أفادت صحيفة "الأخبار" بأن أوساط دبلوماسية اوروبية فاعلة عبّرت، امام شخصيات ​لبنان​ية، عن قلقها من تكريس ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ عرفاً جديداً في وضع ​سياسة​ لبنان الداخلية والخارجية في اتجاه واحد. ورغم ان دولاً اوروبية رعت ​التسوية الرئاسية​ ورأت فيها ضمانة للاستقرار، الا ان ما بدأت تلحظه لا يثير ارتياحها، خصوصاً في الاونة الاخيرة، حين بدأ ينقلب على مرحلة التهدئة التي تلت انتخابه وتشكيل حكومة الرئيس ​سعد الحريري​ الاولى، ويعبّر بوضوح عن توجهاته الاقليمية من دون التباس".

ورأت الاوساط ان "رئيس الجمهورية نزع اخيرا القفازات التي لبسها طوال اشهر، وكشف بوضوح عن اتجاه سياسي لا لبس فيه، لا يصب، في مصلحة لبنان سياسيا واقتصاديا. إذ أنه يقفل بذلك النافذة الاوروبية، والى حد ما الاميركية، التي فتحها له الرئيس الفرنسي ​ايمانويل ماكرون​، وساهمت في اشاعة اجواء ارتياح حول العهد الذي استفاد و​الحكومة​ ايجابا من الدور الذي لعبته عواصم اوروبية فاعلة تجاهه ومع دول اقليمية على اختلافها، لا سيما في مفاصل دقيقة سياسية وعسكرية واقتصادية".

وأشارت إلى ان "رئيس الجمهورية يذهب بعيدا في التماهي مع خطاب ​حزب الله​ الاقليمي، وحتى المحلي، الذي تراقبه الدوائر الدبلوماسية بتمعن، ولم يظهر عليه اي ممانعة في مجاراة الحزب في كثير من المواضيع والملفات الداخلية. وهو، لم يراع ايضا حساسيات دول عربية، غالبا ما كانت ترى فيها ​اوروبا​ عامل استقرار اقليمي ولبناني داخلي". واعتبرت ان "الرئيس عون وضع بذلك دولا حليفة للبنان في وضع دقيق، لان هذه الدول طالما وقفت الى جانب الشرعية اللبنانية، وهي مستمرة في رعاية مصالحها والتسويق لاهمية الاستقرار في لبنان ولتطوير وضعه الاقتصادي وحماية نظامه المالي والسياسي، لكنها لا يمكن لها ان تتفرج على منحى رئاسي جديد ترى فيه قفزة في المجهول".