أكّد القيادي في "التيار الوطني الحر" انطوان نصرالله أن التيار لن يسكت على تمادي هذه الحكومة بخرق القوانين من خلال تمديد ولاية قادة الاجهزة الأمنية، لافتا الى أنّه "سيكون لنا خطوات محددة للرد على تمديد ولاية رئيس الاركان نعلن عنها بوقتها".

وأشار نصرالله في حديث لـ"النشرة" الى ان "كل أشكال الرد متاحة ومطروحة ومنها التصعيد في الشارع ضد محاولة اخضاعنا لاجراءات غير قانونية تمس عمق النظام الديمقراطي وتضرب استمرارية مؤسساتنا".

وأكّد نصرالله أن "هدف تكتل "التغيير والاصلاح" لم يكن في يوم من الايام تطيير الحكومة باعتبار اننا نعي تماما أنّها ضرورية في المرحلة الحالية نظرا للوضع الاستثنائي الذي نمر به بعد تمديدهم ولاية مجلس النواب ما أدّى لشغور سدة الرئاسة". وأضاف: "ما قلناه ونكرره دوما هو أنّه من غير المسموح لهذه الحكومة أن تتلاعب بالدستور".

لمن يقدّم سلام استقالته؟

وذكّر نصرالله بأن رئيس الحكومة هو من هدّد بالاستقالة، "ظنا منهم بأن تحول هذه الحكومة لتصريف الاعمال يعطيهم صلاحيات أكبر بادارة كل الامور من دون حسيب أو رقيب". وتساءل: "اصلا لمن كان سلام سيقدم استقالته، اذا كان الدستور ينص على ان الاستقالة تقدّم لرئيس البلاد وهو غير موجود حاليا؟" لافتا الى ان "كل ما يتيحه الدستور لسلام حاليا هو عدم الدعوة لجلسات حكومية، اما الاستقالة فليست حاليا بيد طرف من الأطراف انما بيدهم جميعا اذا ما تم الالتزام بالقوانين المرعية الاجراء".

واعتبر نصرالله أن هذه الحكومة مطلوب أن تستمر ولو بحدها الأدنى ولكن على ان يترافق ذلك مع احترام وبحد أدنى للدستور والقوانين، واضاف: "صحيح أن الوضع استثنائي لكن ذلك لا يعني على الاطلاق أنّه يتوجب القيام بأمور استثنائية ومخالفة للدستور"، ونفى ان يكون حلفاء رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون ضغطوا عليه لتعديل موقفه من اسقاط الحكومة، "باعتبار أن هدفنا اصلا لم يكن اسقاطها".

العلاقة مع بري بحاجة للصيانة

وتطرق نصرالله لعلاقة "التيار الوطني الحر" مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، معتبرا أن "هذه العلاقة بحاجة للصيانة الدائمة". وقال: "صحيح أننا نختلف معه بأمور كثيرة الا أننا نتفق معه على أمور اكثر، ومن هنا يجب ان ننطلق في مقاربتنا لموضوع العلاقة مع بري".

ورأى نصرالله ان الدعوة لفك الارتباط معه، "قول ظالم لأن المطلوب ليس التباعد بين الفرقاء بل السعي للتقارب وذلك لا يتم الا من خلال التشاور الدائم". وأضاف: "كما نختلف مع بري كذلك نختلف مع حزب الله والوزير السابق ​سليمان فرنجية​ على أكثر من ملف، فهل نفك الارتباط معهما أيضا؟"

ورجّح نصرالله أن يكون بري أول من ينتخب العماد عون رئيسا عند نضوج الظروف باعتبار انّه أكثر المعنيين بأن يكون هناك للمسيحيين رئيس قوي يمثلهم لأنّه بذلك يكون سندا للبنانيين أجمعين وقادراً على اخراج لبنان من المأزق الحالي. وأضاف: "تخيلوا ما سيكون الثلاثي بري- عون- الحريري قادرًا أن يقوم به على صعيد الحفاظ على استقرار البلد وخرق الستاتيكو القائم".

الصخب داخل "التيار" طبيعي

وفي موضوع انتخابات "التيار الوطني الحر"، أشار نصرالله الى انّه "وبما خص الترشيحات فلا شيء سيكون محسوما حتى فتح باب الترشح في 20 آب الحالي، مع العلم أن ترشيحي النائب آلان عون والوزير ​جبران باسيل​ باتا الأكثر تداولا"، معتبرا أن "الصخب الذي يرافق العملية الانتخابية منتظر وطبيعي باعتبار أن هناك حوالي 17 الف منتسب سيشاركون بالانتخابات وهي سابقة في تاريخ الأحزاب اللبنانية".

وشدّد نصرالله على أنّه "اذا بقيت العملية باطار اللعبة الديمقراطية بعيدا عن سياسة فرض أسماء معينة والتدخل لصالح مرشح محدد، فلا مخاوف من حدوث شرخ داخل التيار باعتبار أن معظم الناشطين والمنتسبين يمتلكون الوعي الكافي وقد واجهنا أكثر من تحدٍ وخرجنا منه منتصرين".