جزم رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ من نيويورك وعلى منبر الامم المتحدة بكلام قاله عن الوضع الحكومي ليدحض الأقاويل عن تراجعه في مواقفه لجهة إعتماد نتائج الإنتخابات النيابية كمعيار لتشكيل الحكومة. وبالتزامن مع هذا الاعلان خرجت معلومات تؤكد لقاء الرئيس عون ورئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ الّذي التقى ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​، "والطبخة" صيغة حكومية جديدة... فما الذي يحدث خلف الكواليس؟!

صيغة حكومية جديدة

"لا شيء يؤكد لقاء الرئيس عون والحريري أواخر الاسبوع الماضي ولكن المؤكد أن الحريري أرسل صيغة حكومية الى الرئيس عون". هذا ما يؤكده الكاتب والمحلل السياسي ​جوني منيّر​ عبر "النشرة"، لافتاً الى أن "الحلّ يقضي بإعطاء نيابة رئاسة الحكومة الى ​القوات اللبنانية​ ولكن دون حقيبة بل وزارة دولة واسناد ثلاثة حقائب أخرى إليها من بينها وزارة التربية"، مشيراً الى أن "الرئيس لم يجاوب على هذا الإقتراح بل طلب مهلة لدرسه"، كاشفاً أن "الوزير باسيل التقى الحريري بعدها وأبلغه رفضه إعطاء القوات ثلاثة وزارات ونيابة رئاسة الحكومة دون حقيبة على أن تحظى بحقيبتين ونيابة رئاسة الحكومة ووزارة دولة"، لافتاً الى أن "جواب باسيل كان منسقاً مع رئيس الجمهورية قبل أن يصل الى الحريري".

بري على خط التأليف

في المقابل يكشف الكاتب والمحلل السياسي ​وسيم بزي​ أن "رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ كان لديه نوع من الرهان الإيجابي حول تطوّر ما في الوضع الحكومي، استطاع من خلاله أن يتفاهم مع الرئيس عون والحريري على لقاء متوقع أن يعقد بعد عودة الأوّل من نيويورك ولكن لم يحدّد الموعد"، مشيرا الى أن "هذا اللقاء سيقترن بصيغة جديدة يقدمها رئيس الحكومة المكلّف تلحظ النقاش السابق مع الرئيس وملاحظاته على الصيغ الحكومية القديمة".

"لا حكومة في المدى المنظور فهناك مشاكل داخلية معطوفة على جوّ خارجي غير مساعد على التأليف". هذا ما يشير اليه منيّر، لافتاً الى أن "الخارج يضغط على الداخل"، مضيفاً: "قد يمرّ تشرين الاول والثاني حتى دون تأليف الحكومة". أما وسيم بزّي فيلفت الى أنه "قد يكون هناك ارادة خارجية تمنع تشكيل الحكومة وتحديداً أميركيّة لعدّة أسباب، أولها أن الأميركيين يعتبرون أنهم في ذروة هجومهم على ​إيران​ و"​حزب الله​" وقد قاموا بفرض عقوبات عليه، وأي تشكيل للحكومة يعطي إنطباعاً أن "حزب الله" يتقدم بقوّة وهذا يناقض منطق الهجوم عليه، كما أن الاميركيين لا يريدون أن يحصل الحزب على وزارات أساسية لها علاقة بإتفاقات دولية".

حتى الساعة يبقى الحراك السياسي القائم لسدّ فجوة الفراغ الحكومي هو مجرد محاولات بإنتظار ساعة الحسم، فهل تكون قريبة؟!.