لها التوفيق".

وعما يأمله اللبنانيون عموماً والمسيحيون خصوصاً من الأعياد المجيدة، ذكر أبو كسم أنه "بدأنا فعلياً اليوم زمن الآلام وهو أسبوع نعيش فيه روحياً ذكرى آلام السيد المسيح، ونحن في واقع الحال في منطقة الشرق الأوسط مضت علينا أربع أو خمس سنوات نعيش آلام شعوب المنطقة وآلام المسيحيين. وما حدث في العراق من تدمير للكنائس والأديرة وتهجير وتنكيل بالناس، وما يحدث في سوريا نضعه في اطار الارهاب وليس في اطار الصراع المسيحي - الاسلامي، انما هذا ألم وجرح في الكنيسة. ونحن نأمل أن نشرك آلامنا كمسيحيين في هذه المنطقة مع آلام السيد المسيح، وتطلع دائماً بعد الألم والموت الى القيامة. ونأمل أن تكون هذه الأيام أياماً مباركة ومقدسة لنا ولكل اخواننا المسلمين، وأن تكون آلام كل هذه الشعوب مسيحيين ومسلمين قصيرة وأن ينبلج فجر القيامة على كل شعوب المنطقة وعلى المسيحيين تحديداً حتى يبقوا في هذا الشرق نموذجاً لرسالة السلام والمحبة مع اخواننا المسلمين الذين بنينا واياهم حضارة مشتركة عمرها أكثر من 1400 سنة ولن نسمح لأيدي الارهاب بأن تدمرها".