حذّر قائد ​القوات الأميركية​ في منطقة المحيطين ​الهند​ي والهادئ الأدميرال فيليب ديفيدسون من أنّ ​الصين​ قد تغزو ​تايوان​ في غضون ستّ سنوات ل​تحقيق​ هدفها المعلن بالحلول محلّ ​الولايات المتحدة​ كأكبر قوّة عسكرية في المنطقة.

وقال قائد "إندوبام" خلال جلسة استماع أمام لجنة في ​مجلس الشيوخ الأميركي​ "أخشى من أن يكونوا الصينيون بصدد تسريع مشروعهم الرامي للحلول محلّ الولايات المتحدة بحلول العام 2050".

وأضاف الأدميرال ديفيدسون "أخشى من أنّهم يريدون بلوغ هدفهم في وقت أبكر". وبالنسبة لقائد "إندوبام" فإنّه "من الواضح أنّ تايوان هي جزء من طموحاتهم، وأعتقد أنّ التهديد بديهيّ في العقد المقبل، لا بل في الواقع خلال السنوات الستّ المقبلة" أي بحلول العام 2027.

وإذ ذكّر قائد "إندوبام" بأنّ الصين لديها أيضاً مطامع في ​بحر الصين الجنوبي​ (بما في ذلك في مناطق تسيطر عليها ​فيتنام​ و​الفيليبين​) وفي بحر الصين الشرقي (جزر سينكاكو التي تسيطر عليها ​اليابان​) وفي جبال الهيمالايا (في مناطق خاضعة لسيطرة الهند)، حذّر من أنّ الخطر الصيني يتهدّد أيضاً غوام، ​الجزيرة​ الأميركية الواقعة في ​المحيط الهادئ​.

واوضح إنّ "غوام هي هدف اليوم"، مذكّراً بأن ​الجيش الصيني​ نشر العام الماضي شريط ​فيديو​ دعائياً يظهر فيه طيارون صينيون وهم يهاجمون قاعدة عسكرية في هذه الجزيرة الواقعة على بُعد 2500 كلم إلى الشرق من الفيليبين.

ودعا الأدميرال ديفيدسون أعضاء مجلس الشيوخ إلى الموافقة على أن ينشر ​الجيش الأميركي​ في غوام بطارية ​صواريخ​ مضادّة للصواريخ من طراز "إيجيس آشور" من الجيل الأحدث نظراً لقدرتها على اعتراض ​الصواريخ​ الصينية الأكثر تطوّراً أثناء تحليقها. وأضاف أنّ غوام "يجب الدفاع عنها وتحضيرها للتهديدات المستقبلية إذ يبدو جلياً لي أنّ غوام لم تعد مجرّد مكان نعتقد أنّه يمكننا أن نقاتل فيه. إنّها مكان يجب أن نقاتل من أجله".

وبالإضافة إلى ثلاثة أنظمة دفاع صاروخي أخرى من طراز "إيجيس" مخصّصة ل​أستراليا​ واليابان، دعا الأدميرال ديفيدسون أعضاء مجلس الشيوخ إلى تضمين الميزانية العسكرية للعام 2022 ​أسلحة​ هجومية "حتّى تعرف الصين أنّ تكلفة ما يحاولون القيام به مرتفعة للغاية وجعلهم يشكّكون في فرص نجاحهم".

وتايوان البالغ عدد سكّانها حوالى 23 مليون نسمة يديرها منذ 75 عاماً نظام لجأ إلى الجزيرة بعد سيطرة الشيوعيين على الحكم في الصين القارية إبّان الحرب الأهلية الصينية.

لكنّ بكين تعتبر تايوان جزءاً لا يتجزّأ من الأراضي الصينية وقد توعّدت مراراً باستعادة الجزيرة بالقوة إذا لزم الأمر.

وقطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع تايبيه في 1979 للاعتراف ببكين ممثلاً رسمياً وحيداً للصين، لكنّ ​واشنطن​ لا تزال أقوى حليف لتايوان ومزوّدها الأول بالأسلحة، لا بل إنّ ​الإدارة الأميركية​ ملزمة من قبل ​الكونغرس​ ببيع الجزيرة أسلحة لتمكينها من الدفاع عن نفسها.

وبعد أن شدّدت قبضتها على ​هونغ كونغ​، زادت بكين من حدّة تحذيراتها لتايبيه وكثّفت محاولاتها الرامية لمنع الملاحة في مضيق تايوان الذي يفصل بين الجزيرة والبرّ الصيني.