وجه بطريرك ​السريان الكاثوليك​ الأنطاكي ​مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان​ رسالة ​الميلاد​ لعام 2021، بعنوان "يسوع مخلصنا"، تناول فيها الأوضاع العامة في لبنان وبلاد ​الشرق الأوسط​ والعالم، وكذلك الأزمة المخيفة بتفشي وباء ​كورونا​، مشيرا الى أنه "لا يزال العالم يئن تحت وطأة الظروف الصعبة التي نشأت نتيجة تفشي وباء كورونا، وما ترتب عليها من أزمات اقتصادية كبرى، وهي تدخل عامها الثالث! وماذا نقول عن الأوضاع العصيبة التي تعانيها بلدان شرقنا المعذبة، من أخطار أمنية وسياسية وتحديات اجتماعية واقتصادية".

وأضاف: "في لبنان، ها هو عيد ميلاد آخر يطل علينا، والوطن يعاني من الأزمات المتلاحقة لسنوات عديدة سبقت ثورة ​اللبنانيين​ في تشرين الأول 2019، ولا تزال تتعاظم إلى يومنا هذا. فكل يوم يحمل وللأسف تطورات وأزمات، ولعل أبرزها ما نعيشه على مستوى التدهور الإقتصادي والمالي والإنهيار غير المسبوق لليرة اللبنانية، بحيث لم يعد هنالك من سقف لهذا الإنهيار. فبات راتب المواطن اللبناني لا يكفيه سوى القليل من الأيام، في ظل غياب شبه تام لمن يسمون أنفسهم مسؤولين وقيمين مفترضين على شؤون المواطنين. فالكهرباء معطلة، والإدارات الرسمية مقفلة بسبب الإضرابات المحقة للموظَفين، و​التهريب​ على المعابر الشرعية وغير الشرعية مشرَعٌ على مصراعيه، والقطاع الطبي في انحدار مأساوي بدأ بفقدان الأدوية و​المعدات الطبية​، مرورا بعدم توفر الكهرباء لتشغيل المستشفيات، وصولا إلى هجرة الأطباء والممرضين، في حين تتصاعد وتيرة تفشي وباء كورونا، والمرضى يموتون على أبواب المستشفيات، والوضع لم يسبق له مثيل حتى خلال سنوات المجاعة والحروب. كما نجد تمادي السلطة الحاكمة في تعطيل عمل مجلس الوزراء، والعرقلة المتعمدة للتحقيق العدلي في جريمة تفجير مرفأ بيروت".

ولفت في رسالته الى أنه "تبقى للبنان بارقة أمل من خلال إجراء الإنتخابات النيابية في ربيع العام القادم 2022، علَ اللبنانيين يغيرون، بإرادتهم وبالطرق الديمقراطية والسلمية، هذه الطغمة الحاكمة التي أوصلَتْهم إلى حالة الإفلاس والجوع، ويعيدون إنتاج سلطة سياسية جديدة تكون مؤتمَنة على مصالحهم وسيادة بلدهم، فتخلصهم من بؤسهم، وتعيد لبنان إلى سابق عهده من الإزدهار والتطور، ونصلي إلى الطفل الإلهي كي يمنح لبنان استقرارا ونهاية سريعة لدرب آلامه، ليرجع قبلة البلدان شرقا وغربا، فينعم أبناؤنا وبناتنا مع جميع المواطنين بالطمأنينة والعيش الكريم".