نشرت صحيفة "الأخبار" عيّنة من مناقشات جلسة ​مجلس الوزراء​ في 27 تموز 2006 التي طلب فيها رئيس الحكومة في وقتها ​فؤاد السنيورة​ التصويت على تبني مضمون خطابه في ​مؤتمر روما​.

ووما جاء في المحضر:

طارق متري: الموقف الأوروبي يتغير بسرعة، وصلني SMS أريد أن أتأكد منه، أن الإتحاد الأوروبي دعا إلى وقف إطلاق نار، غير واضح أي جهة في الاتحاد الأوروبي، أريد أن أتصل وأسأل، ولكن أي شخص منا كان في روما لكان رأى أنه يمكننا التقدم مع الأوروبيين بسرعة، موازين القوى بالعالم معروفة، ومعلوم أن الأوروبيين، وحتى وزير خارجية إيطاليا الذي كان الأمين العام للحزب الشيوعي، يراقب الموقف الأميركي بسبب ميزان القوى، ولكن بقطع النظر عن هذه، أعتقد أنه يجب القيام بجهد حقيقي تجاه الأوروبيين، اجتماع الغد مهم جداً في بناء ما حققناه مع الأوروبيين، وأن نضع أمامنا دائماً قوتنا هي بإظهار مظلوميتنا أننا ضحية، واستخدام سلاح القانون الدولي.

إميل لحود: تأييداً لكلامك، اليوم بالـ Daily telegraph بإنكلترا، أجروا استطلاعاً للرأي العام ووضعوا عدة أسئلة، أهمها من في بريطانيا يؤيد هذا الهجوم الإسرائيلي على لبنان، 93% ضد. أما أميركا فموضوع آخر.

محمد فنيش: الحكومة قامت بجهد دبلوماسي مضنٍ ومتعب ويحتاج إلى الكثير من التأمل والمتابعة والمثابرة، تقويمي لمؤتمر روما أن لا أحد يستطيع أن يرفض مساعدات إنسانية للبنان ولا مساعدات اقتصادية، ولكن ما يحصل أنه يتم تصوير هذه المساعدات كأنها بديل من الدور الأساسي للمجتمع الدولي، ومنذ قليل سمعت وزير خارجية إيطاليا، مجاراة للموقف الأميركي، سيشكر إسرائيل على القبول بممر إنساني آمن، وكأنه في الوقت الذي تنهمر فيه القذائف الإسرائيلية على رؤوس الناس، وحصار البلد وتدميره، أصبح الممر الآمن إنجازاً كبيراً على المستوى الدولي، هذا يعكس الانحياز وطغيان وفجور الأميركيين على المستوى الدولي. حول تقويمي لمؤتمر روما، أريد أن أقول إنه يمكن أن لبنان استطاع أن يوصل وجهة نظره، جزء كبير من الخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة بموضوع تظهير صورة المظلومية سيكون له بالتأكيد تأثيره، وخصوصاً أن هناك ضحايا وعدواناً واستهدافاً للسيادة، وهناك تجاوز لأبسط مبادئ القانون الدولي. من الواضح ميدانياً أن الإسرائيلي، غير التدمير والقصف وضرب المدنيين، لن يكن بمقدوره أن يحقق شيئاً، حاول وأعتقد أن معارك مارون الراس وبنت جبيل جعلته يفكر ملياً قبل توسيع العدوان على مستوى اجتياح أو احتلال. على أي حال، يمكن أن يحاول مرة أخرى، ولكن لن يكون مصير تجربته أفضل من مصير تجربة مارون الراس وبنت جبيل.

فنيش: هناك ضوء أخضر أميركي لإسرائيل لإطالة امد الحرب، ورهان على إضعاف التماسك الداخلي

ما أريد التأكيد عليه، أن نحافظ على موقفنا الوطني الموحد، لأن رهان العدو هو على تصدع جبهتنا الداخلية السياسية، وأعتقد أن كل هذا القصف والمعاناة وإطالة المعاناة بالتواطؤ، ليس بالتواطؤ، بل بقرار أميركي، أن يجعل هناك تفسخ في الموقف الوطني وأن ينقل هذه المشكلة من مشكلة احتلال ومواجهة مع احتلال إلى مشكلة لبنانية ــــ لبنانية، لكن بوعينا وحكمتنا وإرادتنا نجحنا حتى الآن في تمتين حالة التماسك والتضامن. لقد سبق أن ناقشنا في مجلس الوزراء ما هي حدود الموقف الوطني، واتفقنا على نقاط قسم كبير منها عرضها دولة الرئيس في مؤتمر روما، وأضاف إليها أكثر موضوع التعويضات (تقديم شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية) التي هي نقطة اعتبرها إيجابية ومهمة، وينبغي ان نسعى من أجل البناء عليها وملاحقة العدو، حتى لو لم يكن هناك أمل في أن نحقق شيئاً ملموساً. هناك أفكار طرحت في مؤتمر روما لم تناقش في مجلس الوزراء. هناك موقف اتفقنا عليه وسقفه معروف، وأعتقد أن الالتزام بهذا السقف مطلوب وكاف ومهم، لكننا تخطيناه في نقطة...

فؤاد السنيورة: ما هي يا محمد (فنيش).

فنيش: موضوع تعزيز القوات الدولية وزيادة عديدها وعتادها وتوسيع مهماتها ونطاق عملها، وموضوع وضع مزارع شبعا تحت سلطة الأمم المتحدة. أمران لم يطرحا في جلسة مجلس الوزراء ولم يجر نقاشهما. القوات الدولية التي تطرح، ما هو مضمونها وآليتها؟ ماذا تضمن هذه القوات الدولية وماذا تحقق؟ مع كل فهمي لموضوع طرح سيطرة الدولة على الجنوب، مع كل تفهمي للموقف السياسي الذي يقول بحصرية السلاح بيد الدولة وقرار الحرب والسلم، نناقشه في ما بيننا ونأخذ كل وقتنا فيه، لكن، في مناقشة العدوان، من غير المقبول، اعذروني على التعبير، لا يجوز، الإسرائيلي يحاول أن يصطاد أي موقف ليوظفه لتبرير عدوانه، يقول إن مشكلته ليست مع لبنان، مشكلته مع فئة من اللبنانيين، بينما هو في الحقيقة مشكلته مع لبنان، هدفه لبنان، يصطاد أي موقف لاستغلاله، بالتالي نحن نتجه نحو مجتمع دولي او إلى مؤتمر روما او إلى مؤتمرات أخرى لحمل شعار بسط سلطة الدولة. بالمبدأ لا أحد ضد ذلك، وقلنا على طاولة مجلس الوزراء لا أحد يستطيع أن يكون ضد هذا الموضوع، ولكن ان نجعل هذا الموضوع ضمن عرض وكأن المشكلة القائمة الآن هي مشكلة بسط سيطرة الدولة، أو أن يستغلها الإسرائيلي للقول، إنه يقاتل المقاومة لتمكين الدولة اللبنانية من بسط سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية. هذا برأيي خطأ في التكتيك السياسي لأنه سيستفيد منه الإسرائيلي ليقول أنا أقاتل من أجل بسط سيادة الدولة ومساعدة الدولة، فالدولة لديها مشكلة مع المقاومة وهو لديه مشكلة مع المقاومة، هذه مشكلة مشتركة كيف يستطيع أن يمكّن الدولة من معالجتها؟ بهكذا مواجهة وبهكذا عدوان. برأيي التمسك بالثوابت لمعرفة حدود الموقف الأميركي تحديداً من هذه الحرب هو الأضمن والأسلم قبل كشف أوراق وحرقها. ولا نعرف إذا هذه كانت الأوراق التي نكشفها ونقدمها تستطيع أن تساعدنا على إيقاف العدوان، لأنه غير معلوم إلى أين يذهب هذا الأميركي وهذا الإسرائيلي. الواضح أن هناك ضوءاً أخضر لإسرائيل لإطالة أمد الحرب، ورهاناً على إمكانية إضعاف التماسك الداخلي، لعل ذلك يفيد العدوان الإسرائيلي في تحقيق أهدافه. أمام هذا العدوان، هناك ثوابت وطنية اتفقنا عليها، ثم أي أفكار أخرى ستناقش، نحن منفتحون على مناقشتها، نريد ان نعرف طبيعتها ومضمونها، نريد أن نعرف إلى أين توصل، هل توقف عدواناً أم لا؟

مروان حمادة: أنا مع محمد (فنيش) وأنا أفهم تماماً الهواجس، وخصوصاً أننا جميعاً تحت النار، ليس فقط الجنوب، ليس فقط المقاومة، كل لبنان تحت النار، كلنا مع التمسك بالثوابت، أتصور الموقف الذي دافع عنه رئيس الحكومة والوفد في روما، وكنا نركض من وزير إلى وزير خلال الجلسة لنشيد بالموقف الدولي والأوروبي والعربي الذي هو، إلى حد بعيد، متحالف معنا، وقلت إلى حد بعيد ولم أقل كلياً، لكي أكون دقيقاً، وأنا مع المناقشة في مجلس الوزراء لكل القضايا التي يتعلق بها مصير الوطن، هذا هو دور مجلس الوزراء، وهذا ما أناط به اتفاق الطائف مجلس الوزراء من صلاحيات، أريد أن أقول إن الموقف لم يخرج عن المسلمات أبداً. هناك قوات دولية في الجنوب، ونشاهد كيف تضربهم إسرائيل، وقتلت منذ يومين 4 منهم، القوات الدولية الأكثر عدداً والأكثر متانة هي بنظر هذا المجتمع الدولي وسيلة لإعادة النازحين وتثبيتهم في أرضهم، لأننا سنرجع إلى أرض شبه محروقة، وهذا الأهم لإستعادة مزارع شبعا من إسرائيل، أريد أن أنبه إذا فجأة موضوع المزارع لا يهمنا يجب أن تكون المسألة واضحة أيضاً على طاولة مجلس الوزراء، إما استعادة المزارع وإما عدم استعادتها، إذا استعدناها نعتبر الأرض اللبنانية حررت، ونحن ملتزمون بعدم الذهاب إلى أي خطوة إضافية باتجاه إسرائيل حتى تحرير كامل الأرض العربية وقضية فلسطين وعودة اللاجئين وإنهاء موضوع التوطين، المتفقون عليه تماماً، ولكن أنا أسأل محمد (فنيش) طالما هو يؤيد المناقشة أنه إذا وضعنا فكرة حول المزارع، وهي فكرة متفق فيها، أظن أنك تتكلم بالمزارع منذ 5 سنوات (متوجهاً لفنيش) الرئيس بري تحاور مع الرئيس السنيورة بموضوع المزارع.

فؤاد السنيورة: تحاورنا على كل شيء

مروان حمادة: على كل شيء. هنا أريد أن أسأل، هل العملية التي حدثت بالجنوب والتي كلفتنا عدداً معيناً من القتلى والجرحى وكذا دمارا وكذا أعباء على اللبنانيين، هل ناقشها أحد هنا يا محمد (فنيش)؟ هل أحد سأل الآخر؟ هل أحدهم قال إنه يأخذ البلد إلى مسألة طويلة عريضة، إذا قرار الحرب مع فريق واحد فليكن قرار السلم معنا مجتمعين على الأقل، وليس مع إسرائيل، قرار إخراج لبنان من هذه المحنة، انا معك ومع المناقشة، ولكن لا يمكننا القول إن هذا سقفنا. لقد رأينا السقف أي أوصلنا إلى الحرب، السقف هو بوقف المحنة اللبنانية ويجب أن يكون موضع تشاور بيننا جميعاً، ولذلك أقول يا محمد (فنيش) نحن معك في ذلك، ولكن لا نقبل استفراد أحد بقرار الحرب والسلم.

نائلة معوض: سبقني مروان (حمادة)، كان عتبنا، لا بل أكثر من عتب، أن القرار الأساسي والمهم (الأسر) لم يعلمنا أحد به. أنا سعيدة أنه، منذ الجلسة السابقة، ونحن نتكلم بصراحة، وعندما كلف دولة الرئيس أن يفاوض على موضوع اتفقنا عليه جميعاً، ألا يجب أن نعطيه أوراقاً بين يديه؟

فنيش: لا أريد أن أناقش نقاطاً سبق أن أثرناها وناقشناها مع بعضنا، أولاً قرار الحرب لم تتخذه المقاومة، بل اتخذه المعتدي الإسرائيلي، نحن كحكومة متفقون على موضوع المقاومة كحق، كانت هناك عمليات في شبعا والغجر ومحاولات أسر للجنود، نحن في حالة حرب مع العدو الإسرائيلي، بالأساس هو معتدٍ علينا وهو يمارس حرباً، حتى اتفاقية الهدنة لا تعني أننا معه في حالة سلام. العملية (الأسر) التي حصلت، لا أريد أن أطيل، أصبح واضحاً أن التوقيت مسألة شكلية، نحن أمام مواجهة مشروع معدّ له سلفاً، ليس على مستوى العدو الإسرائيلي فقط، حتى على المستوى الأميركي، نحن نتكلم ​سياسة​، واضحة طبيعة المشروع، التوقيت فرض على المقاومة، كان قبل أن يستكمل معطياته، لأنه لو استكمل معطياته لكانت الأمور أخطر من ذلك بكثير، المقاومة ما زالت في حالة دفاع في مواجهة الاحتلال والعدوان، لم نقل إن مزارع شبعا لا تعنينا، ولا مرة ولا أحد فهم من كلامي هذا المعنى، ولكن يوجد فرق في ان نسترد مزارع شبعا لسيادة الدولة اللبنانية أو أن نبلور فكرة قد تكون فكرة إيجابية أو سلبية، بغض النظر ولكننا لم نتداولها على الأقل ولم نفهم أبعادها.

السنيورة: ما هي الفكرة؟

فنيش: فكرة وضع مزارع شبعا بعهدة الأمم المتحدة. دولة الرئيس، طوّل بالك عليّ. نحن نناقش الأمور بصراحة. القوات الدولية التي ذُكرت (في مؤتمر روما) مختلفة عن اليونيفيل، بالنسبة لليونيفيل لا خلاف ولا نقاش. إذا أردنا أن نتكلم عن تعزيز عدد القوات الدولية، أيضاً لا حاجة للنقاش، اما إذا أردنا تعديل المهمات، فهذا أمر يحتاج إلى نقاش، اختلف الموضوع كلياً، عندما أريد أن أعدل بمهمات القوات الدولية أصبح لديها مهمات أخرى، ما هي هذه المهمات وما هي حدودها؟ يجب أن نتفق عليها، يجب أن نتناقش مع بعضنا البعض. أما الكلام بأن هذا الموقف منسق مع الرئيس بري، من المفترض بالرئيس بري أن يجيب وليس أنا من يجيب، ولكن تصريح الرئيس بري عن القوات الدولية مختلف تماماً، وأعتقد أنكم جميعكم قرأتم هذا الموقف، أستغرب أن يكون هذا الموقف متفقاً عليه، بينما مفهوم الرئيس بري للقوات الدولية مختلف تماماً عن الذي نتكلم به، وهذا الموقف معناه ضمناً أنه لا يقبل بتعديل مهمات اليونيفيل. مزارع شبعا تعنيننا أكيد، وأنا قلت هنا على طاولة مجلس الوزراء، المقاومة ليست مرتبطة بتحرير فلسطين، أي دور تحرري وقلت هذا الكلام على طاولة الحوار. السيدة نائلة (معوض) ولا أحد ربط موضوع المقاومة بموضوع تحرير فلسطين. هناك موضوع مزارع شبعا والأسرى، إذا حلت هذه القضية وتلك لم يعد بيننا وبين العدو الإسرائيلي اشتباك خارج الحدود، إلا إذا اعتدى، بموضوع المقاومة وسلاحها ودورها هذا مطروح على طاولة الحوار الوطني للبحث في كيفية الدفاع عن لبنان. عندئذ إذا كنا متفقين على الاستراتيجية الدفاعية تنفذ هذه الاستراتيجية الدفاعية، وإذا لم نكن متفقين نرى كيف نتوافق، نحن اللبنانيين، على مواجهة الخطر الإسرائيلي، موضوع تكليف الرئيس بالمفاوضة لا أحد ينتقص من صلاحيات الرئيس (السنيورة)، ولسنا بحاجة إلى شهادة تؤكد شهادتنا بدوره، لكن المفاوضة قبل الالتزام بموقف، هناك أخذ ورد، وأعتقد أن دولة الرئيس قبل أن يذهب إلى روما طلب مني مشكوراً أن نلتقي، وأطلعني على نقاط وردت في طروحات كوندوليزا رايس، واتفقنا على أن نبقى على تشاور، لا أحد ينتقص من دور رئيس الحكومة بالتفاوض، ويجب أن يكون هذا مكان توافق، قبل أن نختلف مع بعضنا البعض، أما موضوع الثوابت، فأعتقد أن الذي طرحناه في جلسة مجلس الوزراء، الذي قلناه هو أسرى وشبعا، هذه هي الثوابت، لم أقل شيئاً غير ذلك، والآن قمت بتأكيده وتركت أن تعبر الحكومة عنه بالطريقة التي تريدها ولم أبدِ أي تحفظ، رغم أنه كان هناك داخل جلسة مجلس الوزراء بعض التفاصيل تكلمنا عنها، لكن بالموقف الإعلامي لم نبدِ مثل هذه التفاصيل، تركنا الحكومة تأخذ كل دورها السياسي والدبلوماسي في التفاوض على أساس هذه النقاط، هذا ما قصدته.

السنيورة: النقطة المذكورة هي (Commitments from the security council to place the shibaa farms arms & kefershouba hills under UN jurisdiction) تعهد من مجلس الأمن، الذي ينتقده محمد (فنيش)، هو وضع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا تحت وصاية او تحت سلطة، او سيطرة مجلس الأمن الدولي إلى أن يتم حسم لبنانية مزارع شبعا. أنتم تعلمون يا اخوان نحن، بالقانون الدولي، مزارع شبعا ليست لنا. وبالتالي، هذا الموضوع الذي أمامنا الآن لا يغير شيئا بموقفنا أمام دول العالم ومجلس الأمن وأمام الأمم المتحدة، مزارع شبعا وكفرشوبا ليست لنا، أرسلنا رسالة وأتانا الجواب، وأنا أرسلت الجواب كما تعلمون إلى رئيس الوزراء السوري (العطري)، ولم أسمع منه رداً على ذلك، بعبارة أخرى ما هو المطلوب منا، نقول لهم أعطونا مزارع شبعا، لا يمكن أن يعطونا إياها لأنها لسوريا وتابعة للقرار 242، وبالتالي الذي قمنا به هو مخارج، وهذا الكلام أيضاً تكلمت بشأنه مع الرئيس بري، نحن وضعنا مخرجاً لتمكيننا من تحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي خطوة أساسية على صعيد اعطائها لأصحابها، أصحابها حتماً هم إما سوريا وإما لبنان. الآن، حسب الأمم المتحدة هي لسوريا، إدخال القرار 425 أيضاً بهذا السياق الذي رأيتموه أمامكم هو اعتراف بأن القرار 425 لم يطبق كلياً.

فنيش: هذا انجاز.

السنيورة: ممنونك يا أخ محمد (فنيش). بالنهاية ما نطلبه لا يمكننا أن نحصل عليه، يجب أن نعلم ما هو الممكن وما هو المستحيل، هذا الشيء أنا متفق عليه مع الرئيس بري، وهذا الشيء الذي يمكن ان يجعلنا نخطو خطوة حقيقية باتجاه ان نستطيع تحرير مزارع شبعا، غير ذلك معناه أننا ننفخ في قربة مثقوبة، ولن نصل. نحن نريد ان نأخذ بالنهاية الشيء الذي يمكننا أن نحصل عليه، هذا هو المقصود، إذا كان الانتقاد على هذه العبارة الموجودة، توسيع مهمات القوات الدولية هذا حتماً لم نقله.

فنيش: توسيع مهمات القوات الدولية؟

إميل لحود: هذا الموضوع، أنا كنت موجوداً عندما حصلت المباحثات للانسحاب في عام 2000، ولأنني سمعت بعض المغالطات التي صدرت في الصحف، ولم نجب عنها حتى لا نزيد الطين بلة. في ما يخص مزارع شبعا، كان تيري رود لارسن هو الذي يفاوض وقال عندئذ إذا أردنا أن ننتظر لنرى أين حدودكم وحدود إسرائيل فهذه تستغرق سنوات، ويمكن أن لا تتفقوا عليها، سننشئ خطاً وهمياً اسمه «بلو لاين» (الخط الأزرق)، وهذا الخط الوهمي هو وقف إطلاق نار، على أساس ليس وقف إطلاق نار، على أساس أن هذه الحدود المؤقتة إلى أن تحل قضية الحدود، عندئذ حتى على «البلو لاين»، هناك 3 نقاط أن تبقى ضمنه ونحتفظ بحقنا حتى بالقرى السبع. قلنا له ما زالت هناك كفرشوبا، يجيب أن تكون هذه تحت Mandate القرار 242 وهذا حصل مع وقف إطلاق نار، كان من ضمن الأراضي التي أخذت من قبل إسرائيل، وأخذت من سوريا، سألت السؤال ومسجل بمحضر، إن من يقرر هي الأمم المتحدة إذا كفرشوبا لنا او لسوريا، أجاب حرفياً لا علاقة للأمم المتحدة. إذا أعطتكم سوريا الآن ورقة أنها لكم تصبح لكم، نحن لا يحق لنا أن ندخل بين دولتين، ليتفقا مع بعضهما البعض.

السنيورة: نحن نقبّل أيديهم حتى يعطونا ورقة.

لحود: الذي نريد الوصول إليه بنظر الأمم المتحدة هو شيء ينبغي أن يحصل بين سوريا ولبنان.

السنيورة: دخيلك.

طراد حمادة: باختصار أقول نحن نريد مناقشة مشروع جدي يمكن ان يؤدي إلى وقف لإطلاق النار، والا يكون فن التفاوض للتفاوض، وبالتالي نكون كمن تنتزع منه ورقة تلو الورقة.

طارق متري: بالنسبة للقوات الدولية، أعتقد أن هناك التباساً ما. في خطاب الرئيس السنيورة بروما، قال نريد تعزيز القوات الدولية الحالية، اليونيفيل عدة وعدداً وتوسيع نطاق عملها، وحدد هدفها لماذا، من أجل العمل الإغاثي الإنساني وخلق الشروط الملائمة لعودة سالمة للذين هجروا من الجنوب، هذا الذي يقوله خطاب الرئيس السنيورة، هذا الكلام له أهمية بسياق تفاوضي، لأنه عندما ذهب الرئيس السنيورة إلى روما كان مطروحاً عدة أفكار، كان مطروحاً قوة متعددة الجنسية، قوة أطلسية، ثم عندما أصبح الوفد بروما كان يحكي عن قوة متعددة الجنسية بتكليف من الأمم المتحدة، بقرار من الأمم المتحدة، ومعروف أن هناك حالات سابقة بالعالم، اضطر مجلس الأمن فيها إلى إرسال قوات دولية بموجب الفصل السابع إلى بلدان معينة من دون أن يسأل البلد المعني، عندما تتكلم عن القوات الدولية بالصيغة التي تكلم فيها الرئيس السنيورة تضع نفسك بموقف تفاوضي، بحيث لا يبحث بأمر قوات دولية من دون أن يسمع رأيك، أعتقد أن هذا التحدي الذي نواجهه، أنت وضعت نفسك بهذا الكلام بالموقع التفاوضي، وإلا هناك احتمال جدي أن يتحاور مجلس الأمن حول القوات الدولية بمعزل عما تقوله انت وبموجب الفصل السابع.