توقف الإتحاد المسيحي ال​لبنان​ي المشرقي، في اجتماعه الدوري، "باهتمام بالغ أمام الدعوة لحياد لبنان التي وجهها غبطة البطريرك ​مار بشارة بطرس الراعي​، وما قد ينتج عنها من تداعيات على لبنان عموماً وعلى المسيحيين فيه بوجه خاص، لا سيما لناحية تقويض دورهم التفاعلي الريادي في بلدهم والمنطقة، والذي طالما تميّزوا به منذ تأسيس دولة لبنان الكبير وإلى يومنا هذا".

واعتبر الاتحاد أن "تجارب العالم قد أثبتت ان الحياد ينبع أولاً من الداخل، وتتمّ حمايته بقوة الداخل، ولا سيما تلك القوة المستمدّة من توافق المكونات الداخلية حول ​سياسة​ الحياد وعمق قناعتهم بها. فبدل أن يكون طرح الحياد جامعاً كشرط ضروري لنجاحه، فقد رأينا حجم الإنقسام الذي ظهر حوله بين المكوّنات السياسية والطائفية في لبنان"، منوهاً بأنه "مهما حاول من أعلن موقفه المؤيد والمصفّق لطرح الحياد من تكثيف حركته وحشد الوفود، فإنه أعجَزْ عن إخفاء تمحوره الفاضح في إطار سياسة المحاور وضمن رؤية سياسية واحدة".

كما شدد على أن "ما يحصل حالياً هو استمرار لمسلسل الاستهداف التاريخي، الهادف الى إضعاف لبنان وضرب صمود شعبه، لفرض التوطين الذي اسْتمات في رفضه، ولتمرير مشاريع تطبيع ​النزوح​ وسرقة الموارد الطبيعية"، متسائلا عن "إمكانية تطبيق مشروع حياد لبنان في ظل هكذا استهداف، فالحياد يفترض ان يكون الفريق المطلوب حياده غريباً تماماً عن الصراع القائم، فكيف يمكن تحييد الطرف المستهدف عن الصراع الذي يستهدفه؟".

وتمنى الاتحاد "لو يسعى صاحب الغبطة إلى جمع أبنائه، لحثّهم بداية على توحيد الرؤية فيما بينهم، ومن ثم دعوتهم الى التضامن مع إخوانهم في الوطن ومحاولة التوفيق فيما بينهم، لمواجهة المخاطر الداخلية والخارجية المُحدّقة بجميعهم، وذلك من اجل الحفاظ على الإنجاز البطريركي التاريخي المتمثل بتحقيق دولة لبنان الكبير الجامع لكل أبنائه، وإلا دعوتهم لإلتزام الحياد الإيجابي وتحييد المتحمسين منهم عن صراعات الداخل".

وشدّد كلك على "عدم مواءمة الحياد مع مبدئية الموقف المسيحي من مسألة الحق والباطل، ولطالما كان ​المسيحيون​ منحازون للحق في القضايا والنزاعات الصغيرة والكبيرة، فكيف إذا كانت القضايا المطروحة تتعلق بمستقبلهم وصيغة عيشهم لتحقيق الذات معاً ومستقبل لبنان وطن الرسالة، وفي ظل أوضاع فائقة الحساسية والخطورة على لبنان والمنطقة".