أشار السيد علي فضل الله، في خطبتي صلاة الجمعة، الى أنه "بارتفاع الدولار ترتفع قيمة الاحتياجات الضرورية للمواطن اللبناني على صعيد الغذاء أو على صعيد الاستشفاء الذي بات يشكل الهم الأساس له، حتى بات البعض يخشى من الذهاب إلى المستشفى إن ألم به عارض ويكتفي بالمسكنات، ويعجز عن تأمين الكهرباء والماء والمحروقات وسبل التدفئة والنقل، وما يزيد من الأوضاع سوءاً رفع الدولة للرسوم والضرائب، وليس آخرها ارتفاع سعر الصيرفة إلى 38 ألف ليرة".

وأمل فضل الله، ممن تحملوا المسؤولية في هذا البلد وأمانة الناس فيه، أن "لا ينطوي هذا العام إلا قد قاموا بمسؤوليتهم لرفع هذه المعاناة، وذلك بتحريك عجلة الدولة والذي تكون البداية فيه بانتخاب رئيس للجمهورية أمين على هذا البلد، وصولاً إلى حكومة فاعلة قادرة على النهوض بأعبائه، لكن خاب ظن اللبنانيين حين لم يبد أي من هؤلاء أي استعداد لتجاوز أوهامهم أو حساباتهم الخاصة ومصالحهم الفئوية لإيجاد صيغة توافق لتأمين هذا الاستحقاق".

ولفت الى أننا "لا نريد أن نغرق في التشاؤم، سنبقى نأمل بمبادرات تأتي إن من الداخل أو الخارج ممن لا يزالون يحملون هم هذا البلد ويتحسسون معاناة أبنائه وآلامهم التي تزداد يوماً بعد يوم".

ودعا اللبنانيين، جميعاً أن "لا يزيدوا جراحاتهم جراحات ومعاناتهم معاناة وآلامهم آلاماً، وأن يعمقوا الانقسام بينهم، إننا ندعوهم إلى الابتعاد عن كل خطاب يؤدي إلى استفزاز المشاعر الطائفية والمذهبية والسياسية، أو يحمل إيحاءات تؤدي إليه".

لقد بات واضحاً ما قد تؤدي إليه الكلمات عندما تطلق على عواهنها بدون تدبر دقيق من آثارها في جو مشحون كالجو الذي نعيشه في هذا البلد والمتوتر دائماً، لذا نقولها هنا للجميع، وخصوصاً للذين يملكون مواقع سياسية أو إعلامية أو مواقع تواصل أو منابر توجيه ولا سيما أولئك الذين يرون الكلمة مسؤولية: من كانت لديه كلمة طيبة فليطلقها، ومن كانت لديه كلمة تسيء إلى كرامات الناس أو أعراضهم، فليرح الواقع من تداعياتها.

كذلك دعا وسائل الإعلام الى أن "تكون أمينة على رسالتها الوطنية والإنسانية أن تكف عن نشر كل ما يؤدي إلى شرخ بين اللبنانيين أو مس بالقيم الإنسانية والأخلاقية، في الوقت الذي ندعو من يستخدمون مواقع التواصل والعالم الافتراضي أن يتبصروا جيداً بتداعيات ما يكتبونه وأن يكون رد الفعل على ما قد يصدر من الآخرين عادلاً وموضوعياً وبعيداً عن الإساءات الشخصية، فلا يرد الإساءة بالإساءة بل تكون غايته منع الخطأ ووأد الفتنة".