أشار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى أن "​لبنان​ بطبيعته بلد حيادي، نظامه تعددي وانفتاحي على كل الدول شرقا وغربا كما انه ليبرالي يؤمن الحريات العامة والديمقراطية"، مشدداً على أن "لبنان هو بلد التلاقي والحوار وهو مكسب تطالب به الدول العربية. ووضعه التاريخي والسياسي والجغرافي لا يسمح له بخوض الحروب. هو لم يشن حربا في يوم من الأيام وانما حقق روابط واتصالات اقتصادية ومالية وتجارية واصبح بواقعه التاريخي والسياسي والجغرافي جسرا ثقافيا بين الشرق والغرب عبرت من خلاله كل الدول الى هذا المشرق".

ولفت الراعي، خلال استقباله وفداً من "لقاء سيدة الجبل" و "التجمع الوطني" و "حركة المبادرة الوطنية"، إلى ان "لبنان كان يعيش الإزدهار والتقدم ماليا واقتصاديا وثقافيا، واليوم خسرنا كل شيء بعد ابتعادنا عن الحياد او بعد ان فرض على لبنان الا يكون حياديا، ولكن في الواقع نحن لسنا كذلك. من هنا مطالبتنا بالحياد. المريض يزور الطبيب لإستعادة عافيته ونحن نريد استعادة عافيتنا".

أما بالنسبة ل​مؤتمر​ دولي برعاية ​الأمم المتحدة​، شدد الراعي على أنه دعا إليه "بسبب عدم التفاهم المسيطر على الجو العام في لبنان وهذا امر مؤسف جدا. لا وجود لاي حوار او إتفاق. وانطلاقا من كون لبنان عضوا مؤسسا وفاعلا وملتزما بمواثيق جامعة الدول العربية والأمم المتحدة هل يمكن تركه يموت امام اعيننا؟"، مشدداً على أن "المجتمع الدولي مسؤول وعليه ان يضع يده معنا رسميا وجديا. ولكن علينا ان نقول له ما نعاني منه. علينا ان نتحدث عن معاناتنا انطلاقا من الثوابت الثلاث: وثيقة الوفاق الوطني، ​الدستور​ والميثاق الوطني الذي جدده اتفاق الطائف وهو ميثاق العيش معا".

وأكد أن "المطلوب اليوم تقديم ورقة واحدة موحدة للأمم المتحدة تعرض فيها المشاكل التي يرزح تحتها لبنان، وهذا يستدعي ان تضع الأسرة الدولية يدها معنا. انا لا اطلب من اي اجنبي مهما بلغت درجة صداقتنا به رأيه في ايجاد حل لأزمتنا، بل اعرض المشكلة واسأل المساعدة على حلها. البلد منهك وهو الى زوال وشعبنا لم يعد يحتمل ومعه كل الحق، جوع وعطش وهجرة وتعتير، لذلك لا بد من ايجاد حل ولا يمكننا ابدا الوقوف موقف المتفرج"