لفت عضو المكتب السياسي في ​حركة "امل​" ​طلال حاطوم خلال ​مؤتمر​ الوحدة الاسلامية الـ33 في ​طهران​ إلى "إننا كنا نقول قديماً ان الاعلام سيف ذو حدين، يمكن ان يستخدم لخير البشرية ويمكن ان يكون وبالاً عليها، ثم تطور الامر إلى اعتبار ان الاعلام جعل ​العالم​ كله قرية كونية صغيرة يعرف من في ادناها ما يجري في اقصاها بيسر وسهولة وسرعة، اليوم التوصيف الجديد الممكن اطلاقه على هذه الحقبة التي شهدت وتشهد تطوراً كبيراً وسريعاً في قدرة، ليس ​المؤسسات الاعلامية​ وحدها، بل ايضاً الافراد، في الوصول إلى الخبر ونقله وتوزيعه بفترة قياسية، ولذا يمكن ان نطلق على ما نشهده اليوم: بيت الاعلام بنوافذ تواصل كثيرة".

وأشار إلى أن "الامكانات التكنولوجية، للأسف، لم تترافق في تطورها مع تأهيل الكادر البشري المستخدِم لها بنفس النسبة أو حتى بنسبة قريبة منها، مما جعل البون واسعاً بين التقنية وقدراتها والامكانيات التي تتيحها، وبين المستخدِم الذي بالكاد يفقه بل وحتى اواليات استخدام البرامج المتاحة لنقل ونشر ​الاخبار​ والمعلومات، مضافاً إلى ذلك تفلت هذه المواقع الفردية من كل ضوابط القوانين المنظمة لعمل المؤسسات الاعلامية، ومتخطية شروط صياغة الاخبار لغوياً ومهنياً إلى نشر ما يخطر ببال صاحب الموقع الفردي".

وأكد "إننا نميز بين المواقع الفردية المتعارف على تسميتها "بلوغز" أو صفحات فردية وشخصية، وبين ​المواقع الاخبارية​ التي تعمل كمؤسسة تعمم ما يرفدها به مراسلوها أو مواقع اخرى ك​أخبار​ بالمعنى الاعلامي وعلى الرغم من هذا التمييز فإن الاغلب الاعم لا يلتزم بأي قوانين أو مدونات سلوك أو شرعة تنظم هذا القطاع"، معتبراً أن "من الضرورة ان نسعى إلى البحث عن سبل تنظيم هذا القطاع المستحدث بما يؤمن ​حرية التعبير​ والنشر المكفولين بموجب ​الدستور​، وبين القدح والذم وملء الصفحات بما يمكن نشره وما يُحظر نشره لاسباب واسباب".

وأضاف "الباحثون والعلماء يتفقون على أننا نعيش اليوم عصر التكنولوجيا والمعلومات والتواصل الاجتماعي، ونحن نعيش فعلاً مجتمع المعلومات الذي يعتمد على استثمار التكنولوجيات الحديثة في إنتاج المعلومات الوفيرة لاستخدامها في تقديم الخدمات على نحو سريع وفعال، وتشكل المعلومات أساساً في التنوير والتطوير، ومن يملك المعلومات الصحيحة في الوقت المناسب، فانه يملك عناصر القوة والسيطرة في عالم متغير يعتمد على العلم في كل شئ بعيداً عن العشوائية والارتجالية، ويشير مصطلح تفجر المعلومات إلى اتساع المجال الذي تعمل فيه المعلومات ليشمل كافة مجالات النشاط الإنساني مما يؤدي إلى النمو الهائل في حجم الإنتاج الفكري، وتشتت الإنتاج الفكري، وتنوع مصادر وأشكال المعلومات كالدوريات و​الكتب​ والبحوث والبيانات والندوات والمؤتمرات والرسائل العلمية الجامعية وبراءات الاختراع، والمواصفات القياسية مما يحتاج إليه مجتمع المعلومات"، منوهاً إلى ان "ما نشهده اليوم هو تغيير في الوسائط الاعلامية وليس في الاعلام بحد ذاته، أي ان الاعلام بالمعنى التخصصي هو الاعلام الذي يحمل المعلومة والخبر، ويتميز عن ما ينقل عبر ​وسائل التواصل الاجتماعي​ التي هي نقل لرأي شخصي في محادثة خاصة، وما يميز الاعلام الجديد عن التقليدي هو الشكل فحسب، اما ​وسائل الاعلام​ ووسائطه والتكنولوجيا الحديثة والمتسارعة التطور فصحيح انها تتجاوز حدود المكان والزمان إلى ​الفضاء​ الافتراضي الواسع الا انها غالباً ما تدار من قبل افراد وليس مؤسسات، اما المضمون فيحتاج إلى اعلاميين حقيقيين متخصصين، وليس إلى هواة لا يتقنون معرفة ما ينشر وما لا ينشر ومواقيت النشر وحدوده".