علق عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب ​وهبي قاطيشا​، في حديث لـ"النشرة"، على خطاب أمين عام "حزب الله" ​السيد حسن نصرالله​، معتبراً أنه يؤشر إلى توسع رقعة المواجهة بين محور الممانعة من جهة و​الولايات المتحدة​ من جهة ثانية، بعد إغتيال قائد قوة القدس في ​الحرس الثوري الإيراني​ ​قاسم سليماني​ ونائب رئيس هيئة ​الحشد الشعبي​ العراقي ​أبو مهدي المهندس​ في العراق.

وفي حين أشار قاطيشا إلى أن المنطقة دخلت مرحلة المواجهة المباشرة بين واشنطن وطهران منذ مدة، تمنى أن لا يتحول لبنان إلى ساحة لهذا الصراع، لافتاً إلى أن الأمر يتعلق بالمتحاربين الذين يخوضون الصراع، قائلاً: "إذا استخدم أحدهما الساحة اللبنانية سيرد الآخر عليه"، مشدداً على أن ذلك لا يتعلق بإرادة اللبنانيين الذين يتمنون أن لا يتحول بلدهم إلى هكذا ساحة، لافتاً إلى أن ​سياسة​ النأي بالنفس، التي كان يطالب بها فريقه السياسي، لا أحد يلتزم بها، معرباً عن مخاوفه على هذا الصعيد.

وفي هذا الإطار، رأى قاطيشا أن تحديد السيد نصرالله الأهداف التي سيشملها الرد بالقواعد العسكرية الأميركية قد يجنب لبنان المواجهة، نظراً لعدم وجود مثل هذه القواعد في البلاد.

على مستوى الملف الحكومي، أكد عضو تكتل "الجمهورية القوية" أن حزب "القوات اللبنانية" هو في موقع "المتفرج" على القوى المعنية بتأليف الحكومة، مشدداً على عدم وجود أي تواصل مع رئيس الحكومة المكلف حسان دياب، كاشفاً أن دياب اتصل برئيس الحزب سمير جعجع للمعايدة بالأعياد، حيث أكد الأخير في الإتصال أن ليس لديه أي مرشح لدخول الحكومة، وتمنى على دياب أن يكون جميع الوزراء من المستقلين لا سياسيين أو حزبيين.

ورداً على سؤال حول الأسماء التي تُطرح في الأوساط السياسية والإعلامية، أشار قاطيشا إلى أنه لا يعرفهم لكن ما يعرفه هو أنهم من صنيعة الأحزاب والسياسيين، وبالتالي سيتم تشغيلهم عبر جهاز التحكم عن بعد، متوقعاً أن يتشدد "حزب الله" في موقفه بعد التطورات الأخيرة على مستوى المنطقة، لناحية إغتيال سليماني.

ولفت قاطيشا إلى أن معالجة الملفات الإقليمية الكبرى ليست من مسؤولية الحكومة المقبلة، بل عليها العمل للتصدي إلى الأزمات الإقتصادية والإجتماعية والمالية، وبالتالي لا علاقة لها لما يجري في سوريا أو العراق أو باقي دول المنطقة، أي أن المطلوب أن تعمد إلى النأي بلبنان عن أي صراع.

وشدد عضو تكتل "الجمهورية القوية" على أن مهمة الحكومة الأساسية أن تضع يدها على الدولة، من الكهرباء إلى الجمارك إلى الإتصالات وباقي المرافق، وليس كما هو الواقع الحالي حيث يتقاسم كل فريق قطعة يديرها كما يريد، مؤكداً أن القضية بسيطة لكن المطلوب أن يكون الوزراء قادرين على إتخاذ القرارات اللازمة.

وفي السياق نفسه، رأى قاطيشا أن أي حكومة من دون دعم خارجي يعني المزيد من الغرق، لافتاً إلى أن حصولها على هذا الدعم يتطلب أن تتألف من وزراء غير مرتبطين بالسياسيين أو بالأحزاب، وبالتالي المعادلة واضحة: "الحصول على الأموال من الخارج لن يكون إلا عبر وزراء مستقلين، في حين أن أي خيار آخر يعني المزيد من الغرق".