أكّدت مصادر متابعة لصحيفة "الأنباء" الكويتيّة، أنّ "اسم قائد الجيش اللّبناني العما ​جوزيف عون​ يتقدّم كلّ الأسماء في الاستحقاق الرّئاسي، لكنّ الموفد الفرنسي ​جان إيف لودريان​ مصرّ على ألّا يعود إلى ​بيروت​ وفي جعبته اسم رئيس واحد، والمطلوب أن يكون هناك اسم ثان أو ثالث، الأمر الّذي يسهّل النّقاش مع الجهات المتردّدة أو المتحفّظة على اسم قائد الجيش كـ"التيار الوطني الحر"، تسهيلًا لمهمة الموفد القطري الّذي سيأخذ الجانب التّنفيذي من مهمّة لودريان بطبعتها الخماسيّة؛ الّتي يُفترض أن تصدر عن اجتماع نيويورك".

من جهتها، أشارت أوساط مطّلعة لصحيفة "الراي" الكويتيّة، إلى أنّه "لا يوجد تَعارُض بين استمرار مهمّة الموفد الفرنسي وبين الدّور القطري المنتظَر، تمامًا كما ألّا تضارب بين ما تقوم به ​باريس​ وبين ثوابت ​الرياض​ في ما خصّ الاستحقاق الرّئاسي آلياتٍ وخلاصات، وهو ما حرص الجانبان على تظهيره من خلال اللّقاء في دارة سفير السعوديّة ​وليد بخاري​ بحضور لودريان ومفتي الجمهوريّة الشّيخ عبد اللطيف دريان و21 نائبًا سنيًّا".

ولفتت إلى أنّ "الموفد القطري يُفترض أن يسعى لإزالة الألغام المانعة حتّى السّاعة بلوغ تسوية رئاسيّة، عبر محاولة انتزاع توافق داخلي يلاقي "مناخًا مؤاتيًا" إقليميًّا على انتخاب خيار ثالث (غير رئيس تيّار "المردة" ​سليمان فرنجية​ والوزير السّابق ​جهاد أزعور​)، هو العماد عون، الّذي باتت عواصم الثّقل الخارجي تزكّيه، باعتبار أنّ هذا سيكون أقصر الطرق ليطرق قصر بعبدا الشّاغر منذ الأول من تشرين الثّاني 2022، رئيسٌ لا يشعر معه أيّ فريق محلّي أو إقليمي بأنّه انكسر أو انتصر".

في سياق متّصل، كشف مصدر نيابي التقى لودريان، لصحيفة "القبس" الكويتيّة، أنّ "لودريان غادر بمعطيات جديدة تحتّم عودته مرّة رابعة، لإعطاء الضمانات والتّطمينات، وهو سيفسح المجال للموفد القطري الّذي يبدأ تحركه خلال ساعات، في جولة يُراد منها تثبيت الخيار الثّالث، حيث يتقدّم اسم قائد الجيش".

وأوضح أنّ "لودريان طرح مخرجًا توافقيًّا لإنهاء الأزمة الرّئاسيّة، لا يشكّل إحراجًا لرئيس مجلس النّواب ​نبيه بري​ ولا يستفزّ المعارضة، ويقضي بعقد لقاء للقيادات اللّبنانيّة في مبنى السّفارة الفرنسيّة برئاسته، لا يتّخذ صفة طاولة حوار، وإنّما لقاء لمناقشة الأجوبة الّتي تلقّاها من جميع الأفرقاء. وتلي هذا اللّقاء دعوة من برّب للنّواب لجلسة رئاسيّة بدورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية، على أن يتعهّد كلّ الأفرقاء بعدم تطيير النّصاب مهما كانت النّتيجة".

وذكر المصدر، أنّ "لودريان أبلغ المعنيّين بعودته نهاية الشّهر الحالي إلى بيروت لعقد هذا اللّقاء، في محاولة للتّوصّل إلى اسم مرشّح ثالث يجمع عليه النّواب، وكلّ المعطيات تشير إلى أنّ جوزيف عون هو هذا الخيار".