اوضح نائب وزير الخارجية الأرجنتيني المتحدر من أصول لبنانية إدواردو أنطونيو زوين أن "الهدف من زيارته للبنان إجراء محادثات مع وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل من أجل تطوير العلاقات القوية القائمة بين الأرجنتين ولبنان، والمشاركة في أعمال المؤتمر الإغترابي الذي تنظمه وزارة الخارجية". وتطرق الى المحادثات التي أجراها مع باسيل "والتي ناقشت مشاريع عدة لا سيما زيادة التعاون الثقافي والإقتصادي والتقني، وتتضمن متابعة دبلوماسي لبناني العام المقبل التمرن في إطار برنامج خاص تقيمه الأرجنتين للأجانب من أجل تطوير العلاقات والإتصالات"، مشددا على "ضرورة التوسع في التعاون مع تكتل مركسور التجاري الذي يضم البرازيل، الأوروغواي والباراغواي إضافة الى الأرجنتين".

وخلال لقاء صحافي في منزل سفير الأرجنتين ريكاردو لارييرا في الرابية في إطار المحادثات السياسية بين الأرجنتين ولبنان من أجل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وعلى هامش مشاركته في أعمال مؤتمر "الطاقة الإغترابية اللبنانية" الذي تنظمه وزارة الخارجية اللبنانية، أعلن أن "الرسالة السياسية التي يحملها هي تعزيز العلاقات بين البلدين"، مشيرا الى أن "الحكومة الأرجنتينية تعي حجم المشكلة التي يعاني منها لبنان جراء اللجوء السوري"، متمسكا ب"مقولة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني بأن لبنان هو أكثر من وطن: إنه رسالة". وأكد "دعم بلاده للاستقرار في الشرق الأوسط ولا سيما لبنان وسوريا"، داعيا "المتقاتلين الى وقف القتال والجلوس الى طاولة الحوار"، معتبرا أن "للاستقرار في لبنان والمنطقة بوابة، هي إحترام سيادة كل بلد". ورد المشاكل في بقع وبلدان عديدة من العالم الى التدخلات الخارجية، مشددا على "وجوب إحترام خصوصيات كل بلد"، متوقفا "عند معاناة لبنان الطويلة من التدخلات الخارجية". وإذ وضع تدخل "حزب الله" في سوريا في عداد هذه التدخلات، رأى أنه "لا يقارن بتدخلات الدول التي تمول المتحاربين وتمدهم بالسلاح".

ومع إقراره بأن الأرجنتين التي عانت تدخلات من بريطانيا، فرنسا والولايات المتحدة، ليست قوة عظمى داخل الأمم المتحدة، أكد " موقفها الواضح والصريح بضرورة حل النزاعات والخلافات بالطرق السلمية، أسوة بالأرجنتين التي عرفت حربا أهلية خلال القرن التاسع عشر دامت سبعين عاما أفضت في النهاية الى حوار أثمر الفدرالية الحالية في البلاد".

واعتبر "الإرهاب شأنا يهم المجتمع العالمي"، مشددا على "ضرورة التعاون والتنسيق الدولي لمكافحته لا سيما لجهة تبييض الأموال والإمداد بالسلاح".

وعبر عن "فخره وإعجابه بإرادة اللبنانيين في إعادة بناء ما هدمته الحرب"، معتبرا "الديمقراطية رسالة من الأرجنتين التي عانت أزمة إقتصادية خانقة عام 2001 الى لبنان". وأشار الى أنه "في زيارته الخامسة الى لبنان والأولى كنائب وزير الخارجية الأرجنتينية وقد تمكن من زيارة مناطق عديدة من الشمال الى الجنوب وصولا الى بوابة فاطمة التي كتب عليها"، معبرا "عن رغبته في رؤية اللبنانيين موحدين". واشار الى "كون جده من بلدة العذرا المجاورة ليحشوش في فتوح كسروان والى صلة القرابة التي تربطه بالنائب جيلبرت زوين"، كما عبر عن سروره بالزيارة "التي يزمع القيام بها الى البلدة التي يقيم مختارها شارل زوين إحتفالا على شرفه". وقال: "هاجرت جدتي من عين عار في المتن مطلع القرن التاسع عشر ولحق بها جدي بعد بضع سنوات وهناك استقرا في مقاطعة سانتياغو دل إستيرو في مدينة لاباندا التي كانت تعج بالمهاجرين اللبنانيين، حيث تعارفا وتزوجا". وأشار الى أن "عدد الأرجنتينيين المتحدرين من أصول لبنانية يزيد على المليون نسمة، وهم يتمتعون بكامل حقوقهم المدنية والسياسية إسوة بسائر الجاليات التسع وسبعين المكونة للمجتمع الأرجنتيني، وهم ثالث أكبر جالية في الأرجنتين بعد الإيطالية والإسبانية"، متوقفا عند "الصعوبات التي واجهها الجيل المهاجر الأول لجهة تعلم اللغة والتأقلم مع الثقافة وإيجاد العمل".

وختم مشيرا الى أن "بلاده اعترفت بالدولة الفلسطينية عام 2010 وهي تدعم بقوة إنضمامها الى الأمم المتحدة".