تتفاقم المخاوف من أن تكون المنطقة مقبلة على حرب كبيرة نهاية الربيع الحالي او كحد أقصى مطلع الصيف المقبل، نتيجة الجو التصعيدي المستمر منذ فترة، والذي بلغ ذروته مؤخرا بتصنيف ​واشنطن​ ​الحرس الثوري​ ال​ايران​ي كتنظيم ارهابي، وردّ ​طهران​ بالمثل بالتزامن مع فوز ​بنيامين نتانياهو​ في ​الانتخابات​ الاخيرة وتوجّهه لتشكيل حكومة تلبّي طموحاته.

وفيما تبدو للبعض حظوظ الحرب والسلم متساوية، يستبعد آخرون ذهاب الادارة الاميركيّة بعيدا بتهديداتها لايران والقوى التابعة لها وحصر الموضوع بالضغط السياسي و​الاقتصاد​ي. ويعتبر الخبير الاستراتيجي العميد المقاعد ​أمين حطيط​ أن ​ترامب​ يهدّد بال​سياسة​ والاقتصاد ويذهب بعيدا في هذا المجال لكنه جبان عندما يتعلق الأمر بالاقدام ميدانيا وعسكريا، فيما يرى رئيس مركز "​الشرق الأوسط​ و​الخليج​ للتحليل العسكري–انيجما" ​رياض قهوجي​ أنه طالما الجو العام من قبل جميع اللاعبين في المنطقة هو تصعيدي طالما المخاوف وفرص نشوب حرب تزداد، لافتا الى ان فوز نتانياهو او عدمه مجرّد تفصيل وليس عنصرا حاسما بموضوع اي حرب مقبلة. ويتابع: "اذا كان هناك ما قد رتبته الادارتان الاميركية وال​اسرائيل​ية قبل الانتخابات، فلا شك ان عودة نتانياهو ستسهّل الامور عليهما وتسرعها، وان كنا على يقين انه لا يمكن الحديث عن اي مستجدات قبل ​تشكيل الحكومة​ الاسرائيليّة ​الجديدة​". وكذلك حطيط، فهو لا يرى ان فوز نتانياهو عامل مؤثر في اندلاع اي حرب، معتبرا أن لا سياسة مستقلّة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بل سياسة مشتركة وتنسجم تماما مع ​السياسة​ الاميركية. ويضيف: "المنطقة تسير على حافة الهاوية وبالتالي قد تنزلق في ايّ لحظة الى الحرب، ويمكن الحديث عن 3 مواطن قد تتسبب بالشرارة: ​مضيق هرمز​، ففي حال أقدمت واشنطن على حصار ايران وردت طهران يتوجب عندها ان نترقب ردّ الفعل الاميركي، في حال كان هناك تراجع لن يكون هناك حرب وفي حال العكس تكون قد وقعت المواجهة. أما الموطن الثاني، فهي مراكز الحرس الثوري و​القوات​ الحليفة في ​سوريا​ و​العراق​ التي لم تستهدفها ​اميركا​ مباشرة بعد، وبالتالي في حال اتخذ قرار اميركي جديد يقضي بالتعرّض لها عندها سيكون الرد ايراني الّذي سيطال اي قاعدة من القواعد الاميركية الـ52 المتواجدة في المنطقة والجنود الـ65 الفا من المنتشرين فيها، اما ما سيلي فتحدده ايضا ردّة الفعل الاميركية، فاما تقبل واشنطن بضربة مقابل اخرى او تندلع الحرب الكبيرة". وبخصوص الموطن الثالث، يشير حطيط الى حدود ايران سواء مع ​أفغانستان​ او ​باكستان​ لافتا الى ان "اي استهداف للحرس الثوري عبر هذه الحدود سيؤدّي لرد فعل ايراني قاسٍ قد يتطور الى حرب في حال ارادت اميركا ذلك".

ويُجمع الخبراء على ان اي حرب مقبلة لن تكون على الارجح محصورة بحدود معينة انما ستطال المنطقة ككل. ويعتبر قهوجي انه اذا كانت المواجهة مباشرة بين ايران واميركا فهي لا شك ستكون واسعة وتشمل كل المناطق التي تتواجد فيها ايران وحلفاؤها، لافتا الى انه اذا كانت محصورة فقط باسرائيل وقوى وميليشيات تابعة لطهران منتشرة في سوريا، فالأرجح أن تبقى محصورة في الداخل السوري الاّ في حال قررت القوى الحليفة الدخول في المعركة فعندها سنكون بصدد حرب اقليمية.

ويتحدث حطيط عن أكثر من مناسبة أكد فيها محور ​المقاومة​ ان أيّ حرب مقبلة ستشن على احد اطرافه ستشارك فيها لا شك باقي الأطراف، مشددا على ان "هذا المحور لن يحارب بالمفرّق وسيفتح جبهة واسعة تشمل كامل المنطقة الوسطى"، وان كان لا يزال يستبعد الحرب ويعطي نسبة لاندلاعها لا تتعدى الـ25%".

فهل تخرج الامور عن سيطرة الطرفان الاميركي والايراني في ظل الكباش المحتدم بينهما على المستويات كافة، ونكون بصدد حرب اقليمية نعرف كيف تبدأ ولا نعرف كيف وأين تنتهي، ام يظلان ممسكان بزمام الأمور ويواصلان جولات اللعب بالنار؟!.