أكّد السفير اللبناني لدى روسيا، شوقي بونصار، أنه بحث مع الجانب الروسي استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين موسكو وبيروت.

وأوضح، في تصريح لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أنّ "هذا موضوع هام لأنني أود عبر وكالتكم إيصال المعلومات والتوضيحات لأبناء الجالية اللبنانية، وأقول لكم بصراحة بأنني أعاني شخصياً من انقطاع الرحلات المباشرة بين موسكو وبيروت. وكما تعرفون كانت الرحلة تستغرق 3 ساعات و30 دقيقة فقط مباشرة عبر شركة الطيران الروسية أيروفلوت التي تتمتع بخدمات ممتازة وتعتبر من أفضل شركات الطيران في العالم خاصة من الناحية الأمنية".

وأشار بونصار، إلى أنّه "مع الأسف كما نعلم مع فرض العقوبات الغربية توقف الخط المباشر بين موسكو وبيروت علماً ان شركة الطيران اللبنانية "ميديل إيست" لم يسبق لها أن نظمت رحلات إلى موسكو. وبالتالي أبناء الجالية اللبنانية هنا يعتمدون حصراً على شركة "أيروفلوت" والرحلات المباشرة إلى بيروت".

وذكر أنّه "وشعوراً مني بضرورة إيجاد حلول ملحة لهذا الموضوع، التقيت الأسبوع الماضي مع حضرة نائب وزير النقل الروسي، زفيريف، وبحثنا معه بالتفصيل هذا الموضوع، وقد طلب نقل استعداد روسيا إلى الجانب اللبناني لمعاودة الرحلات المباشرة بين موسكو وبيروت، ولكن طبعاً ضمن بعض المتطلبات والشروط لكي لا تؤثر العقوبات الغربية لا على الشركة الروسية ولا على لبنان".

وأكّد بونصار، "أنني بالطبع أرسلت تقريرا مفصلا إلى الحكومة اللبنانية في هذا الإطار، وهذا الموضوع قيد البحث بين الجانبين وعلى أمل أن نتوصل لحلول قريبة دون تحديد وقت معين بهذا الخصوص. علماً أن الطلاب اللبنانيين يعانون من صعوبة الوصول، ومن الأحوال الاقتصادية في لبنان، وصعوبة تحويل الأقساط المالية الجامعية، وكما تعرفون من القيود الغربية المفروضة على روسيا التي تمنع التحويلات بالعملات الأجنبية إليها، الله يكون في عون جميع الطلبة والجالية".

وإجابة على سؤال بشأن الاختلاف في المواقف بين وزارة الخارجية والحكومة اللبنانية بشأن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، شدد على أنّ "لبنان بلد متنوع وديموقراطي ومتعدد الآراء. لكن في الواقع هذا الموضوع تم تجاوزه لأنني أوضحت للأصدقاء الروس حقيقة الموقف اللبناني الذي لم يصدر عن الحكومة اللبنانية في حينه. هنا نقطة هامة لا بد من الإشارة إليها وهي أنه بالفعل صدر بيان عن وزارة الخارجية اللبنانية، وتواصلت مع وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وشرحوا لي حقيقة الموقف اللبناني، وأنا نقلت توضيحات للجانب الروسي وأعتقد بأن المسألة تمت تجاوزها ولبنان حريص جداً للحفاظ على أفضل العلاقات مع روسيا الاتحادية، ويقدر عالياً صداقة روسيا ودعمها للقضايا العربية المحقة".

وبخصوص خروج شركة "نوفاتيك" الروسية للطاقة من لبنان، أشار إلى "أننا لم نبلغ بشكل رسمي في هذا الخصوص علماً أنني سمعت من وسائل الإعلام ما تفضلتم به ولكن لم نتلق أي كتاب رسمي من الجانب الروسي أو الخارجية الروسية، وبالتالي لا يمكنني التعليق على هذا الموضوع وأعتقد أنه افتراضي على الأقل حتى الآن".

وحول إمكانية إرسال روسيا شحنات من القمح والمواد الغذائية إلى لبنان، أعلن بونصار أنه "تم التنسيق مع الصديق نائب وزير الخارجية الروسي، وهو الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، السيد ميخائيل بوغدانوف، الذي أبلغني رسمياً عبر لقاء جمعنا عن موافقة الحكومة الروسية على إرسال مساعدات إنسانية إلى لبنان، عبارة عن كميات من الحبوب المتنوعة ومنها القمح طبعاً، بالاضافة إلى المشتقات النفطية".

وأوضح أنّ "هذا القرار مبني على الطلب الذي وجهه ميقاتي خلال شهر أيار المنصرم، وتم إبلاغي مؤخراً من حوالي أسبوعين موافقة الحكومة الروسية على الطلب اللبناني، والآن ينتظر الأمر بعض الإجراءات الداخلية الروسية، وطبعاً موافقة سيادة الرئيس فلاديمير بوتين على هذا القرار كي يصبح نافذ المفعول".

ولدى سؤال "سبوتنيك" عن العلاقة مع صندوق النقد الدولي والمفاوضات الجارية، أجاب بونصار، أنه "في الواقع لا يمكنني إعطاء ايضاحات وتفاصيل حول هذا الموضوع، لأن المباحثات مع صندوق النقد الدولي مازالت مستمرة. كما تعلمون أيضاً هناك أخبار في وسائل الإعلام أحياناً سلبية وأحياناً إيجابية. ولكن بالنسبة لنا في العمل الدبلوماسي والسياسي نحن نعتمد على الأخبار الرسمية والمصادر الرسمية الموثوقة. وبالتالي أعتذر عن الدخول في هذا الملف لأنني لا أملك معلومات مفصلة، خاصة وأن المباحثات ما زالت جارية مع الصندوق، جهات دولية أخرى مانحة. وأعتقد فور تشكيل حكومة لبنانية جديدة لأنه كما تعلمون الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال. وبالتالي نحن اليوم بانتظار تشكيل حكومة جديدة تأخذ ثقة مجلس النيابي الجديد وتستطيع التقدم على هذا المسار مع صندوق النقد الدولي ومع كافة الجهات الدولية الأخرى".