أكد رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام ورئيس مجلس إدارة "​تيلي لوميار​" و"نورسات" المطران ​أنطوان نبيل العنداري​ ان "فاجعة ​انفجار​ المرفأ في الرابع من آب الماضي، ما اصابت ​بيروت​ وحسب، بل اصابت وطنا بجميع أبنائه، وطنا عانى ما لم يعان مثله وطن في ​العالم​، وقد دمرت مرافقه وشلت سيادته وارادته، وصبغت أرضه دماء أبنائه".

ولفت المطران العنداري أثناء ترؤسه، في ​كنيسة مار مخايل​ النهر، قداسا على نية المؤسسات الإعلامية والإعلاميين والمصورين المصابين في ​انفجار مرفأ بيروت​، إلى أنه "ان تقول ​لبنان​ يعني أن تقول الايمان بالحرية والكلام عليها والتلويح براياتها، ولا يمكن فصل الحرية عن القانون، الحرية والاخلاق. هذه الشروط لا بد من أن تواكبها مكافحة الشائعات والاخبار المدسوسة والتطبيق الموضوعي، بعيدا عن ميوعة العدالة وكم الافواه والاقلام بطريقة اعتباطية. ونحن كما نرفض الاعتداء على الحرية والحقيقة، كذلك نرفض الاستغلال. ان الصمت عن الحقيقة هو تواطؤ وتزييف، ومن اقوال قداسة ​البابا​ فرنسيس: إن ​الفساد​ لا يحارب بالصمت، إن الصمت عن فاجعة بيروت واهلها ومؤسساتها خيانة، واستسلام خانع ومذلة".

وأوضح المطران العنداري أنه "عندما تحين الساعة وقد اتت، يختار ​الانسان​ اتجاها، ومن القضايا يأخذ موقفا. ايمان بالله، ايمانا بالانسان، ايمان بالوطن، ايمان بالحرية، وايمان بالحقيقة. ليسفر كل منا في هذا الوطن اللبناني عن وجهه، وليحسر القناع، ليبدو على حقيقته، ليكون ولاؤنا لهذا الوطن الجميل، لا نتهرب من مسؤولية ولا نعبث به، مبتعدين عن المحاور، ملتزمين الحياد الايجابي والناشط، متجاوزين التجاذبات من أجل الاسراع في تأليف حكومة الاختصاصيين المستقلة العتيدة رحمة باللبنانيين، بعيدين عن كل ما يشنج الساحة اللبنانية من سجالات وتشهير تؤذي الوحدة الوطنية، من اجل استعادة رسالتنا بين الشرق والغرب، وليكن اعلامنا مثلما نتمناه جميعا إعلاما نموذجا للحقيقة، تعبيرا عن الحرية المسؤولة، متأصلا في الاخلاق السليمة، ومحافظا على وديعة لبنان. ايماننا ورهاننا ان بيروت لن تموت، وسيبقى الاعلام فيها ​منبر الحرية​، وان لبنان سيقوم".

واعتبر مدير ​المركز الكاثوليكي للاعلام​ الخوري ​عبدو أبو كسم​ في كلمة له بالمناسبة، أنه "أقمنا اليوم هذا الاحتفال من دون رسميات، فأنتم أنبل الناس وأشرفهم. يشاركنا اليوم في هذه الكنيسة كل زملائنا الإعلاميين الذين جرحوا من كل ​الطوائف​، من مسلمين ومسيحيين. إنهم يشاركون مع بعضهم فرحهم كون الله انعم عليهم ونجاهم من هذا الانفجار. إني أشكر كل من شاركوا معنا، فهناك مؤسسات كثيرة تضررت من الانفجار".